تصميم معماري حديث.. محافظ بورسعيد يفتتح مسجد "الرضوان" في بورفؤاد - صور    سعر جرام الذهب اليوم فى مصر بمستهل التعاملات المسائية    كجوك: تخفيف الأعباء والالتزامات عن كل الممولين وتوسيع القاعدة الضريبية وتحسين بيئة الأعمال    بسبب صاروخ يمني.. توقف بعض مباريات الدوري الإسرائيلي لكرة القدم    ترامب يوجه رسالة إلى الصين: الأسواق المغلقة لم تعد مجدية    تراجع جديد في أعداد قاطني مخيم الهول السوري    متحدث الخارجية الأمريكية يدعو إلى استئناف تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة    جدول ترتيب الدوري الإنجليزي قبل الجولة 36    حبس قاتل زوجته فى الأقصر 4 أيام على ذمة التحقيقات    النيابة تصرح بدفن جثة شاب غرق بترعة أبيس في الإسكندرية    إمام المسجد الحرام: تأشيرة وتصريح الحج من لوازم شرط الاستطاعة    حقيقة إغلاق بعض بيوت الثقافة التابعة للهيئة العامة    ودع الدنيا يوم مولده.. 75 عامًا على رحيل الشيخ محمد رفعت وحكاية الصوت الذي لا ينسى    فريق طبي بمستشفى سوهاج الجامعي ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    أكرم القصاص: دعوة بوتين للرئيس السيسى لحضور احتفالات ذكرى النصر تقديرا لدور مصر    الضرائب: 9 إعفاءات ضريبية لتخفيف الأعباء وتحفيز الاستثمار    مصرع عنصرين إجراميين في مداهمة بؤرًا خطرة بالإسماعيلية وجنوب سيناء    النار التهمت محصول 1000 فدان.. الدفع ب 22 سيارة للسيطرة على حريق شونة الكتان بالغربية    شهادات مزورة ومقر بدون ترخيص.. «الطبيبة المزيفة» في قبضة المباحث    خبر في الجول - لجنة التظلمات تحدد موعد استدعاء طه عزت بشأن أزمة القمة.. ولا نية لتقديم القرار    أنشيلوتي يخطط لإسقاط برشلونة    أمين الفتوى: المعيار الحقيقي للرجولة والإيمان هو أداء الأمانة والوفاء بالعهد    السديس في خطبة المسجد الحرام يحذر من جرائم العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي    محافظ الشرقية يطمئن على نسب تنفيذ أعمال مشروعات الخطة الإستثمارية للعام المالي الحالي بديرب نجم    «المستشفيات التعليمية» تنظم برنامجًا تدريبيًّا حول معايير الجودة للجراحة والتخدير بالتعاون مع «جهار»    فريق طبي بمستشفى سوهاج ينجح في استخراج دبوس من معدة طفل    جامعة القاهرة: أسئلة امتحانات الترم الثاني متنوعة لضمان العدالة    تنفيذ فعاليات حفل المعرض الختامي لأنشطة رياض الأطفال    رئيس جامعة الإسكندرية يستقبل وفد المجلس القومي للمرأة (صور)    رئيس الوزراء يؤكد حِرصه على المتابعة المستمرة لأداء منظومة الشكاوى الحكومية    البابا لاون الرابع عشر في قداس احتفالي: "رنموا للرب ترنيمة جديدة لأنه صنع العجائب"    "موسم لا ينسى".. صحف إنجلترا تتغنى ب محمد صلاح بعد جائزة رابطة الكتاب    جدل فى بريطانيا بسبب اتفاق ترامب وستارمر و"الدجاج المغسول بالكلور".. تفاصيل    مروان موسى: ألبومي الأخير نابع من فقدان والدتي    أحمد داش: جيلنا محظوظ ولازم يوجد صوت يمثلنا    المنظمات الأهلية الفلسطينية: غزة تواجه أوضاعا خطيرة بسبب القيود الإسرائيلية    وزير الأوقاف ومحافظ الشرقية يؤديان صلاة الجمعة بمسجد الدكتور عبد الحليم محمود    التموين تعلن آخر موعد لصرف الدعم الإضافي على البطاقة    هل يجوز الحج عن الوالدين؟ الإفتاء تُجيب    استلام 215 ألف طن قمح في موسم 2025 بالمنيا    الشباب والرياضة تنظم الإحتفال بيوم اليتيم بمركز شباب الحبيل بالأقصر    قناة السويس تدعو شركات الشحن لاستئناف الملاحة تدريجيًا بعد هدوء الهجمات    10 لاعبين يمثلون مصر في البطولة الأفريقية للشطرنج بالقاهرة    محمد عبد الرحمن يدخل في دائرة الشك من جديد في مسلسل برستيج    دمياط: قافلة طبية تحت مظلة حياة كريمة تقدم العلاج ل 1575 شخصا    سائح من ألمانيا يشهر إسلامه داخل ساحة الشيخ المصرى الحامدى بالأقصر..فيديو    المتحف المصري الكبير يستقبل 163 قطعة من كنوز الملك الذهبي توت عنخ آمون    الطيران المدني الباكستاني: مجالنا الجوي آمن ومعظم المطارات استأنفت عملها    وزيرة التخطيط و التعاون الدولي :حققنا تطورًا كبيرًا في قطاع الطاقة المتجددة بتنفيذ إصلاحات هيكلية تجذب القطاع الخاص وتُعزز مركزنا كدولة رائدة    عاجل.. الاتحاد السعودي يعلن تدشين دوري جديد بداية من الموسم المقبل 2025-2026    كاف اعتمدها.. تعرف على المتطلبات الجديدة للمدربين داخل أفريقيا    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب لتفقد مستشفى الناس    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    تحقيقات موسعة في العثور على جثة متعفنة داخل منزل بالحوامدية    الموافقة على الإعلان عن التعاقد لشغل عدة وظائف بجامعة أسيوط الأهلية (تفاصيل)    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    الكشف عن طاقم تحكيم مباراة الزمالك وسيراميكا بالدوري    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



30 ألف حمار يدافعون عن حقوقهم
نشر في الوفد يوم 17 - 05 - 2016

ينطلق خلال القليلة الماضية الأسبوع العالمي للحمير وبينما يحتفل أنصار الحمير بأيام الضرب والنهيق والبردعة يوجد نحو 30 ألف حمار أعضاء بجمعية الحمير المصرية يدافعون عن حقوق هذا الحيوان الذي لايرحمه أحد.
وفى قلب منطقة «أبووافية» بشبرا، تتمدد واحة للرحمة.
لكن تدهور ثقافة المجتمع، والتجاهل الحكومى حوّلها إلى أطلال تحكى قسوة أيامنا وكيف كانت رحمة الماضى بالحيوانات.
واحة الرحمة أو جمعية الرفق بالحيوان أنشئت فى العهد الخديوى عام 1885 وهى ثانى جمعية من نوعها على مستوى العالم بعد جمعية لندن.
تاريخ حافل، كتبه زوار كبار للجمعية دونوا أسماءهم وشغفهم بالحيوانات فى كتاب أثرى يعود إلى 1905، ويحمل عبارات بتوقيع رموز وشخصيات تاريخية منها الشاعر على الجارم، والراحل مصطفى أمين، والحاكم الإنجليزى اللورد كرومر.
بوابة عتيقة تقودك إلى ساحة فسيحة، قست عليها يد محافظة القاهرة فحولتها من حديقة غناء إلى صحراء جرداء.
وحول الساحة، تقف عدة مبانٍ، أكلتها الأيام، وتركت فى المبنى الأول 5 بوابات صغيرة يقبع خلفها كلب ألمانى يملأ المكان بنباحه.
وفى أقصى المبنى الصغير، تنغلق بوابة أخرى على مجموعة قليلة من الماعز.
وخلف المبنى الصغير، مبنى آخر يحتضن مجموعة من الحمير تتآلف بينها لتشكل حلقة من الصبر على قسوة الأيام.
عبرت الساحة إلى المبنى الإدارى، للقاء الدكتور راضى حامد، مدير الجمعية، أستاذ الطب البيطرى بجامعة القاهرة.
مكتب عتيق، يتحدث عن تاريخ من الرحمة مع الحيوان، ومعاناة حالية للإنسان مع أخيه الإنسان.
رامى حامد مدير جمعية الرفق بالحيوان:
32 ألف جلد حمار صادرات مصر فى 6 شهور
● كيف تحولت الجمعية إلى هذا الشكل بعد أن كانت حديقة تتنفس فيها الحيوانات نسائم الرحمة؟
- الجمعية تموت وتحتاج لمن ينقذها.. فوزارة الشئون الاجتماعية تعطينا ألفى جنيه فى السنة.. وانقطع هذا المبلغ.
والسيارات التى كانت تنقل الحيوانات، ثم بيعها بعد أن تحولت إلى «كهنة».
ونعيش من عائد وديعة قدرها 40 ألف تجنيه إسترلينى، تبرع بها مواطن إنجليزى وحكاية هذا المواطن غريبة بعض الشىء.
