رصد تقرير صحفي حالة الانهيار التي وصل إليها العاملون بقطاع السياحة في ظل الركود الاقتصادي والسياحي، حتى اضطر أغلبهم لترك القطاع نهائيا والعمل كعاملين في الأفران وفي العتالة وأعمال البناء لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ما يكشف الحالة الاقتصادية التي وصل إليها الغلابةف ي ظل استمرار الفشل الذي يصدره الانقلاب. وقال التقرير المنشور على موقع "أصوات مصرية" الذي يتبع وكالة "رويترز" ويهتم بالشأن المصري، إنه منذ خبر تحطم طائرة روسية في شرم الشيخ يوم 31 أكتوبر الماضي، راح ضحيتها 224 شخصا معظمهم روس، تراجعت حركة السياحة الوافدة إلى مصر بشكل كبير، بما فيها السياح الروس الذين كانوا يمثلون قطاعا كبيرا من حركة السياحة في شرم الشيخ والغردقة، مما دفع العاملين إلى ترك مهنته واستبدالها بنحو 12 مهنة أخرى في عام واحد. ونقل التقرير عن أحد العاملين ويدعى محمد أبو هيف، الحاصل على بكالوريوس سياحة وفنادق، في مجال السياحة منذ عام 2007 بشرم الشيخ، "كنت ببيع البروشور للسايح بحوالي 20 جنيه، وكنت مأجر منطقة غواصات علشان أبيع فيها، ومعايا ناس بتشتغل والشغل ماشي تمام.. لكن بعد أسبوع من سقوط الطيارة، لقيت نفسي ما بشتغلش وشرم الشيخ عبارة عن مدينة أشباح". ويضيف أبوهيف، الذي كان يعيش هو وأسرته في شرم الشيخ، "كان دخلي حوالي 6 آلاف جنيه قابلة للزيادة، بعد الحادثة بقى حوالي ألف جنيه ومش لاقيهم حتى"، وأمام هذا التراجع في الدخل، اضطر أبوهيف إلى العودة للمحلة الكبرى، موطنه الأصلي، للبحث عن عمل آخر، "قررت أسيب شرم الشيخ وأرجع أنا ومراتي وابني لبلدنا المحلة واشتغل هناك أي حاجة". وأضاف "اشتغلت كل حاجة وأي حاجة علشان بس أجيب مصاريف ابني الصغير ومراتي.. اشتغلت في المعمار، وفي تركيب البلاط، وبياع في محلات لبس وطُرح وآيس كريم، وفي القهاوي والكافيهات". فيما قال خالد سيد، الذي يعمل مديرا للعلاقات العامة في أحد الفنادق الكبرى بشرم الشيخ منذ نحو 17 عاما: "بعد حادثة الطيارة الروسية مباشرة، عملنا خطة لمواجهة أزمة توقف توافد السياح إلى شرم الشيخ وأدت الخطة إلى الاستغناء عن العاملين غير المعينين في الفندق والإبقاء على المعينين فقط لترشيد الإنفاق". وأضاف "لقيت نفسي رجعت اشتغل الشغل اللي كنت بعمله من 17 سنة، لأن القسم اللي كنت مديره واللي كان مكون من 12 فردا بقى مفيهوش غير 6 بس وهي حمل شنط النزلاء وتسكينهم بالغرف والوقوف في الاستقبال والعمل كسواق، "كله كان بيشتغل كله حتى لو مش شغلته.. ده ملخص اللي حصل لي أنا وزمايلي". يقول سيد "كان دخلي في الأيام العادية حوالي 4 آلاف جنيه في الشهر، إضافة لحوالي ألفين جنيه بقشيش، و12% حوافز تضاف على المرتب، لكن بعد الحادثة الموضوع اختلف تماما ودلوقتي لو اشتغلت الشهر كله من غير إجازات، و12 ساعة في اليوم مش 10 زي زمان، ممكن أخد أساسي المرتب اللي هو 1700 جنيه بس ومفيش بقشيش طبعا". مع قدوم العام الدراسي اضطر سيد لنقل أولاده من المدرسة الخاصة التي كانوا بها إلى مدارس حكومية "اضطريت أفكر أنا ومراتي إزاي نوفر النفقات، طلّعت الولاد من المدارس اللي بفلوس كتير وودتهم حكومة". وانكمش قطاع السياحة بنسبة 34% خلال الربع الثالث من العام المالي الماضي (يناير-مارس 2016)، مقابل انكماش بنحو 9.3% خلال الربع ذاته من العام السابق، ليبلغ انكماش السياحة 22.7% في الشهور التسعة الأولى من 2015-2016، مقابل تحقيقه نموا بنحو 34.6% في الفترة المناظرة. وتراجعت الإيرادات السياحية بنسبة 40.5% مسجلة 3.3 مليارات دولار في الشهور التسعة الأولى من 2015-2016، مقابل 5.5 مليارات دولار في الفترة نفسها من العام السابق. وكانت وكالة موديز للتصنيف الائتماني قالت، في تقرير في 12 يوليو الماضي، إن الإيرادات التي سجلها قطاع السياحة في مصر خلال الفترة من يناير إلى مارس 2016، بقيمة 551 مليون دولار، أقل عائدات للقطاع منذ مارس 1998.