"كذب المنجمون ولو صدقوا"، تلك عقيدة المسلمين في تنبؤات العرافين والمنجمين، إلا أن أمرًا آخر يؤمن به المسلمون وهي الرؤيا أو المنامات، وما إن يضع الإنسان جنبه على الفراش ويخضع لسلطان النوم حتى تنطلق روحه لتجوب عالمًا آخر يختلف بحدوده ومقاييسه وطبيعته عن عالم اليقظة، فلا تعترف روحه بحواجز الزمان والمكان، فالعين ترى والأذن تسمع واللسان ينطق والجسد ساكنٌ في محلّه، إنه عالم الرؤى الذي رصد بعض ما يجري في العالم الآن، بدءًا من توابع مجزرة فض اعتصام رابعة وانتهاء بفوز "دونالد ترامب" الرئيس الأمريكي الكاره للإسلام. لعنة دماء "رابعة"
أعاد عدد كبير من رافضي الانقلاب العسكري تداول تدوينة قديمة للداعية السعودي، الشهير، سلمان العودة، تنبأ فيها بلعنة تلحق الشعب المصري الذي صمت وفوض القاتل عبد الفتاح السيسي، الذي قام بارتكاب أبشع المجازر في فض اعتصامي رابعة والنهضة.
وقال “العودة”- في التغريدة التي ظهرت على السطح بقوة بعد ثورة الغلابة التي اندلعت أمس الجمعة 11/11-: “ألا أيها المستبشرون بقتلهم، أطلت عليكم غمّةٌ لا تفرّجُ”، كما جاءت في نص التغريدة.
وكان الداعية السعودي، كتب هذه التغريدة في يوم 14 أغسطس 2013 عشيّة فض اعتصامي رابعة والنهضة، وبلغ عدد القتلى خلال الفترة من 14 أغسطس حتى 1 سبتمبر 2013 ممن أمكن حصرهم، وبحسب تقارير حقوقية 1817 قتيلاً في 24 محافظة مختلفة، منهم 904 قتلى خلال فض اعتصام رابعة فقط و88 قتيلاً في فض اعتصام النهضة؛ حيث كان إجمالي عدد من سقطوا خلال يوم 14 أغسطس وحده 1385 قتيلاً بمختلف محافظات مصر.
"فانجا" تثير الخوف
وأثارت العرافة البلغارية العمياء، المعروفة ب"بابا فانجا"، المخاوف والجدل مجددًا، بتنبئها أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما سيكون آخر رئيس للولايات المتحدة.
وكانت فانجا، التي تعرف كذلك ب"نوستراداموس البلقان"، تنبأت بشكل صحيح بأن الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة سيكون أمريكيًا من أصل إفريقي، وسيصل على شفا أزمة اقتصادية، بحسب صحيفة "الديلي ميل".
لكن ليس من الواضح ما الذي كانت تعنيه العرافة البلغارية، التي ماتت في عام 1996 عن 85 عاماً، والتي تصل نسبة نجاح تنبؤاتها إلى 85 بالمئة، بقولها إن "أوباما سيكون الرئيس الأخير".
وقالت فانجا حينها إنه "في وقت صعوده للسلطة، ستكون هناك أزمة اقتصادية، وسيضع الجميع آمالهم به، لكنه سيجلب البلاد للخراب، ويتسبب بصراعات بين الشمال والجنوب".
الرجل الصالح و"ترامب"
والرؤى في الأصل تُطلق على ما يراه الإنسان في نومه ، وتكون حقًّا من عند الله تعالى بما تحمله من بشارة أو نذارة، وهي جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوّة، ويبيّن النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بقوله: "الرؤيا الصادقة من الله" رواه البخاري، وقوله: "رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءًا من النبوة" (متفق عليه).
وروى الإعلامي مصطفى الحسيني واقعة غريبة حول رجل مسلم مشهور في أمريكا رأى رؤيا حول الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، مشيرًا إلى أن تلك الرؤيا أرعبت كل من سمعها من المسلمين القاطنين بأمريكا.