فمنذ فترة طلب مستثمرون دوليون أن ينظموا مصارعة للثيران فى مصر وحجزوا مكانًا للحيلة فى أرض الأوبرا وبادرت جمعية الرفق بالحيوان بالهجوم على الفكرة، واستصدرت قرارًا من وزير الزراعة وقتها يوسف والى بوقف المصارعة ومنع دخول الثيران إلى مصر.
وأرسل أحد المواطنين الإنجليز خطاب شكر للجمعية على موقفها المضاد لمصارعة الثيران.
وبعد سنوات فوجئنا بأن هذا المواطن الإنجليزى وقف 40 ألف جنيه بعد وفاته لصالح الجمعية.
ومؤخرًا فوجئنا برئيس الحى يستقطع 7 آلاف متر من مساحة الجمعية البالغة 10 آلاف متر.
وتم تحطيم الحدائق والأشجار.. ووعدونا بمبانٍ جديدة.. دون تنفيذ!
● بصفتك أستاذاً للطب البيطرى.. هل يختلف الحمار المصرى عن نظيره فى الخارج؟ وهل توجد عمليات منظمة للاستفادة منه بعيدًا عن أعين الدولة؟
- لدينا فى مصر 1٫5 مليون حمار مسجلة طبقًا لسجلات وزارة الزراعة، أما العدد الحقيقى فلا يعرفه أحد، وهو أكبر بكثير.. وإذا كان لدينا مواطنون مصريون غير مسجلين فى الصحرائين الشرقية والغربية.. فمن باب أولى ستكون لدينا دواب غير مسجلة.
وأكبر تعداد للحمير فى القارة الأفريقية يوجد فى الشمال، خصوصًا المغرب ثم تونس وتليها مصر فى المركز الثالث.
والحمار المصرى نتيجة حرارة الجو المرتفعة يختلف تكوينه الحيوانى عن الحمير فى المغرب وتونس وربما العالم كله.
وأول من اكتشف اختلاف تكوين الحمار المصرى هم الصينيون، إذ استخدموه فى الطب الشعبى.
واكتشفوا أن جلود الحمير المصرية غنية بمادة «جيلاتينية» تستخدم فى مكونات كبسولات الدواء، وجزء منها يدخل فى إنتاج المنشطات الجنسية.
● لكن أحد الأطباء نفى ذلك؟
-ما أتحدث عنه هو مخاطبات رسمية.. فالسفارة الصينية عرضت على كلية الطب البيطرى بجامعة القاهرة أن تستغل أرضًا خصصتها الدولة لصالح الأخيرة فى السادس من أكتوبر، باتفاق مضمونه أن تبنى الصين مجزرين.. الأول تعليمى لصالح الطلاب والثانى للحمير.
والمجزر الأخير تذهب لحومه إلى حديقة الحيوان والجلود تذهب إلى الصين.
لكن الدكتور إبراهيم عميد الكلية الدسوقى رفض خوفًا من تسرب لحوم الحمير إلى الأسواق.
● وإلى أين انتهت عملية التصدير؟
- الصين تواصلت مع هيئة الخدمات البيطرية، وأبرمتا اتفاقية يتم بموجبها تصدير 8 آلاف جلد حمار للصين بشرط الذبح فى مجزر حديقة الحيوان، وتصدير الجلود إلى بكين.
لكن وقعت تلاعبات، وبدلاً من تصدير 8 آلاف جلد حمار، فوجئنا بتصدير 32 ألف جلد حمار خلال 6 أشهر فقط، وهذا التلاعب تم اكتشافه مصادفة، عندما وجد الأطباء البيطريون بالفيوم 600 جلد حمار.
وحاولت النيابة معرفة إلى أين ذهبت لحوم الحمير.. لكن لم يعرف أحد!
وأغلب الظن أنها دخلت بطوننا.
والإسرائيليون ينافسون الصينيين فى ذلك، فإسرائيل لديها تكنولوجيا تصنيع عالية وقامت بتصنيع المقوى الجنسى المستخلص من جلود الحمير المصرية.. ويرغبون فى شراء الجلود. كما أنهم صنعوا مستحضرات تجميل من طينة البحر الميت.
● ماذا عن لحوم الحمير.. وألبانها؟
- لحوم الحمير ليست محرمة بنص قرآنى وكانت تؤكل حتى إحدى الغزوات ولحوم الحمير تمتاز بوجود نسبة «جليكوجين» عالية وهو السكر الحيوانى، مما يعطيها طعماً ومذاقاً حلواً.
أما لبن الحمير فهو أقرب أنواع اللبن الحيوانى إلى لبن الأم فى تركيبته، والأجبان لم أرها إلا فى مصنع بالمجر، يقوم على إنتاج أجبان الحمير بأسعار غالية جدًا.
