– يا ولد أنت من من عيلة أبو سنه لا والله من العوابدة – ايوه ارميلي يعني - اه – وشمال الماسورة.. صح؟ غرب الماسورة ساكن – غرب الماسورة اه …. عند عائلة الصياح؟ - اه – وأين جدك ساكن؟ ساكن في النعامية – ساكن في النعامية صح؟ - اه – طب تعالى
"صوت طلقة تندفع من فوه بندقية الجيش المصري وتستقر في رأس الطفل السيناوي..ويظلم المشهد".
كان هذا هو الحوار الذي دار بين أحد عناصر ميلشيات عصابة السفيه السيسي العسكرية، وطفل ظهرت صورته في عملية إعدام ميداني في الفيديو الذي قامت ببثه قناة "مكملين" الفضائية.
ولأن الجراح تنكأ الجراح والأحزان تجلب أبيات بكاها شاعر على أطلال وطن يسرق أنفاسه عصابة من اللصوص في زي العسكر، ربما تصح هذه المقدمة تعليقا على تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أبيات كتبها الشاعر الراحل "أمل دنقل"، معلقًا على فساد وإجرام طغمة العسكر قبل 20 عاماً من الآن.
إلا أن تسريب "مكملين" الأخير الذي أدمى قلوب المصريين، وظهر فيه عدد من مرتزقة السيسي وصحواته في سيناء وهم يقتلون بدم بارد ثمانية من الشبان المدنيين بينهم طفل لم يتجاوز 16 عاماً، جعل النشطاء يعيدون تذكر نصائح "دنقل" وتحذيره من العسكر. يقول الشاعر باكيًا: قلت لكم مرارا .. إن الطوابير التي تمر.. في استعراض عيد الفطر والجلاء .. (فتهتف النساء في النوافذ انبهارا).. لا تصنع انتصارا.. إن المدافع التي تصطف على الحدود، في الصحارى.. لا تطلق النيران.. إلا حين تستدير للوراء.. إن الرصاصة التي ندفع فيها.. ثمن الكسرة والدواء: لا تقتل الأعداء لكنها تقتلنا.. إذا رفعنا صوتنا جهارا تقتلنا، وتقتل الصغارا !
معلومات جديدة
كشفت مصادر من سيناء عن اسم منفذ الإعدامات الميدانية خارج إطار القانون في تسريب سيناء الذي بثته قناة "مكملين" المصرية المعارضة.
وبحسب موقع "عربي21"، فإن اسم منفذ الإعدام الميداني للمواطنين في سيناء هو "إبراهيم حماد إبراهيم حماد"، من مدينة الشيخ زويد، وعمله الأساسي في الفرقة 103 المسماة "فرقة الموت" وهى صحوات شكلها السيسي وعملها التعرف على الأفراد في سيناء وتصفيتهم.
وتنشط الفرقة التي يعمل بها حماد في شرق سيناء، أما حادثة الإعدام الميداني، فقد جرت في قرية التومة جنوبي الشيخ زويد، وأغلب سكانها نازحون بسبب العمليات العسكرية في سيناء، وكان المتحدث العسكري أعلن عن سقوط قتلى زاعماً أن قتلهم جاء في مواجهات مع الجيش في نوفمبر 2016.
من جهته أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك، أمس الجمعة، أن المنظمة الدولية "لا تملك التأكد من صحة مقطع الفيديو المنسوب إلى الجيش المصري بسيناء"، وعلى ما يبدو ان السفيه السيسي أحرج المنظمة الدولية التي توفر له الحماية والغطاء على جرائمه.
وبثّت قناة "مكملين" المعارضة يوم الخميس تسجيلًا مصورًا يُظهر لحظة تصفية الجيش المصري لشباب مُقيدين في صحراءِ سيناء. وردًا على أسئلة الصحفيين بمقر المُنظمة الأُممية بنيويورك حول المَقطع المُسرب، قال المُتحدث إن "الأممالمتحدة على دراية بمقطع الفيديو المتداول، لكنها لا تملك التأكد من صحته؛ إلا أن موقفنا هو أن الحرب على الإرهاب لا ينبغي أن تكون على حساب حقوق الإنسان".
ويظهر الفيديو ميلشيات السيسي تقتاد شبابًا مقيدين من الخلف، وبعد استجواب سريع من قبل أحد الأشخاص، الذي يبدو أنه أحد الضباط أو الجنود ويتقن لهجة أهل سيناء، يسأل الشباب عن هويته ومكان إقامته؛ قبل أن يقتاده على بعد أمتار من بقية القوات ويرديه قتيلًا بعدة طلقات في الرأس والجسد.
عائلة العوابدة
تسكن عائلة العوابدة التي أظهر تسريب مكملين مقتل عدد من شبانها في مدينة رفح المصرية، وهي واحدة من عائلات قبيلة الرميلات، وبجانب ورود أسماء أشخاص ينتمون إلى هذه العائلة بين قادة تنظيمات يطلق عليها إعلام الانقلاب وصف "تكفيرية"، ترد أسماء أشخاص آخرين من بينهم ضمن قائمة الإعدامات التي تقوم بها "التنظيمات التكفيرية" في سيناء بتهمة التعاون مع الأجهزة الأمنية والعسكرية للانقلاب! ففي مارس 2015، قُتل المواطن «سالم زايد» من عائلة العوابدة برصاص الجيش أثناء عودته من رعي أغنامه بالقرب من منطقة سادوت غرب رفح، حيث أطلق الجيش عليه النار بشكل مباشر ومن دون أي إنذار مُسبق ما أدى لمقتله في الحال.
وفي يونيو 2015، ورد أن قوات الجيش المصري، المتمركزة بكمين سادوت جنوب مدينة رفح، أطلقت النيران على سيدة تنتمي لعائلة العوابدة.
وفي ديسمبر 2015، أفادت مصادر قبلية وشهود بمقتل 3 مواطنين برصاص الجيش، من بينهم «أحميدان عابد» (70 عاماً) من عائلة العوابدة بمنطقة سادوت غرب رفح.
فهل ترتبط العوابدة بالعمليات الإرهابية في سيناء؟ أم أنه يتم الزج بهما في هذه الدائرة؟ أم إن كل هذه الحوادث هي محض مصادفة؟