استمر مؤشر الهبوط في حركة السياحة المصرية بفعل سياسات سلطات الانقلاب من تخويف وإرهاب الشعب المصري خلال الآونة الأخيرة لتأمين كرسي الحكم الذي استولى عليه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي بعد 3 يوليو 2013 ، وأظهرت بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ، الثلاثاء، أن عدد السائحين الوافدين إلى البلاد هبط 41% خلال سبتمبر الماضي إلى 473 ألف سائح. يأتي ذلك في الوقت الذي يستعد أغلب العاملين في القطاع السياحي لموسم الشتاء الذي من المفترض أن تشهد فيه السياحة حركة ونشاط من جانب الروس والألمان، إلا أن استمرار النغمة التي يلعب عليها السيسي من الحرب على الإرهاب بالتزامن مع دعوات 11/11 القادمة، فضلا عن فضائح سيولالبحر الأحمر التي شهدت لأول مرة اضطرار سائحين لنزح مياه الأمطار وتنظيف الشوارع، كل ذلك أدى انخفاض حركة السياحة.
ويواجه قطاع السياحة - وهو دعامة رئيسية للاقتصاد ومصدر حيوي للعملة الصعبة - صعوبات في التعافي بعد الاضطرابات السياسية والاقتصادية التي تشهدها مصر منذ ثورة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك بعد 30 عامًا قضاها في السلطة، الأمر الذي أدى لارتفاع سعر الدولار يشكل جنوني وصل ل 19 جنيها، فضلا عن فشل القرارات الاقتصادية للانقلاب.
وتلقت إيرادات السياحة أيضا ضربة قاصمة منذ تحطم الطائرة الروسية في سيناء في أواخر أكتوبر 2015 ومقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 224 شخصًا.
وقال جهاز الإحصاء في بيان صحفي اليوم: إن عدد الليالي السياحية التي قضاها السائحون في مصر خلال سبتمبر بلغت 3.1 ملايين ليلة مقابل 6.9 ملايين ليلة قبل عام بهبوط 55.6%، وانخفضت عائدات السياحة المصرية بواقع النصف في السنة المالية 2015-2016 لتصل إلى 3.77 مليارات دولار، وبلغ دخل مصر من السياحة أكثر من 12 مليار دولار قبل ثورة 2011.
وتوقع عمرو الجارحي وزير المالية في أغسطس أن تبلغ إيرادات مصر من السياحة خمسة مليارات دولار في 2016 مقارنة مع 6.1 مليارات دولار في 2015.
وكان قد رصد تقرير صحفي حالة الانهيار التي وصل إليها العاملون بقطاع السياحة في ظل الركود الاقتصادي والسياحي، حتى اضطر أغلبهم لترك القطاع نهائيًا والعمل كعاملين في الأفران وفي العتالة وأعمال البناء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ما يكشف الحالة الاقتصادية التي وصل إليها الغلابة في ظل استمرار الفشل الذي يصدره الانقلاب.
وقال التقرير المنشور على موقع "أصوات مصرية" الذي يتبع وكالة "رويترز" ويهتم بالشأن المصري، إنه منذ خبر تحطم طائرة روسية في شرم الشيخ يوم 31 أكتوبر الماضي، راح ضحيتها 224 شخصًا معظمهم روس، تراجعت حركة السياحة الوافدة إلى مصر بشكل كبير، بما فيها السياح الروس الذين كانوا يمثلون قطاعًا كبيرًا من حركة السياحة في شرم الشيخ والغردقة، مما دفع العاملين إلى ترك مهنته واستبدالها بنحو 12 مهنة أخرى في عام واحد.