لكن فى مصر لا توجد ألبان أو أجبان حمير.
● هل الحمار حيوان غبى؟
- لا.. الحيوان هو أذكى وأطيب وأوفى الحيوانات.
فالحصان إذا دفعته للقفز فى ترعة عريضة سيسقط.. أما الحمار فلا يقدم على أى خطوة قد تعرضه للخطر.
والحمار معاون جيد لقوات حرس الحدود، لأن حافره قابل للثنى وتسلق الصخور فى حين أن الحصان لا يستطيع صعود الجبال.
حتى القرآن الكريم عندما ذكر الحُمُر «جمع حمار» فيقوله تعالى: (كأنهم حمر مستنفرة فرت من قسورة».. كان لهدف.
فالحيوانات عندما قفز من القسورة أو الأسد تفر مشتتة وفى غير اتجاه، إلا الحمار الذى يحسب المسافة ويجرى فى اتجاه واحد.
● نعود إلى مقر جمعية الرفق بالحيوان.. ماذا تقول للمسئولين؟
- أقول لهم أنقذوا الجمعية وتراثها، وأنقذوا إنسانية المجتمع المصرى.
فيوجد لدينا دفتر زيارات يعود إلى العام 1905، ويحمل توقيعات اللورد كرومر والكاتب الكبير عملاق الصحافة مصطفى أمين والشاعر على الجارم،، ولدينا حيوانات زليفة، نحبها ونحتاج لمكان يليق بها.
وأنا متبرع بوقتى للجمعية، وأتمنى أن يتعاون المسئولون خصوصًا محافظ القاهرة للنهوض بها، فكما نرفق بالحيوانات نحتاج الجمعية لمن يرفق بها.
أسعار جلود الحمير تضاعفت 18 مرة
كتب: محمد بحيرى
قال الدكتور حسن الجعوينى، رئيس الإدارة المركزية للصحة والمجازر، بوزارة الزراعة إن جلود الحمير أغلى من الحمير نفسها، مضيفاً أن الله عندما يحرم شيئاً فلا ينبغى أن يجتهد الإنسان لجعله حلالاً.
وأوضح أن لحم الحمير ينقل أمراضاً، منها السل وبعض أنواع الديدان.
وتنبهت هيئة الخدمات البيطرية لظاهرة الاتجار فى جلود الحمير، العام الماضى، وفى يناير 2015 تم بيع جلد الحمير فى مزايدة داخل إدارة الحيوانات البرية فى حدائق الحيوان بسعر 122 جنيهاً لقطعة الجلد الواحدة.
وفى يونية 2015 ومع وجود أول منافس للمشترى، وصل سعر قطعة الجلد الواحدة ب 596 جنيهاً، بسعر يقترب من سعر الحمار نفسه.
وأعلن «الجعوينى» أن الهيئة بادرت بعد هذه المزايدة بوضع ضوابط فى 6/12/2015 على مستوى الجمهورية بكيفية التعامل مع جلود الحمير.
وكانت النتيجة أنه مع دخول المتنافس الثالث لمزايدة الجلود، وصل سعر قطعة الجلد الواحدة إلى 2055 جنيهاً، وهى تمثل ضعف ثمن الحمار نفسه، و18 ضعف أول سعر فى المزايدة.
وأوضح أنه تم وضع ضوابط منها التصريح فقط بالإعدام الرحيم للحمير داخل مصر تحت الإشراف الطبى داخل حدائق الحيوان التابعة للإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحياة البرية، وكذا السيرك والمنشآت المرخص لها بحيازة المفترسات تحت الإشراف الطبي البيطري لمديرية الطب البيطري الواقع في نطاقها السيرك أو المنشأة ويحظر ذبح أو إعدام الحمير خارجها.
أيضاً.. يصرح فقط ببيع جلود الحمير بمصر داخل حدائق الحيوان التابعة للإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحياة البرية.
كما يحظر نقل لحوم الحمير من مكان إعدامها إلى السيرك أو أى منشأة بغرض تغذية المفترسات إلا بصحبة طبيب بيطرى متسفر من مديرية الطب البيطرى الواقع فى نطاقها السيرك أو المنشأة، ويحرر محضر إثبات حالة بالواقعة يتم موافاة الإدارة المركزية للحجر البيطرى والفحوص والإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحياة البرية والإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر بصورة طبق الأصل من المحضر.
والضابط الرابع أنه يسمح فقط بنقل جلود الحمير من السيرك أو المنشأة المرخص لها بحيازة المفترسات إلى حدائق الحيوان التابعة للإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحياة البرية وعلى أن تكون بصحبة طبيب بيطرى متسفر من مديرية الطب البيطرى الواقع فى نطاقها السيرك أو المنشأة وأن يحرر محضر إثبات حالة بالواقعة معتمد ومختوم بخاتم شعار الجمهورية، ويتم موافاة الإدارة المركزية للصحة العامة والمجازر بصورة طبق الأصل منه.