وقال "الحسيني" في تدوينة عبر حسابه ب"فيس بوك": "أقسم بالله العظيم ما سأحكيه حدث بالفعل منذ حوالي العام وقبل بزوغ نجم دونالد ترامب تماما، وصديقي "حسام مكاوي" شاهد عليه لأنه حدث أمام عينه وبعد عدة أيام حكيته أنا لعدة أصدقاء آخرين "أحدهم معاذ الفاروق"، كنا في رحلة عمل لإحدى الولايات المجاورة وتعرفنا على رجل فاضل كبير السن (من أصل عربي) نحسبه من أهل الصلاح، سيرته طيبة للغاية والكل يتعامل معه بوقار بالغ.
كنت مندهشا للغاية من تعامل المحيطين به، المعاملة كان بها شيء من التقدير المبالغ الذي يصل لدرجة التقديس، وربما يرجع هذا لقصة الرجل المشهورة في محيطه، حيث كان رجل أعمال ثري للغاية لكنه لم يكن متدينًا أبدًا، في ليلة من الليالي رأى رؤيا قلبت حياته رأسًا على عقب، ودفعته إلى طريق الهداية.
المهم أن الرجل أصبح من ذلك الوقت مكرسًا كافة وقته للدعوة لله، وبعدها رأى عدة رؤى على فترات متباعدة تحققت كلها بشهادة كل من حوله (حكاها كلها لنا وربما أكتبها لاحقا)، للحقيقة حتى هذه اللحظة لم أكن أصدق تلك القصص، غير أن معاملتي للرجل في موقفين أكدت لي أنه رجل رباني تماما وله شخصية نقية فعلاً، كل ذلك لا يهم رغم أنه كشف لي ورع وصدق شخصيته لكن ما يهم حقا هو تلك الرؤيا التي قصها علي مسامعي في ذلك الوقت".
وأضاف: "كان ترامب قد أعلن نيته للترشح وكانت فرصه ضعيفة للغاية وسط مرشحي الحزب الجمهوري الآخرين الذين يمتلكون تاريخًا سياسيًا كبيرًا، وكان ترشح ترامب بمثابة طرفة يتندر بها كل من يسمع عنها، لكن الرجل الفاضل أكد لي ولبضعة أفراد معنا أنه رأى رؤيا مخيفة يفوز فيها في الانتخابات الأمريكية القادمة رجل بمواصفات ترامب الشكلية والخلقية يكره المسلمين كثيرا.
وفي عهده تسوء أوضاع المسلمين داخل أمريكا بطريقة مريعة وسريعة حتى أنه سيشيد معسكرات يعزل بها المسلمين عن غيرهم من الأمريكان بحجة أنه يحميهم من قتل باقي الأمريكان لهم والذي سيحدث بالفعل، لكن الرجل الفاضل أكد أنه في رؤياه ستكون تلك المعسكرات وبالا على المسلمين ويذوقوا فيها أصناف من الذل والإهانة، وأنه (أي الرجل الفاضل" لم يخبر سوى أفراد معدودة من عائلته بتلك الرؤيا لعدم رغبته في إخافتهم)" حسب روايته.
وأضاف: "طبعًا لم أصدق أنا وأغلبية الحاضرين أنه من الممكن أن تتحقق تلك الرؤيا عدا اثنين أكدا لي بعد انصراف الرجل أنهما يشهدا له أن كل رؤياه قد تحققت حرفيا، وللأسف ها قد تحقق الجزء الأول من تلك الرؤيا بوصول ترامب للبيت الأبيض" حسب قوله.
واستدرك: "تحديث: أنا بأكد تاني وتالت ورابع إني مجرد بحكي واقعة غريبة جدا، يعني ولا عايز حد يصدقها أو يكذبها، مجرد سرد للتاريخ" حسب وصفه.