تصريحات جديدة أدلى بها ضابط المخابرات السعودي أنور ماجد عشقي، أو ما يسمونه باللواء عراب التطبيع (السعودي - الصهيوني) ولكن هذه المرة لدويتشه فيله "DW" الألمانية قال فيها: إن "السعودية بعد تسلمها جزيرتي تيران وصنافير عقب إقرار البرلمان المصري لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية فسوف تتعامل مع اتفاقية كامب ديفيد التي لم تعد اتفاقية (مصرية - إسرائيلية)". في حين أن التصريح ليس إلا حلقة من سلسلة تصريحات سبقها بتصريح قال فيه: "لانرغب بأن تكون "إسرائيل" معزولة في المنطقة ويجب أن نتعاون سويا"، وآخر يقول: "العرب لا يقبلون التعايش مع "إسرائيل" لأنهم عاطفيون لكن حكوماتهم تفكر بعقلها".
ورابع ذكر فيه أن "العلاقة مع "اسرائيل" بعد التطبيع ستكون بحسب "المصالح المشتركة"، وهي في مجملها تشير إلى أحلام الكيان الغاصب قبل عشرات السنين أصبحت في موضع التحقيق.
مقابلة تلفزيونية
ولم يعد يخشى السعوديون من الإفصاح عما كتموه سنينا فبعد أن استضافت القناة الثانية للتلفزيون العبري مسؤولا سعوديا يتحدث عن العلاقات مع قطر، وأسباب الحصار، قبل أنور عشقي -الذي نفى في 2013 علاقات مشتركة سعودية صهيونية- أن تستضيفه القناة الألمانية الحكومية، ليقول إن "تطبيع العلاقات مع إسرائيل رهين بموافقة الثانية على المبادرة العربية (التي أطلقها الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية للسلام في الشرق الأوسط بين إسرائيل والفلسطينيين، والقاضية بإنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليًا على حدود 1967 وعودة اللاجئين وانسحاب من هضبة الجولان المحتلة، مقابل اعتراف وتطبيع العلاقات بين الدول العربية مع إسرائيل، وطرحت في عام 2002).
المبادرة الصهيونية
ولم يخف "عشقي" المندوب السعودي المعلن للتطبيع علم بلاده بما طرحه، رئيس الحكومة الصهيونية، نتنياهو، من مبادرة موازية للمبادرة العربية ولكنها أيضا أطلع عليها فرآها "مختلفة عن المبادرة العربية بشيء قليل. وتدرس الآن في الولاياتالمتحدة. بعد ذلك سينظر فيها، فإذا وافق عليها الأخوة الفلسطينيون فأنا على يقين بأن المملكة لن تعترض على ذلك".
وأضاف أن الفارق بين المبادرتين هو أن "إسرائيل" تجيز أن يكون هناك دولة فلسطينية على أن تكون على اتحاد كونفدرالي وبضمان من الأردن ومن مصر. والنقطة الثانية أن يترك أمر القدس إلى النهاية. هذا ما وصلني من معلومات حول مبادرة نتنياهو".
على المكشوف
وعلى المكشوف أعتبر عشقي أن "التطبيع السعودي مع الصهاينة" هو أهم الأوراق التي تملكها "المملكة"، معتبرا أنها "أكبر ضمانة" لإعطاء الفلسطينيين حقوقهم.
وفي إشارة لدور المملكة ومحيط تأثيرها، قال "تبين لنا في مؤتمر القمة الإسلامي فإن موقف المملكة دليل للدول الإسلامية، فإذا طبعت المملكة مع إسرائيل فسوف تطبع الدول الإسلامية كلها". مضيفا أن "المملكة دورها سيكون "كسر العزلة بين إسرائيل ودول المنطقة".
والمقابل الذي سيكون هذا لاالفتح الصهيوني ليس المبادرة العربية أو المبادرة الفلسطينية بل كما يشترط "عشقي" هو أن تبدي "إسرائيل" نوعا من مرونة إزاء "المبادرة التي طرحتها في إعطاء الفلسطينيين حقوقهم"!.
ابتزاز المواقف
وفي تعبير عن عملية ابتزاز للمواقف التي ظلت صلبة تجاه المفاوضات ونتائجها مثل مواقف المقاومة الفسلطينية وفصائلها كموقف حركة حماس، توقع – لم يبن على أي أساس- أن توافق حركة حماس على الحل!
أما الدليل الذي ساقه على ذلك فهو رابط لا أساس له من الصحة فقال: إن "لحركة حماس صلاتها الجيدة مع الإخوان المسلمين، والإخوان حينما حكموا مصر لمدة سنة قدموا مبادرات جيدة لإسرائيل لكنها تختلف عن المبادرة العربية، والخطابات كانت تحمل بعض الحميمية للقيادة الإسرائيلية لكن هذه فقط كانت لصالح جماعة غزة وليس لجماعة السلطة الفلسطينية".
ورأى أن وثيقة حماس الأخيرة تضمنت موافقة على مواقف مماثلة وقال: "الوثيقة الأخيرة التي ظهرت من جانب حركة حماس كان فيها موافقة على حل الدولتين والموافقة على الحدود مع إسرائيل، لكن لم يظهر فيها أنها ستتفق مع إسرائيل. ولكن على كل تعتبر تحولاً كبيرا في هذا الجانب. إسرائيل الآن تريد فقط من المبادرة التي طرحتها أن يكون الحل شاملاً مع الدول العربية والفلسطينيين. وحماس لا بد وأن تنخرط في السلطة الفلسطينية والمملكة لا تتعامل إلا مع السلطة الفلسطينية. أما أن تتعامل مع حماس وحدها أو حركة الجهاد الإسلامي وحدها فهذا الشيء لم أعهده في المملكة حتى الآن، وإنما العملية ستكون دائما عن طريق السلطة الفلسطينية حتى المساعدات لحماس".
وحول ما إذا كان التقارب السعودي مرده إلى وجود العدو الإيراني المشترك بين الطرفين قال: "هذا ليس اتفاقا وإنما ظرف. فالظروف هي التي حكمت بذلك. العداء لإيران له زاويتان: زاوية إسرائيلية وزاوية سعودية. والزاوية السعودية تختلف عن الزاوية الإسرائيلية،. فعداء إسرائيل لإيران هو أن إيران تريد أن تنهي إسرائيل من الوجود. لكنها مع السعودية هي تريد إزعاجها والإخلال بأمنها. والمملكة لا أقول بأنها مستعدة أن تتحالف مع الشيطان لحماية نفسها، لكن طالما أن المملكة تستطيع أن تحمي نفسها فليس من الداعي أن تتحالف مع أي إنسان أو شيطان".