وحول نوعية الحمير التى يتم توريدها لإطعام المفترسات (الأسود والنمور) فى حديقة الحيوان، قال إنه يتم الإعدام الرحيم للحمار عبر حقنة بمخدر أولاً، والحمار إما أن يكون كبير السن أو فى حالة لا تسمح بالاستمرار فى تربيته، والإعدام الرحيم هو وسيلة للتخلص من الحيوان دون تعذيبه أى ذبحه بعد إفقاده الوعى مؤقتاً.
أما بخصوص تسرب لحوم الحمير إلى الأسواق، فقال الجعوينى، إنه لا يمكن حدوث ذلك، لأن لحوم الحمير مميزة عن لحم الجاموس والأبقار والضأن والإبل، فبخلاف أن لها مذاقاً مسكراً، فإن لونها أحمر داكن يميل إلى الزرقان، ولحم الحمير خالٍ من الدهون، وإذا وجدت دهون فلونها أصفر، وتتحول بعد فترة إلى اللون النحاسى.
أما عظام الحمير، فهى تختلف تماماً.
حتى إذا تم وضع لحم الحمير فى وعاء لإنضاجه، فإن ربة المنزل ستشم رائحة تميل إلى رائحة روث الخيل.
د. سعد الدين الهلالى: بعض الشيوخ يستحلون لحم الحمير
حاوره: محمد بحيرى
طلقات اعتدنا عليها من الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر.
لكن هذه المرة تطال طلقاته الإعلام تارة، وبعض المشايخ تارة أخرى.
سألته عن لحم الحمير، وهل أكله حلال أم حرام؟ وسألته عن جلودها ومشروعية الاتجار فى جلودها.. فقال لى: «إن الطاعة لله وللرسول وللقانون».
سألته عن آراء المشايخ فى الاتجار والانتفاع بالميتة، فقال لى: «لا تسلم عقلك لمخلوق ولو كان شيخ المشايخ.. لأنه أول من يفر منك يوم القيامة»!
سألنى «الهلالى» عن سبب إثارة موضوع لحوم الحمير، وهل نفتن المجتمع.. فقلت: «كفى على المجتمع ما هو فيه».
وإلى الحوار:
نريد أن نعرف حكم أكل لحم الحمير والانتفاع بجلودها، وهل هو حلال أم حرام؟
- قبل أن أجيب.. هل نهدف إلى تشكيك الناس فى عقيدتهم، أم إلى تنويرهم حتى تطرح مثل هذا السؤال؟
- لا نهدف إلى التشكيك والبحث عن الإثارة، وإنما التنوير.. وكفى على المجتمع ما يعانيه وما هو فيه.
نحن نعيش فى 2016، ونعيش فى مصر وفى ظل قانون منظم لكيفية ذبح اللحوم.. فهل لديك قناعة ذاتية أن القانون يجب الالتزام به أم لا؟
- مؤكد لدينا قناعة.
- إذن، عندما نسمع أحدهم يقول قولًا للإمام مالك أنه يحل أكل لحم الحمير، فى حين أن القانون المصرى لا يسمح بذبح الحمير لإطعام الشعب المصرى.. فماذا يعنى هذا؟
هل يصح أن أقول إن أكل لحم الحمير حلال، وأن القانون المصرى مخالف للشرع؟ أم أقول إن أخذ بقول جمهور القانون المصرى الفقهاء بأن أكل لحم الحمير حرام، ويترتب على ذلك عدم السماح بذبح الحمير حتى لا يأكلها المصريون؟
فهل نلتزم بالقانون وما يقره مجلس النواب، لأنه المكان المناسب لمناقشة هذه القضية وليست الصحافة؟ أم نلتزم بالفتاوى، ونحكم المصريين بالفتاوى ونعيش فى فكر السلفيين؟
ويؤسفنى أن بعض أصحاب الخطاب الدينى «دايسين» على القانون تحت أرجلهم، ويقولون إن أهم شىء هو الشريعة.
لكن ما الشريعة؟
- إنها الفقه.. والفقه فيه رأيان.. الأول جمهور الفقهاء ويقول إن أكل لحم الحمير حرام.
الرأى الثانى عن مالك يقول إن أكله حلال.
ويخرج ناس يقولون: «عاوزين نطبق الشريعة ونبيح أكل وذبح الحمير.. طب أى شريعة يقصدون؟».
