رأى موقع "DW (عربية)" الألماني، أن إعلان تنظيم "داعش" مسئوليته عن الليلة الدامية التي شهدتها مدينة "لاس فيجاس" الأمريكية، بمقتل50 شخصا على الأقل، أغلبهم من السود، وإصابة أكثر من 400 جريح، في إطلاق نار على حفل موسيقي نفّذه أحد أبناء المدينة، بزعم أن المنفذ اعتنق الإسلام قبل عدة أشهر، هو محض ادّعاء، حيث إن "التنظيم لم يُقدم أي دليل يدعم ادّعاءه". وقالت الناشطة الأمريكية من أصل فلسطيني "سمر جراح"، تعليقا على تبني تنظيم "داعش" مسئوليته عن المذبحة، عبر حسابها على "تويتر": "وامصيبتاه!.. "داعش" يقول إنّ متهم #لاس_فيغاس اعتنق الإسلام منذ شهور. الله ياخدهم. الصحافة تقول لا يوجد أي إثبات إطلاقا". وقال مواطنون عرب يقيمون بالولايات المتحدة، ومنهم المصري أحمد عبد الباسط، "إن ستيفين بادوك، 64 عاما، خسر أمواله بالأمس في القمار، فقام بإطلاق النار من مدفع رشاش فقتل وأصاب العشرات". أما سامح العطفي، الخبير السياسي المقيم بلندن، فقال: إن "معظم القتلى من مواطني أمريكا وبعضهم من السياح من بريطانيا والنمسا وكندا، وتم الإعلان عن اسم القاتل وهو مواطن أمريكي.. وأعلنت الشرطة عن أنه تم قتله في تبادل لإطلاق الرصاص، وتم القبض على عشيقته والتي تواصلت مع الشرطة ويتم التحقيق معها، وبعيدا عن التحقيقات التي لم تظهر بعد، فإن الإعلام الصهيوني لم يذكر ديانة القاتل، وهو مسيحي متطرف، ولم يتم نشر صور أسرته، وماذا كان يأكل ويشرب". وكشف العطفي عن أن "القتل في أمريكا هو أمر روتيني يتكرر شهريا، ولكن ليس بهذه الصورة الكبيرة، وهو نتيجة لأن الشعب الأمريكي هو الوحيد من بين شعوب الغرب الذي لديه حق امتلاك الأسلحة والتدريب عليها بالدستور والقانون، والمجتمع الأمريكي قام على المذابح والقتل، وهو مجتمع به أكبر عصابات منظمة مسلحة من كل الأعراق". إلا أن الصحفي والباحث الجزائري "محمد العربي زيتوت"، رأى أن "الأغبياء السذج فقط هم الذين يعتقدون أن قتل داعش للغربيين في بلدانهم هو انتقام للشعوب المسلمة التي تذبحها الطائرات الغربية.. بالعكس تماما فقد كانت الشعوب الغربية تعترض بشدة على الحروب التي تخوضها حكوماتها، لكن جرائم داعش سهلت المهمة لأنها قدمت المبررات اللازمة لحروب بلا هوادة". وفي تغريدة تالية، عبر حسابه على تويتر، قال "زيتوت": إن "كل هجوم يتبناه "داعش" ضد مدنيين في الغرب؛ هو تشويه إضافي للإسلام وإظهاره أنه دين متوحش، وهو تشويه متجدد للمسلم الذي ينظر إليه على أنه قاتل أو أنه سيكون.. وهو تبرير للمتطرفين في الغرب الذين سيضاعفون عدوانهم ضد المسلمين وأوطانهم، وهدية لطغاة العرب لذبح مزيد من الشعوب والعالم يصفق لهم". وكانت وكالة "أعماق"، التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية، قد أعلنت مسئولية التنظيم عن إطلاق النار في لاس فيغاس بأمريكا، الذي قتل فيه ما لا يقل عن 50 شخصا وأصيب أكثر من 200 جريح. في غضون ذلك، أعلنت شرطة مدينة لاس فيغاس الأمريكية، عن أن ستيفن بادوك، منفذ الهجوم، قام بالانتحار، على الأرجح، قبل وصول قوات الأمن إلى موقع الحادث. وكشف قائد شرطة المدينة جوزيف لومباردو، في تصريحات صحفية، أن المعتدي أطلق النار على المواطنين أثناء حفل موسيقي من غرفته في الطابق ال32 بفندق ماندالاي باي. وذكر الضابط أن منفذ الهجوم سجل في الفندق، الخميس الماضي، وعثرت الشرطة في غرفته على 10 بنادق، مضيفا أن المحققين يعملون على تحديد دوافع الهجوم. من جانبه، ندد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالهجوم، ووصف ما حدث ب"الشر المطلق". وأوضح ترامب أنه سيتوجه إلى لاس فيغاس، الأربعاء، دون أن يذكر تبنّي تنظيم "الدولة الإسلامية" إطلاق النار. وأمر ترامب بتنكيس الأعلام الأمريكية فوق مؤسسات البلاد بشكل نصفي؛ حدادا على ضحايا الهجوم.