كشفت صحيفة "التليجراف" البريطانية النقاب عن أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد يقف وراء مقتل العقيد معمر القذافي، وذلك عبر تمريره معلومات استخباراتية هامة لفرنسا مكنت عملاءها الاستخباراتيين من القيام بالعملية التي أدت إلى مقتل القذافي، وذلك حسبما كشفت مصادر استخبراتية ليبية وغربية مطلعة. وذكرت الصحيفة البريطانية- في سياق تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم الإثنين- أن جواسيس وعملاء فرنسيين أشرفوا على عملية قتل القذافي في مدينة سرت الليبية، وذلك بنصب فخ للعقيد الليبي عقب تحديد موقعه عبر الأقمار الاصطناعية عن طريق تتبع إشارات هاتفه "الأيرديوم" المتصل بالقمر الصناعي الذي أفشى النظام السوري عن رقمه للجانب الفرنسي. وقال رامي العبيدي المسئول الاستخبراتي الليبي البارز في تصريح خاص للصحيفة: "ن الأسد ضحى برفيقه الطاغية لينأى بنفسه، ولكسب ود القوى الغربية، وعلى رأسها فرنسا، موضحا أنه مع تصاعد الأحداث في سوريا في ذلك الوقت، قام الأسد بإعطاء باريس رقم القذافي الشخصي؛ وذلك لتخفيف الضغوط الدولية حوله أنذاك. وتابع العبيدي أن فرنسا كانت العقل المدبر للعملية التي أدت إلى مقتل القذافي في مدينة مصراتة الواقعة بغرب سرت، وذلك بتوجيها للثوار المناهضين للعقيد لموقع سري في الطريق الذي ستسير فيه قافلة القذافي، حيث يمكنهم من نصب فخ للنيل منه. ونوهت الصحيفة إلى أن محمود جبريل رئيس تحالف القوى الوطنية في ليبيا صرح الأسبوع الماضي بأن عملاء أجانب شاركوا في العملية التي أدت إلى مقتل القذافي، وهو ما اعتبرته الصحيفة برهانا قاطعا على صحة تصريحات العبيدي الخطيرة بهذا الصدد. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات العديد من الدبلوماسين الغربيين تفيد بأن السبب وراء قيادة فرنسا لمثل هذه العملية هو أن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أصدر أوامره باغتيال القذافي قبل كشف الأخير عن معلومات وتفاصيل حول حجم التبرعات التي أرسلها لدعم حملة ساركوزي الانتخابية عام 2007م، والتي من شأنها تهديد مستقبل الرئيس الفرنسي على الصعيد السياسي. وفي ختام التقرير أشارت الصحيفة إلى أن المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية رفض تأكيد أو نفي أي من هذه المعلومات حول ضلوع الجانب الفرنسي في العملية التي أودت بحياة القذافي.