أليس فى الشريعة أن حكم الحاكم يقطع أى خلاف؟ وحكم الحاكم هو حكم بالمنع.
ولذا.. الإعلام عندما يثير هذا الموضوع ويفجر الخلاف حول لحم الحمير.. فأنا أعتبره إعلامًا فتاناً.
نحن نناقش الموضوع من جوانب عدة، منها الجانب الشرعى والثقافى والاقتصادى؟
هل مصر فى حاجة إلى زيادة مصادر البروتين.. وتريد أن تضم الحمير إلى مذبوحاتها؟
- لا.. نحن مثلها عندما نتناول الجانب الاقتصادى نتحدث عن صادرات جلود الحمير إلى الصين، وكيف نمت هذه التجارة بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة، والمشكلة ليست فى الجلود، فمعروف أنها تتجه إلى الصين وربما إسرائيل.
إنما المشكلة فى اللحوم الوارد أن تتدفق إلى الأسواق المحلية وبطون المستهلكين.
يوجد لدينا من يحتاج لحوم الحمير، وهى حديقة الحيوان والسيرك القومى.. ويمكن الابتكار فى إنتاج علف للدواجن من تصنيع لحوم الحمير.
تمام.. لكن الجانب الدينى نريد أن نتعرف عليه بصفتك أستاذاً للفقه المقارن؟
- الجانب الدينى يقول: «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم».
وأولو الأمر ليس رئيس الجمهورية.. أولو الأمر هم الشعب المصرى الذين شرعوا قانونًا يحرم أكل الحمير.
وخذ ما هو أقوى من لحم الحمير ألا وهو لحم الخيل أو «الفرس».
فنحو 95٪ من الفقهاء قالوا إن لحم الخيل حلال.. والنسبة القليلة قالت إنه حرام.
أما العكس فحدث مع لحم الحمير.
إذن.. أى اللحمين أرجى بالاحتياج إليه فى الأكل؟
الإجابة هى الأفراس، باعتبار أن جمهور الفقهاء قال إنها حلال.
نحن لا نعقد مناظرة.. فقط نريد إلقاء الضوء على رأى الفقه فى أكل لحم الحمير؟
- أقول: يجب على السلخانات والجزارين، ومن بيع اللحوم فى مصر أن يلتزم بقانون مصر «الشرعى»، لأنه يتفق مع جمهور الفقهاء بعدم تقديم لحوم نهائيًا إلا أن تكون مذبوحة، وأن تكون من الأنعام (البقر والإبل والجاموس والماعز)، أما تقديم لحوم الحمير فهو حرام على مذهب الجمهور، ومخالفة لولى الأمر، وهو القانون من وجهة نظرى.
بخصوص تجارة الجلود والحيوانات النافقة بشكل عام.. ما حكم سلخ جلد الحمار الميت والانتفاع بثمنه؟
- أحب أن أقول شيئًا خطيراً، وهو أن لدينا خطأ شائعاً، مضمونه تقديم فقه الفقهاء على أنه دين فالفقه فهم وليس الدين.. فهل هذا يصح؟ يعنى يجب أن نقدم الفقه على أنه فقه وليس على أنه دين.
فلو قدمت الفقه على أنه فقه فقط سيصبح قابلًا للنقاش.. وإذا قدمته على أنه دين سيقول الناس سمعًا وطاعة فما رأيك أن 90٪ من فقه الفقهاء يقول: «لا يتم التعامل مع الميتة، لأنها كلها نجسة وحرام».
وافترض أن كل الفقهاء قالوا بهذا الرأى فهل هذا يعنى أنها حرام؟
أقول لك إن 90٪ من الفقهاء، أجمعوا على أن بيع «العذرة» وهى المخلفات الآدمية أو الصرف الصحى حرام.
لكن مؤخرًا نبهنا العلم إلى أن هذه «العذرة» ينتفع بها، وتتحول إلى سماد وبعض المصنوعات.
كما يتم استخلاص مياه صالحة لزراعة الأخشاب من مياه الصرف الصحى.
فهل نسير وراء المشايخ أم نراعى تقدم المجتمع والعلم؟
وهناك ما هو أسبق من العلم ألا وهى الرؤية القلبية.
فمثلًا حمار نافق فى الطريق، على أستنفع بجده وأحصل 50 دولارًا أولادى أولى بهم.. هل سأتركه؟
ثانياً.. سافرت مثلًا إلى الصين ونجحت فى التعاقد على مصنع لتدوير مخلفات الصرف.. هل نقول إن العقد حرام، لأن التعامل فى «العذرة» حرام!
