كشف الكاتب الصحفي وائل قنديل عن أن شروط حلف الحصار والحرب على قطر المكون من (السعودية – الإمارات – مصر – البحرين)، جاءت طبقا للإملاءات الصهيونية في توصيات مؤتمر "هرتسليا"، في الوقت الذي يتحدث فيه قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي عن مفهوم الشرف. وقال قنديل، خلال مقاله المنشور بصحيفة "العربي الجديد"، صباح اليوم الإثنين، "إن مفهوم الشرف عند السيسي يختلف كليةً عمّا تعارف عليه الناس، وتواضعت عليه سير التاريخ"، مشيرا إلى ما قاله السيسي، بغضبٍ، في احتفاله بليلة القدر، بعد أذان الظهر بقليل "الناس عمرها ما شافت ناس شرفا ولا إيه؟ احنا ما عندناش حاجة نخبيها"، حيث تساءل قنديل: "أي شرف لقائد سياسي أو عسكري وهو يستقبل رئيس حكومة العدو التاريخي (إسرائيل)، في جنح الليل، سراً، داخل قصر الاتحادية، في لقاءٍ فضحته إسرائيل نفسها بعد أكثر من سنة على انعقاده؟". وأضاف: "وأي شرفٍ، لسياسي أو عسكري، يستغل انشغال شعبه بترقّب هلال العيد، ليوقع بيده صك خيانة التاريخ والجغرافيا، ويسلم السعودية رسميا قطعتين من أرض مصر؟ أي شرفٍ عند حاكمٍ يتعامل مع الشعب بمنطق أمين مخازن منحرف، يغافل الحرّاس، يقوم بتهريب قطع من الوطن، وبيعها، بعد انصراف العاملين؟". وأشار إلى ما يتحدث به محاصرو قطر كذلك، عن شرف القبيلة وشرف الجوار وشرف الأخوّة، بينما حملتهم من الأساس بنيت على قيم مخلّة بالشرف، بدءًا من القرصنة وبث الأكاذيب، واتباع أساليب همجية في الابتزاز، غير أن الأخطر أن كل ما جرى ويجري إنما جاء تلبيةً لاستحقاقات مشروع إسرائيلي لإدارة شئون المنطقة. وأشار إلى أنه وفي مساء الخميس 22 يونيو الجاري، كان مؤتمر هرتسليا السنوي للأمن القومي الصهيوني يلملم أوراق دورته المنعقدة بحضور سفير عبدالفتاح السيسي، وفي اللحظة ذاتها، كتب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي على "تويتر": "إيران والمحور الشيعي هما تهديد مركزي على استقرار المنطقة له عوارض عالمية، وخطر مركزي لإسرائيل"، ليأتي الرد فجر الجمعة 23 يونيو سريعا من "عرب اعتدال" الذين هم "ثلاثي الحصار على قطر+ سيسي" بلائحة مطالب، أو إملاءات، مطروحة على دولة قطر، تمهلها عشرة أيام لتعيد النظر في علاقاتها بكل من يضايق إسرائيل، أو يمثّل خطرا على أمنها القومي، ابتداء بطهران، مرورا بحزب الله والإخوان المسلمين وحركة حماس، وليس انتهاء بأنقرة. وكشف قنديل عن أن المؤتمر الإسرائيلي انعقد خصيصا لبحث الدفع بتشكيل تحالف "صهيوني سني"، للدفاع عن المصالح المشتركة بين إسرائيل وعرب السيسي، والذي يلخص فكرته وزير الأمن العام في إسرائيل، جلعاد أردان، حسب ما نقله موقع ميدل إيست آي، بالقول "هناك فرصة تاريخية لإقامة ائتلاف جديد بين إسرائيل والدول الغربية الأخرى والدول العربية والسنية بالاستناد على المصالح المشتركة"، وهو التصور الذي يضيف عليه وزير الدفاع الإسرائيلي السابق، موشيه يعلون، الإعلان عن أن "مقولة الصراع العربي الإسرائيلي لم تعد حقيقة واقعة؛ كون إسرائيل لم تعد لديها تناقضات مع المعسكر السني العربي". وأشار إلى دعوة وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، لعاهل السعودية إلى إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، فيما يحلق وزير الاستخبارات والنقل، يسرائيل كاتس، بالمطالب الصهيونية عاليا، بأن يطلب من الملك سلمان دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إلى الرياض، مقابل إرسال ولي عهده الأمير محمد بن سلمان إلى تل أبيب. وأوضح أن القراءة الصحيحة لما تشتعل به الخريطة العربية من تطوراتٍ دراميةٍ مخيفةٍ يجب أن تبدأ من صفحة إسرائيل، باستعادة سيناريو الأحداث منذ انعقد اللقاء "السري" في العقبة بقيادة نتنياهو، وحضور سيسي مصر وعاهل الأردن وجون كيري في فبراير 2016، حيث طرح نتنياهو "خطة النقاط الخمس"، وهي مجموعة خطواتٍ لبناء الثقة مع الفلسطينيين مقابل قمة تجمعه بقادة السعودية ودول الخليج.. وهو اللقاء الذي توج بزيارة "سرّيةٍ أيضا" قام بها نتنياهو إلى القاهرة، حيث التقى السيسي، زعيم المعارضة الصهيونية يتسحاق هيرتزوغ، بعد شهرين من قمة العقبة.