فشل رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي في إقناع تنزانيا بضرورة الالتزام باتفاقيات توزيع مياه النيل بين دول الحوض، والتي أقرتها المملكة المتحدة البريطانية عندما كانت دول الحوض مستعمرات تابعة لها. وقالت وكالة «آى.بى. بى» التنزانية، إن الرئيس "جون ماجوفولى" أخبر السيسى أنه يتعين على مصر أن تشارك نهر النيل مع بقية دول الحوض، باعتباره المصدر الرئيسى للمياه. وتحت عنوان «تنزانيا تتمسك بعقيدة نيريرى بخصوص نهر النيل»، ذكرت الوكالة أن تنزانيا مستمرة فى مساعيها للدفع باتجاه تقاسمٍ عادلٍ لنهر النيل بين دوله، وأضافت أن «ماجوفولى» يتوافق مع مبادئ الرئيس التنزانى الراحل، جوليوس نيريرى، بأن الدول التى كانت مستعمرات فى الماضى، ليس عليها أن تلتزم باتفاق وقعته نيابة عنها بريطانيا العظمى، وهى الاتفاقات التى تمنح مصر، بحسب الوكالة، نصيب الأسد من مياه نهر النيل، فى إشارة إلى اتفاق مياه النيل لعام 1929 الذى وقعته بريطانيا نيابة عن مستعمرات شرق إفريقيا، وتمنح مصر 55.5 مليار متر مكعب من المياه، من إجمالى 84 مليار متر مكعب، وتحظر الاتفاقية إنشاء أى مشروعات توليد أو رى أو غيرها تهدد حصة مصر من المياه. وأشارت الوكالة التنزانية إلى أنه بموجب الاتفاق الذى يرجع للحقبة الاستعمارية، يصبح المشروع الذى نفذته الحكومة التنزانية بتكلفة بلغت 200 مليار لسحب المياه من بحيرة فيكتوريا غير قانونى، إذ أن السحب من بحيرةٍ تغذى النيل. ونقلت الوكالة عن «ماجوفولى» قوله، فى بيان إعلامى مشترك مع السيسى: «اتفقنا على ضرورة استئناف مباحثات بشأن حوض النيل، من أجل ضمان انتفاع عادل لكل الدول التى تعتمد على النهر»، وأضاف الرئيس التنزانى أن السيسى طرح بعض السبل التى من شأنها إحياء المباحثات مرة أخرى. خطة سودانية إثيوبية لتأمين السد في سياق مختلف، قالت مصادر سودانية، إن المسئولين في السودان وإثيوبيا بحثوا بشكل موسّع "خطة استراتيجية سودانية إثيوبية مشتركة لتأمين سد النهضة، بالنظر إلى تأثيره الأمني على الخرطوموأديس أبابا معًا". وأشارت- وفقا لصحيفة "العربي الجديد"- إلى أن أديس أبابا بحثت مع الجانب السوداني تكوين قوة مشتركة لتأمين السد وحدود البلدين بشكل عام. وأكدت المصادر أيضا أن إثيوبيا قدمت "تنازلات" للخرطوم في سبيل إقناعها بالخطوة. هذا ورهن رئيس الوزراء الإثيوبي، هيلي مريام ديسالين، نجاح المفاوضات الثلاثية بين إثيوبيا والسودان ومصر بشأن سد النهضة بإبعادها عن "التسييس". واختتم رئيس الوزراء الإثيوبي، اليوم، زيارة رسمية إلى الخرطوم، امتدت لثلاثة أيام، على أن يغادر فجر يوم غد الجمعة. وسيطر ملف تأمين سد النهضة على مجمل المباحثات على مستوى الرئيسين والوفود الوزارية. وقال الرئيس السوداني عمر البشير، في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الوزراء الإثيوبي في الخرطوم، اليوم: إن بلاده اطمأنت تمامًا للتعديلات التي تمت على جسم سد النهضة، والتي أكدت سلامة جسم السد، وأزاحت المخاوف بشأن انهياره. إلى ذلك، أكد رئيس الوزراء الإثيوبي استمرار التفاوض عبر الآليات المختلفة حول سد النهضة بين دول السودان ومصر وإثيوبيا. وكشف عن اجتماع للجنة الفنية المشتركة الخاصة بالسد، الأسبوع المقبل، لإزالة العقبات التي تعترض طريق الدراسات. وقال في المؤتمر الصحفي المشترك: "أي اتفاق يكون فيه اختلاف، والاختلاف في موضوع السد هو في قضايا فنية وليست سياسية، إذا لم يتم تسييسها سنصل إلى نتائج". وكان رئيس الوزراء الإثيوبي قد عقد اجتماعًا مغلقًا امتدّ لساعات مع وزير الدفاع السوداني عوض بن عوف، وقيادات الأركان، بحضور وزير الري السوداني معتز موسى، لم تخرج عنه أي تصريحات للإعلام المحلي.