سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نكشف سر اختفاء 200 ألف حمار في مصر.. خبراء: تعدد استخداماتها وراء الظاهرة.. سعر الجلد 560 جنيهًا والرأس الحية تباع ب 300 جنيه.. ويحتوي على منشطات جنسية ويستفاد منها في صناعة الحلويات
ذكرت تقارير أمنية أن هناك 38 ألف حمار ذبحت في محافظات أشهرها الفيوم، فيما ذكرت تقارير رقابية أخرى أن هناك 200 ألف حمار تم إخفاؤها، وهي معلومات تثير الرعب والفزع ما جعلنا نتحقق من هذه المعلومات ونرى ما السبب وراء اختفاء هذه الحمير، خبراء الطب البيطري أكدوا ل"البوابة نيوز" "أن هناك منطقة واحدة يذبح فيها الحمير بشكل رسمي وهي حديقة الحيوان، حيث تلقي اللحوم للأسود والحيوانات المفترسة للتغذي عليها ثم تباع الجلود للتجار لاستيرادها لكن الأغرب من ذلك أننا نجد أن لدى التجار عددا كبيرا من الجلود أكبر من عدد الحمير التي ذبحت بحديقة الحيوان؛ مما يؤكد وجود مخالفات جسيمة، متسائلين أين ذهبت لحوم الحمير بعد ذبحها، مؤكدين أنه لا يوجد إشراف من قبل هيئة الطب البيطري على ذبح الحمير لأن القانون يشرف فقط على اللحوم التي تؤكل مما جعل المخالفات أكبر لدى عديمي الضمير، متابعين أن هناك احتمالات أخرى غير استخدام لحوم الحمير للبيع وهو أن جلودها يتم استيرادها بسعر أغلى من سعر الحمار نفسه كما أنه يتم استخلاص مادة الجيلاتين التي تدخل في صناعة الحلوى منها، إضافة إلى استخلاص المنشطات الجنسية من جلودها أيضًا مما زاد الإقبال على ذبح الحيوانات. في البداية قال الدكتور لطفي شاور، مدير عام التفتيش على اللحوم والمجازر بالسويس: إن أصل هذا الموضوع يرتبط بعدة حقائق لا يمكن إغفالها.. الأولى وهي أن جلود الحمير لها استخدامات متعددة حتى أصبح جلد الحمار هدفًا يسعى إليه بعض التجار والمصدرين، وهذا هو السبب الرئيسي لكثرة ذبح الحمير المكتشفة قريبًّا، كما أن هناك أشياء أخرى مغرية من ضمن الحقائق وهي أن حاسة التذوق لدى الإنسان لا تستطيع التمييز والتفريق بين اللحوم، ولا يوجد مواطن مصري شكى أنه أكل لحم حمير من قبل نتيجة تذوق لحمها، رغم انتشار ذبح الحمير في الجيزةوالفيوم والبحيرة وأماكن أخرى كثيرة، مضيفًا أن عملية تداول لحوم الحمير هي عملية تحدث نتيجة السعي وراء ذبح الحمير واستخلاص جلودها في المقام الأول، موضحًا أنه نتيجة للتواصل مع بعض المسؤولين اتضح حقيقة غريبة الشكل وهي أن سعر جلد الحمار في الأسواق كان 20 جنيهًا للجلد الواحد ارتفع سعره الآن إلى 560 جنيهًا للجلد الواحد وهذا سعر الجلد بالمزاد بحديقة الحيوان وهو سعر مغري لذبح الحمير وبيع جلودها وأصبحت جلود الحمير أعلى وأغلى من سعر الحمار نفسه والذي يتراوح سعره بين 300 و350 جنيهًا تقريبًّا. وأضاف شاور أن جلود الحمير تدخل في صناعة الجيلي والمستخدم في صناعة الحلويات والجيلاتين وفي بعض الدول المتقدمة يؤخذ جلد الحمير ويستخلص منه الطبقة الداخلية التي يختزن فيها هرمونات منشطة فيقوم العلماء هناك باستخلاص منشطات جنسية من هذه الهرمونات تستخدم للإنسان وهذا أدى لرفع سعره جدًا، مؤكدًا أن وزارة الصناعة قامت بحظر تصدير الجلود لجميع أنواع الحيوانات ونتيجة لضغوط المصدرين الذين يريدون تصدير جلود الحمير للصين فالدولة سمحت بتصدير 8 آلاف جلد للحمير سنويًّا، مؤكدًا أن هناك مصدرًا رسميًّا وحيدًا للجلود في مصر وهو المكان الذي يذبح فيه الحمير في حديقة الحيوان وهي تذبح عشرة آلاف حمار ينتج عنها 10 آلاف جلد وهم مذبوحين بصفة رسمية نستطيع أن نحدد مصدرهم ولكن عندما تأتي الرقابة الإدارية وتكتشف عند المصدر 23 ألف جلد إذا هناك 13 ألفًا غير معلومة المصدر وهم دليل على أن المصدر ذبح الحمير بنفسه لذا فأين اللحم وأين ذهب؟ وبالفعل فإن التموين قد وجد 23 ألف جلد لدى شركة الحجاز وقد أخذت 8 آلاف فقط من حديقة الحيوان إذا هناك 15 ألف جلد من أين جاءت بها؟ وأين لحوم الحمير التي ذبحت؟ وتابع، أن أصحاب الكارو كانوا يستخدمون الحمير في عرباتهم في القاهرة وعندما أغلقت الحكومة ترخيص الكارو في المحليات منذ 6 سنوات، تخلصوا من الحمير كمصدر للجلود واللحوم حاليًّا بالأسواق. ومن جانبه قال الدكتور شعبان درويش، مدير عام الطب البيطري بالجيزة سابقًا، عندما كنت موجودًا بمديرية الطب البيطري بالجيزة فمباحث التموين وجدت خمسة حمير مذبوحة على هيئة أشلاء الرأس والفخذين موجودين في ميت عقبة لكن العيون ليست موجودة وبعدها بأسبوع وجدنا بقية الحمير في منطقة أخرى عند شارع دمشق، مضيفًا أن هناك شيئًّا مهمًا جدًا وهي أن جلود الحمير يؤخذ منها الطبقة التي تحت الجلد مادة الجيلاتين الذي يدخل في صناعات أخرى، كما أنها من الممكن أن تعرض وتباع كلحوم لأنها لحوم صغيرة وحتى يمكن تمييزها فلحوم الحمير أثناء غليها تعطي رائحة إسطبل الخيل والحمير وهي رائحة مميزة، ولكن المشكلة لو دخلت في المصنعات واللحوم المفرومة فيصعب تمييزها، ومن ناحية الجلد يمكن أن يباع فالحمير عندما تموت وتلقى على الترع تجد بعدها بساعات قليلة جلده غير موجود لأنه يباع بسعر غالٍ، مضيفًا أنه لا يوجد تفتيش من الطب البيطري على ذبح الحمير، وهناك جهتان فقط لذبح الحمير إذا كبر سنها وهي الداخلية، حيث يتم ضربها بالنار ومعها الخيل وتوجه لحديقة الحيوان والسيرك ليأكلها الأسود، لكن هناك تفتيشًا على الكارتات والإسطبلات والكراخانات الخاصة بالعربجية حتى العربجي عندما يسير في الشارع بعربيته الكاور يكون لديه كشف طبي على الحمار وأيضًا إسطبلات الداخلية فيها كشف طبي بيطري وطبيب بيطري يتابع دوريًّا وهو مسؤول عنها، كما يوجد أطباء بيطريين في السيرك وحديقة الحيوان ويكشف على أي لحوم تدخل للحيوانات. فيما قال الدكتور حسين خلف الله، مدير مديرية الطب البيطري السابق بالقاهرة: إن الصين تستورد جلود الحمير من مصر وبالتالي يتم ذبح الحمير لسببين أولًا لاستهلاك لحومها في حدائق الحيوان والسيرك، حيث يأكلها الأسود، وأيضًا يتم الاستفادة من جلودها لبيعها، مضيفًا أنه منذ نحو ستة أشهر طالبت بوضع ضوابط لذبح الحمير بقرار من وزير الزراعة، لأن قرار وزير الزراعة رقم 517 لسنة 83 الخاص بذبح اللحوم خاص بذبح لحوم البقر والجاموس والماعز والضأن والجمال والخنزير والدواجن أما ذبح الحمير يتم ذبحها في أي مكان وغير محدد لها ضوابط للذبح، ولكن لا بد أن تتعاقد حديقة الحيوان أو السيرك مع التاجر وتحدد أين تذبح هذه الحمير، وتخطر مديرية الطب البيطري الواقع في دائرتها بالذبح وأن يتم تحت إشرافها وشحن اللحوم بنقلها من مكانها للسيرك تحت إشراف الطب البيطري أيضًا، متسائلا: اليوم نبحث عن اختفاء الحمير فأين نبحث عنهم؟ وأضاف، أنه لا يوجد قوانين تنظم ذبح الحمير ولا توجد مراقبة من الطب البيطري على ذبح الحمير إلا لو وجدت تذبح في الأسواق لبيعها للمواطنين فقط، متابعًا أنه لا بد من إجبار حدائق الحيوان والسيرك أن يبلغا عن العقد الخاص بهم وإلا يعتبران مشاركين في جريمة اختفاء الحمير.