"إن أنكر الأصوات لصوت الحمير".. هكذا خص الله سبحانه وتعالي نوعاً واحداً من آلاف الحيوانات التي خلقها ليؤكد أن صنف "الحمير" هو الصوت الوحيد المزعج الذي لا يألفه الناس ولا حتي بقية الحيوانات!! فإذا كان هذا الصوت قد استهجنه الخالق سبحانه وتعالي.. فما بالك بلحم هذه الدابة الذي استحله البعض منا ليبيعه للناس علي سبيل الغش والتدليس ضمن منظومة سيطرت علي سلوكنا في تلك الفترة يباع فيها كل شيء حتي الذمم والضمائر. سوق الحمير "جبر" في مصر هذه الأيام.. ومن يملك "حماراً" يجب أن يعض عليه بالنواجز.. وإلا ستجده قد اختفي بين عشية وضحاها وابتلعته البطون الجائعة التي أصبحت لا تفرق بينه وبين لحم الدجاج!! محمد عصر وكيل وزارة التموين بالبحيرة شكل لجنة موسعة بالتنسيق مع مديرية الصحة والطب البيطري لمتابعة جميع أسواق المحافظة ومحلات الجزارة بعد العثور علي عدد من الحمير المذبوحة بإحدي قري مركز أبوالمطامير!! قال: إنه سيتم شن حملات مكثفة للرقابة علي اللحوم المعروضة في الأسواق ومعرفة مدي التزام أصحابها بالذبح في المجازر الحكومية.. موضحاً أن جلود الحمير تستخدم في أغراض صناعية. وكان مركز أبوالمطامير قد شهد حالة من الغضب بين الأهالي بعد العثور علي 7 من الحمير المذبوحة بالقرب من إحدي الترع بقرية كوم سعدان. ويبدو أن محافظة البحيرة أصبحت متخصصة في حكاية "الحمير"!! فقد تمكنت الأجهزة الأمنية من ضبط عاطل بمركز كوم حمادة وبحوزته 61 من جلود الحمير عليها آثار دماء حديثة قبل بيعها لأحد التجار. وبالبحث عثر علي 38 حماراً مذبوحة ومسلوخة الجلد ملقاة بمصرف زبيدة أمام عزبة ماهر نور بمركز كوم حمادة وهو الأمر الذي أدي إلي الفزع في نفوس أهالي القرية والقري المجاورة.. وأسفرت التحريات عن ضبط شخص يرمز لاسمه بحروف "م. ع. أ. ل" 47 سنة عاطل ومقيم بقرية الطود مركز كوم حمادة وبحوزته 61 من جلود الحمير!! وبسؤاله: من أين هذه الجلود يا أخ "م. ع. أ. ل"؟! قال: إنه يقوم بشراءها من الباعة الجائلين لصبغها وإعادة بيعها لأحد التجار بالقاهرة لتصديرها للخارج نظير 700 جنيه للجلد الواحد!! المعلقون علي هذه الأخبار علي المواقع الإلكترونية للصحف يتساءلون: لماذا تم اخفاء اسم هذا العاطل واسم التاجر الذي يشتري منه؟! هل السياسة الآن أن نتستر علي أسماء الفاسدين والغشاشين والمدلسين حتي نأكل لحم الحمير بالهنا والشفا؟! الأخطر من كل ذلك أن هناك تقارير أمنية أكدت أن 38 ألف حمار ذبحت في محافظات أشهرها الفيوم والجيزة والبحيرة!! وذكرت تقارير رقابية أخري أن هناك 200 ألف حمار تم اختفاؤها.. وهي معلومات تثير الرعب والفزع لمعرفة السبب وراء اختفائها. حديقة الحيوان هي الجهة الوحيدة التي يذبح فيها الحمير بشكل رسمي حيث تلقي لحومها للاسود والحيوانات المفترسة لالتهامها!! لكن الشيء الغريب أننا نجد لدي التجار عدداً كبيراً من الجلود يفوق عدد الحمير المذبوحة في الحديقة!! والسؤال: أين ذهبت لحوم الحمير بعد ذبحها؟! جلد الحمار يباع بسعر أغلي من سعر الحمار نفسه لأنه يستخلص منه مادة الجيلاتين التي تدخل في صناعة الحلوي.. إضافة إلي المنشطات الجنسية!! الدكتور لطفي شاور مدير عام التفتيش علي اللحوم والمجازر بالسويس يقول إن حاسة التذوق لدي الإنسان لا تستطيع التمييز بين اللحوم. ولا يوجد مصري شكا من أنه أكل لحم حمير!! وزارة التموين وجدت 23 ألف جلد للحمير لدي شركة الحجاز كما جاء في الموقع الإلكتروني للبوابة نيوز والكمية التي أخذتها من حديقة الحيوان 10 آلاف جلد حمار.. إذن هناك 13 ألفاً زيادة لدي الشركة.. فأين لحومها التي تم ذبحها؟! إذا أردت أن تبحث عن الغش والفساد وخراب الذمم وكل الموبقات فابحث عنها في مصر المحروسة!!