افترض أن حظك أوقعك فى مشايخ يقولون إن ذلك «حرام» والتعامل فى الصرف الصحى والنجاسات كلها «حرام».. لماذا يقولون إنها نجسة ولا ينتفع بها.. وأنا أقول إن كانت نجسة فيمكن أن نحولها إلى طاهرة بغسلها.
وإن لم يكن منتفعًا بها، فحاليًا يمكن تحويلها إلى ما ينتفع به.
ومن حق أى أهل الأرض فى شخص أن يخالف الفتوى الدينية، لأنها فتوى فقهية وليست دينية.
فعقل الإنسان لا يجوز تسليمه لمخلوق ولو كان شيخ المشايخ، لأنه أول من يفر منك يوم القيامة.
الحمار فى السينما.. غنوة وأكلة
كتب: أحمد سراج
لم يجد من ينصفه أو يحنو عليه، يتعرض لأبشع أنواع القسوة والإهانة قسا عليه البشر، ولم يرحم جسده الكرباج، ولم ينصفه فى عالم الذل سوى أهل الفن. وكانت أول من غنت له الفنانة «شادية» فى أحد أفلامها أغنية «شى يا حمار حااه يا حمار» وكانت الأغنية من باب الشفقة عليه من طول المشوار، كما غنى الفنان «شكوكو» للحمار فى فيلم «عنتر ولبلب».
وتوقفت أغانى الحمير فى مصر، حتى جاء الفنان الشعبى سعد الصغير لاستعادة تقدير الحمار ليغنى له «بحبك يا حمار» فى فيلم «على الطرب بالثلاثة»، وفيه رقصت الفنانة «دينا» لأول مرة للحمار.
وبعد أن غنى سعد الصغير «بحبك يا حمار»، اشتعلت معركة بينه وبين المطرب الشعبى شعبان عبدالرحيم على حب الحمار، وقرر «شعبان» أن يغني «بحبك يا حمار بجد ومش هزار علشان تعبان معانا بالليل وبالنهار».
وتمتع الحمار بحب كبير لدى الأطفال فقد غنى الفنان محمد ثروت للأطفال أغنية «جدو على» وذكر أن حماره طيب خالص مش مكار.
أما عن لحم الحمير فناقشت السينما المصرية والدراما في أكثر من عمل منها فيلم «يا أنا يا خالتى» عندما توجه الفنان حسن حسني وبصحبته «تيمور» ابنه والذى قام بدوره الفنان محمد هنيدي إلى مطعم لتناول كباب ثم تدخل المباحث لتقوم بالقبض على صاحب المطعم وتحريز «راس حمار» الموجودة داخل المحل، وعندما يكتشف رواد المحل الكارثة يصابون بالذعر.
الحمير درجات والجحش عضو تحت التمرين
قال الشاب حسام حمدى، أحد قيادات جمعية الحمير المصرية إنه انضم إلى مجموعة «حمار تحت حمار فوق» على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك».
وأوضح فى حوار تليفزيونى أن أول رتبة هى «جحش» بمعنى أن العضو تحت التمرين، حتى يتخلص الشخص مما سماه «عقدته الإنسانية»، فحمار ثانٍ ثم حمار أول، مشيراً إلى أنهم يحتفلون بمناسبات وأيام مختلفة يطلقون عليها مسميات منوعة، فهناك مثلاً يوم للضرب وآخر للنهيق وثالث للبردعة.
أما يوم الضرب فيستهدف أن يشعر الأعضاء بآلام الحمار. أما يوم النهيق، فيجتمع الأعضاء فى الخلاء، لتقليد أصوات الحمير، وحتى يشعروا بآلام الحمير.. بالإضافة إلى يوم البردعة.
على أرض الواقع حالياً، يخلو موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، من صفحات داعمة للحمير خصوصاً «حمار تحت حمار فوق». ويبدو أن الصفحة تعرضت للحذف.
لكن ذلك لا يمنع من وجود نحو 30 ألف عضو فى «جمعية الحمير المصرية»، يدافعون عن الحمار ويعملون من أجل حمايته وحصوله على حقوقه.
تاريخياً، تأسست جمعية «الحمير المصرية» قبل أكثر من 80 عاماً على يد المسرحى الرائد زكى طليمات حين أنشأ عام 1930 معهد الفنون المسرحية بهدف تمصير فن المسرح، ولكن ضغوط الاحتلال البريطانى أغلقته فرد على ذلك بتأسيس هذه الجمعية بمشاركة مثقفين بارزين.
