أغلقت هيئة مترو الأنفاق، أكشاك الفتوي الموجودة بمحطة الشهداء، اليوم الأربعاء، وذلك بزعم عدم تجديد البروتوكول الموقع مع مجمع البحوث الإسلامية، وذلك بعد حملة سخرية شديدة، واستنكار من المواطنين بسبب تسييس الدين، على حد زعم البعض. أهتم العلمانيون ومجموعة مثقفي السلطة من اليساريين والماركسيين من عينة نور فرحات ومحمد سلماوي، بالمظهر الديني الذي خلقته أكشاك الفتي وأعتبروها تكريس للدين كمظهر في حياة الناس، بذرائع منها مخالفة لقوانين الدولة المدنية، وأنها تعزز الطائفية؛ أما الإتهام الأطرف في أنها تعمل على ترسيخ مبادئ الدولة الدينية، غير عابئين بالمحتوى الذي يقدمه مشايخ الأكشاك في ترشيخ مبادئ دولة العسكر وخدمة الحاكم المستبد وترسيخ بقائه وإن جلد ظهرك وقتل وسجن وعذب، حيث تحدث محي الدين عفيفي رئيس جمع البحوث الاسلامية عن هدف "المبادرة" هو "مواجهة الفكر المغلوط بالتوعية والمواجهة الفكرية المضادة"، وأن الأكشاك جهود ترمي إلى "مواجهة الإرهاب".
غير أن وجود الأكشاك لم ينجح في الهدف الرئيس الذي قامت لأجله، وتأكد محاربة الإنقلاب للهوية الإسلامية.
قرار تعسفي
وكشف التناقض بين تصريحات متحدث مترو الاتفاق ومتحدث مجمع البحوث أن قرار وقف عمل أكشاك الفتوى بالمترو جاء بشكل تعسفي، بحجة عدم تجديد عقد بروتوكول التعاون بين مجمع البحوث وهيئة مترو الأنفاق.
فقال أحمد عبد الهادى، المتحدث الرسمى باسم شركة المترو، إن إغلاق أكشاك الفتوى بمحطة مترو الشهداء، نتيجة عدم تجديد بروتوكول التعاون الموقع مع مجمع البحوث الإسلامية. وأضاف المتحدث الرسمى باسم شركة المترو، أن البرتوكول انتهى مع نهاية الشهر الماضى، ولم يتقدم مجمع البحوث الاسلامية بطلب لتجديد البروتوكول، حيث إنه المختص بالشئون الدينية. وقال المتحدث باسم شركة المترو، إنه تم توقيع بروتوكول التعاون مع مجمع البحوث الإسلامية فى بداية رمضان الماضي بناء على طلبه.
على الجانب الآخر علق الدكتور محيي الدين عفيفي، رئيس مجمع البحوث الإسلامية، على قرار إغلاق أكشاك الفتوى بالمترو وعدم التجديد بأن هيئة المترو "أحرار"، معتبرا أن مسألة الهجوم على اللجان عبر السوشيال ميديا، أمر لا يعنى على الإطلاق فشل المبادرة بدليل حجم الفتاوى التى تلقتها اللجان على مدار فترة عملها البسيط، وأن الهجوم كان حلقة من حلقات محاولات النيل من أداء الأزهر.
هجوم علماني
وتعرضت أكشاك الفتوى إلى هجوم علماني غير متوقع على المخطط الذي كان يرمي له مجمع البحوث الاسلامية، وفي 31 يوليو الماضي صعد ماركسيون هجمتهم على الأكشاك ووقع 3 أحزاب ومنظمات و107 شخصية عامة، على بيان لرفض "أكشاك الفتوى" بمحطات المترو، كما رفضو أيضا تقديم برامج دعوية من الأزهر الشريف من خلال إذاعة المترو بشكل يومي.
وأعتبر الكاتب محمد سلماوي أن الأكشاك "أكشاك فتنة"، وقال الناشط الحقوقي جمال عيد إن من "ينشئ أكشاكا للفتوى ينشئ هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبالتالي يزيد التطرف".
وتابع: "ألا يحق لغير المسلمين من المسيحيين والبهائيين وحتى اللادينيين إطلاق مثل هذه المبادرات؟ فالدولة لا دين لها، فإذا قررت الدولة إطلاق خدمة فعليها أن تكون موجهة لصالح الجميع لا لصالح فئات بعينها".
وشدد على أن "محاربة التطرف تأتي من خلال إطلاق الحريات"، وأضاف قائلا: "لا أتذكر فتاوى لمؤسسة دينية تدعو عن العدالة الاجتماعية أو التنديد بالاختفاء القسري".
وقال د. عمار علي حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي، قال إن فكرة "طريقة تقليدية عفا عليها الزمن، وعلى المؤسسة الدينية اتباع أساليب أكثر حداثة للوصول إلى عموم الناس".
فكرة "السيسي"
مصدر بالأزهر الشريف أكد، في تصريح سابق ل"الحرية والعدالة"، أن فكرة إنشاء أكشاك الفتوى جاءت دون دراسة من الأزهر، ولكنها كانت استجابة لفكرة اقترحها عبدالفتاح السيسي في إحدى المناسبات الدينية على مفتي العسكر علي جمعة وشيخ الأزهر، واستجابت لها المؤسسة الدينية دون دراسة حقيقة، الأمر الذي من المحتمل بشكل كبير أن يخرج الفتوى في هذه الأكشاك عن قدسيتها، وتصبح مجالا للهو، والحديث مع المارة والركاب في كل كبيرة وصغيرة".
البديل المتوقع
من جانبها، أعلنت "وزارة" التنمية المحلية في حكومة الإنقلاب عن نيتها استبدال "أكشاك الفتوى" التي تمت إزالتها لمظهرها الحضاري المؤثر على ساحات المترو، باكشاك موسيقى في ميادين مصر المختلفة.
وقال أحمد مجاهد، مستشار وزير التنمية المحلية لشئون الثقافة، إن أكشاك الفتوى أمام جدارية بالمترو كارثة، مؤكدًا أن القرار بإزالة أكشاك الفتوى جاء للحفاظ على المظهر الجمالي بمحطات المترو.
ولفت المستشار الثقافى لوزير التنمية المحلية، إلى أنه سيتم عمل أكشاك للموسيقى فى ميادين مصر المختلفة، موضحاً أن هذا مشروع موجود فى برنامج الوزارة.