أشعل تنازل رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي عن جزيرتي تيران وصنافير للجانب السعودي حرب تصريحات اليوم الأربعاء، بين الحكومة السودانية وحكومة العسكر في مصر على خلفية الخلافات الحدودية حول مثلث حلايب وشلاتين. واعتبر وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، رفْض حكومة العسكر في مصر التحكيم حول حلايب ناتج عن قناعتها بأن السودان سيكسب التحكيم الدولي من واقع الوثائق التي سيدفع بها.
وقال "إن على مصر القبول إما بالتحكيم حول حلايب مثلما فعلت مع إسرائيل حول طابا، أو اللجوء إلى التفاوض مع السودان مثلما فعلت مع السعودية حول جزيرتي تيران وصنافير". وتابع "حلايب ستظل شوكة في خاصرة العلاقات السودانية المصرية، تقيّدها من الانطلاق.. السودان قوي مهم لمصر القوية".
وأضاف غندور، أن السودانيين لن ينسوا حلايب، لكن في الوقت ذاته فإن الخلاف حولها لن يصل إلى مرحلة المواجهة بين البلدين، متابعا أن "محاولات التمصير لن تجعل حلايب مصرية في يوم من الأيام".
وفي سياق تعليقه على الإجراءات التي اتخذتها حكومة العسكر، مؤخرا في حلايب باعتقال وترحيل السودانيين بوثائق سفر اضطرارية، قال غندور إن الخارجية السودانية وجّهت قنصلياتها في المدن المصرية، خاصة في أسوان، بعدم إصدار أي وثيقة سفر اضطرارية لأي سوداني من حلايب، باعتبار أن المنطقة سودانية في الأساس.
وأكد الوزير أن ثمة حواراً يدور بين الرئيسين السوداني ورئيس الانقلاب في مصر حول ملف حلايب، لكنه أشار إلى أن بلاده تشكو تصرفات مصرية في المثلث الحدودي تشعل الأوضاع من حين إلى آخر.
من جانبه، اعتبر مصدر دبلوماسي بوزارة الخارجية بحكومة الانقلاب، تصريحات وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، حول "حلايب" «متهورة وتفتقد اللياقة الدبلوماسية»، محذرا من تأجيج الخلافات بين الشعبيين بسبب هذه التصريحات.
وأبدى الدبلوماسي المصري شكوكة حول إثارة هذه الخلافات في هذا التوقيت، متهما الخرطوم ونظام الرئيس عمر البشير، بالزج بشعبه ومصالحه في معارك لا ناقة له فيها ولا جمل، مهددا بأنها قد تكبده كثيرا من الخسائر. وزعم أن النظام السوداني غير مستقل وتحركه قوى إقليمية!.
وأشارت الدبلوماسي المصري إلى أن غندور أثار كل هذه القضايا خلال لقائه بسامح شكري في الخرطوم، الشهر الماضي، أثناء انعقاد اجتماعات اللجنة المشتركة، وردّ شكري بشأنها وطالبه بتأجيل النظر في حسم هذه القضايا في الوقت الراهن، نظراً إلى طبيعة الظروف التي تمرّ بها مصر والمنطقة، واعداً إياه بعلاج الأمور التي تحتاج إلى حسم عاجل.
وبدأت الخرطوم مؤخراً في تسمية الوجود المصري في حلايب وشلاتين ب"سلطات الاحتلال المصري".
وجدد السودان مؤخرا، شكواه ضد الحكومة المصرية بشأن منطقة حلايب وشلاتين في مجلس الأمن، بعدما أقدمت مصر على إلقاء القبض على عشرات السودانيين في منطقة أبو رماد، المتنازع عليها، كذلك قامت بهدم عدد من المحال التجارية المملوكة لسودانيين، بدعوى مخالفتها وعدم حصولها على تراخيص.
يأتي هذا في الوقت الذي قال فيه مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق، السفير معصوم مرزوق، إن الأزمة التي تمر بها العلاقات المصرية السودانية نتيجة الطريقة التي يتعامل بها النظام المصري مع الأزمة، لافتاً إلى أنه لا بد أن تكون هناك سياسات بديلة، خاصة بعدما بدا واضحاً وجود شرخ في العلاقات يزداد بمواصلة السير بهذه السياسة التي يتبعها النظام.
ودعا مرزوق النظامَ المصري، في تصريحات خاصة، إلى فتح حوار موسع مع الجانب السوداني، وبحث جميع مخاوفه، والاتفاق على صيغة ترضي جميع الأطراف.