وحسب «ذاكرة مصر المعاصرة» الصادرة عن مكتبة الإسكندرية، تأسيس الجمعية لم يكن سلوكاً طريفاً بقدر ما كان رد فعل على تعنت سلطات الاحتلال التى خشيت عواقب تمصير المسرح، إذ أوعز (الاحتلال) إلى الملك فؤاد أن المعهد يمثل خطراً على حكمه لأنه عندما يتعلم المصريون كتابة المسرح سيخرجون إلى الناس بمسرحيات تشير إلى الفساد»، فأصدر الملك قراراً بإغلاق المعهد.
وحين فشلت جهود طليمات، رأى أن يؤسس هذه الجمعية «لما يتميز به الحمار من صبر وطول بال وقوة على التحمل» وشاركه فى تأسيس الجمعية شكرى راغب مدير دار الأوبرا المصرية آنذاك.
وانضم للجمعية أدباء وفنانون، من أبرزهم طه حسين وعباس العقاد، وفى وقت لاحق الممثلة نادية لطفى.
وكادت الجمعية تغلق عام 1986 عند وفاة آخر أعضائها المؤسسين وهو السيناريست والمخرج والممثل السيد بدير (1915 - 1986)، ولكن جهود وزير الصحة المصرى الأسبق محمود محفوظ أسهمت فى استمرارها.
وتقول المجلة إن الجمعية واجهت منذ تأسيسها مشكلة عدم اعتراف الحكومة بها بسبب اسمها الذى اعتبرته «غير لائق ولا يوافق التقاليد» وأصاب الإحباط أعضاء الجمعية.
وتقدم الجمعية خدمات مختلفة، منها محو الأمية وتشجير الأحياء وإنشاء الحدائق واستصلاح الأراضى لتمليكها للشبان وتنظيم الرحلات الداخلية والخارجية، ورعاية المرضى من خلال عيادات أطباء من أعضاء الجمعية، كما تقدم الأجهزة الطبية الحديثة هدايا للمستشفيات الحكومية.
جحش «الحكيم» وحمار «السعدنى»
هى رواية فى أربعة عشر مقطعاً، تنتهى بحكمة ل«توما» فى أسطورة قديمة على لسان حمار، يقول حمار الحكيم توما: أيها الزمان متى تنصف فأركب، فأنا جاهل بسيط أما صاحبى فجاهل مركب، فقيل له: وما الفرق بين الجاهل البسيط والجاهل المركب؟ فقال: الجاهل البسيط هو من يعلم أنه جاهل، أما الجاهل المركب فهو من يجهل أنه جاهل.
وتدور الرواية حول جحش رآه الحكيم فى أحد شوارع القاهرة، فاشتراه وأسكنه معه فى فندق، واعتنت به امرأة تسكن فى حجرة مجاورة، ثم يأتى إلى الحكيم مخرج سينمائى يريد أن يتعاقد معه على كتابة حوار لفيلم يعمل على إخراجه فى إحدى القرى لصالح شركة فرنسية، ثم ينتقل الحكيم مع جحشه والمخرج وفريق العمل إلى القرية المختارة، فلما وصلوا حمل الجحش إلى بيت العمدة، وخلال الإقامة فى القرية يحاور الحكيم المخرج وزوجته، أما الجحش فقد سماه فيلسوفاً والتقط للمخرج معه صورة، ودفع الجحش إلى أحد الفلاحين، ثم يسافر الحكيم إلى سويسرا ومعه سيناريو الفيلم واعداً المخرج بأن يكتب الحوار هناك، وتندلع الحرب العالمية الثانية، ويعود الحكيم إلى القاهرة، ويلتقى المخرج فيبلغه بموت الحمار يوم إبحار الحكيم إلى أوروبا.
فى الحقيقة لا أرى فى هذه الرواية خصائص الرواية فهى أقرب إلى الخواطر المسجلة والحوار يتناول الأمور الفنية والاجتماعية، وليس للحمار أى دور إيجابى فى هذه الرواية.
حمار من الشرق
هو مجموعة مقالات نشرها الكاتب الصحفى محمود السعدنى فى صحيفة «أخبار اليوم» 1991، ثم جمعت فى كتاب صدر عن دار «أخبار اليوم»، وعنوانها يذكر برواية لتوفيق الحكيم مشهورة هى «عصفورة من الشرق»، فاستبدل الكاتب كلمة حمار بعصفور على سبيل السخرية والاعتراف بالفضل لرائد الحمير فى الأدب توفيق الحكيم، فالشىء بالشىء يذكر، وأبرز ما جاء من عناوين فى هذا الكتاب: أعلى مراحل الاستحمار، حمير ولكن كرماء، النشوء والانحناء.
والمضمون سياسى ساخر، وعلى الرغم من أن هذه المقالات نشرت وقرئت، ثم جمعت وقرئت فى مصر، فإن بعض الرقابات العربية منعت تداول الكتاب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.