كتب: محمد مصباح تسارع حكومة الانقلاب استعداداتها لبدء تطبيق ضريبة القيمة المضافة واحتسابها على سعر الخدمة المقدمة لعملاء الإنترنت الأرضي، اعتبارا من السابع من سبتمبر المقبل، ما يكلف ملايين المستخدمين أعباء مالية جديدة. ويبدأ تطبيق ضريبة القيمة المضافة على عملاء الإنترنت الأرضي للمرة الأولى في تاريخ مصر، في سبتمبر المقبل، وفقًا لقانون الضريبة على القيمة المضافة، الذي أصدره قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، العام الماضي، ونص على إعفاء خدمات الإنترنت الأرضي من الضريبة لمدة عام من بدء العمل بالقانون، وهو إعفاء ينتهي نهاية الأسبوع المقبل. وبحسب تصريحات صحفية لمسئول في مصلحة الضرائب اليوم، فإن قيمة الضريبة كاملة سيتحملها العملاء، فيما لن تتحمل الشركات جزءا من تلك الضريبة، على اعتبار أنها تسدد ضرائب أخرى عن خدمات الإنترنت التي تقدمها. ومن المقرر أن ترفع الشركات المقدمة للخدمة نسبة الضريبة على خدمات الإنترنت الأرضي إلى 14%، بدلا من 10% حاليا. وطبقت الحكومة ضريبة القيمة المضافة بنسبة 13% في سبتمبر الماضي بدلا من ضريبة المبيعات التي كانت 10%، وتوسّع قانون القيمة المضافة في فرض الضريبة على كل السلع والخدمات. وبحسب مؤشرات وزارة الاتصالات، فإن مبيعات خدمات الإنترنت الثابت قد تخطت 4.5 ملايين مشترك في نهاية شهر مارس الماضي، وتستحوذ مؤسسة "تي إي داتا"، التابعة للمصرية للاتصالات، على 75% من خدمات الإنترنت الثابت، و"أورنج دي إس إل"، و"اتصالات إنترنت" و"فودافون داتا" و"نور للإنترنت" على 25% من خدمات الإنترنت الثابت. ويصل حجم الاستثمارات في القطاع إلى 4.8 مليارات جنيه. ويتخوف مراقبون من عزوف المواطنين عن الاشتراك في خدمات الإنترنت الأرضي مع تطبيق ضريبة القيمة المضافة، أو لجوء أعداد كبيرة من المشتركين الحاليين إلى تقليص سرعات الإنترنت التي يوظفون احتياجاتهم على أساسها، ما يهدد شركات الإنترنت التي تقدم الخدمة بخسائر كبيرة في العوائد. وينتقد خبراء تحركات الحكومة لفرض ضرائب على الإنترنت، في وقت يحتاج المواطنون فيه إلى الدعم للتحول إلى الأنظمة الإلكترونية. السر عند السيسي وبحسب مراقبين، فإن إحكام سيطرة السيسي على فضاء حرية المعلومات قد يكون الدافع الأساسي وراء فرض ضرائب على الإنترنت ووسائل الاتصال، في ظل استهداف فرض الرقابة على الإنترنت. حيث اقترح نواب فرض ضرائب ورسوم على الدخول إلى الإنترنت، واشتراط الدخول على "الفيس بوك" عبر رسوم مالية وبطاقة شخصية. كما شهدت الفترة الماضية التوسع في فرض الرقابة على الإنترنت، وتوسع شرطة الإنترنت في متابعة مستخدميه من أجل قمع المعرضة. ومع دخول ضريبة القيمة المضافة حيز التنفيذ، يكون السيسي كالخواجة "يني"، حينما أراد نعي ولده الميت بالجريدة، كتب نعيًا قصيرا لبخله المعروف: "الخواجة "يني" ينعي ولده ويصلح ساعات". وها هو السيسي يقلص الحريات ويجمع الضرائب".