ظهرت أول بوادر علاقة السفيه عبد الفتاح السيسي، قائد الانقلاب العسكري، بالحيوانات بعد انقلاب 30 يونيو مباشرة حيث لاحظ رواد حديقة حيوانات الجيزة، تغيير لافتة تشير إلى موقع حيوان ال"بوني" والذي يعرف بمصر باسم السيسي، إلى حصان "شيتلاند" البريطاني؛ما أثار سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي قوتها، إلا أن الأمر سرعان ما تحول للجدية بعدما أعدّت سلطات الانقلاب، اليوم السبت، أوّل مشروع قانون لحماية "السيسي" وأخواته، في مسعى للحدّ من انتهاكات عديدة تواجهها الحيوانات!. يأتي ذلك الحنان وعلاقة الحب الغامضة بين "السيسي" والأنواع الأخرى من الحيوانات، في وقت تحصد فيه الآلة العسكرية منذ انقلاب 30 يونيو على الرئيس المنتخب محمد مرسي، أرواح المصريين البشر، وتصفيتهم جسديًا داخل أقسام الشرطة والمراكز الأمنية المعلنة والخفية، والرسمية وغير الرسمية؛ والتي يتحوّل المواطن تحت أقبيتها وبين جدرانها إلى جثّة مشوهة وممزقة، إثر تعذيب وحشي، يترك آثاره في أنحاء مختلفة من جسده.
حمار "محظوظ"
وتنصّ مواد مشروع قانون سلطات الانقلاب على حقّ الحيوانات في الحصول على التطعيمات، بينما يلقى البشر على الأرصفة والأسفلت أمام بوابات المستشفيات الحكومية، لا يجدون قطعة قطن أو شاش أو حقنة مصل لعضة كلب!.
كما يحظر المشروع، تنظيم مسابقات لمصارعة الحيوانات والطيور، أو استخدامها في المعارض، أو الحملات الإعلانية، أو الأعمال الفنية، بشكل يسبّب الأذى لها، وأيضًا عرض مشاهد في الإعلام تحرّض على العنف ويكون الحيوان ضحيتها، أو تشغيل الحيوان الذي لا تسمح حالته الصحية بالعمل.
ومن ضمن محظورات مشروع القانون؛ قتل الحيوان الضالّ أو العاجز بالسمّ، أو إطلاق النار عليه، أو بأي طريقة غير رحيمة، إلا في حالات الدفاع عن النفس والممتلكات، وهي ظواهر تُسجّل في مصر.
وفي أكتوبر الماضي، نقلت وسائل إعلام أن سياحًا من سويسرا شاهدوا تعرّض حمار لضرب عنيف من صاحبه، في منطقة "سقارة" الأثرية بالجيزة.
ودفعهم ذلك إلى التدخّل لإنقاذ الحمار، فكان أن اشتروه ب34 ألف جنيه، ونقلوه لتلقّي العلاج، قبل اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لنقله إلى سويسرا، المفارقة أن السيسي الذي خرب السياحة في مصر وقتل الباحث الايطالي جوليو ريجيني، وقتل وفد كامل من السياح المكسيكيين، لم يجد من يعنفه من الأنظمة الغربية جراء إسرافه في قتل وتعذيب المصريين!
تقرب للغرب
ويربط المراقبون بين قانون السيسي الجديد لحماية الحيوانات من القتل والتعذيب في مصر، وبين زيارته الأخيرة لفرنسا؛ فكلما ضاق الخناق حوله في الداخل تقرب إلى حكومات الغرب التي أتت به ودعمته، إما بالزيارة وشراء الأسلحة "البالة" – المستهلكة- بمليارات الدولارات من لحم المصريين، أو بتبني قوانين غربية مثل الرحمة بالحيوان في الوقت الذي لا يجد البشر تلك الرحمة في مصر.
ويظل التقرب دائمًا على قائمة أجندة الانقلاب الخارجية بالإضافة إلى إلحاحه على هذه الدول من أجل حظر جماعة الإخوان المسلمين فيها وعرضه المساعدة في ملف الهجرة غير الشرعية وغيرها من الملفات التي يهتم بها مواطني هذه الدول.
لقد زاد عدد زيارات السيسى الخارجية عن 69 زيارة شملت 25 دولة كما عقد 543 لقاء مع قادة الدول الأجنبية ومسئوليها الكبار، حسب تقارير نشرتها صحف الانقلاب على رأسها الأهرام واليوم السابع.
والسؤال الذي يطرحه المراقبون: ماذا تفيد قوانين الرفق بالحيوان في بلد يعذب ويختطف ويعتقل ويقتل فيه البشر؟ وماذا تفيد صفقات الطائرات وحاملاتها باهظة الصيانة والغواصات في اكتشاف إرهابيين قبل كوارث مثل مجزرة الواحات التي قتل فيها 58 ضابطًا ومجندًا للشرطة؟، السيسي يملك أسلحة الدول العظمى وعنده – باعترافه- أسوأ نظام تعليم في العالم، وأسوأ رعاية صحية، وأسوأ ظروف أمنية.