قال موقع المونيتور البريطاني، إن قرار حكومة السيسي، في 21 سبتمبر الماضي، بالسماح باستيراد القمح المصاب بالإرجوت قد تم بسابق معرفة من حكومة الانقلاب، التي عزلت عددا من المسؤولين في وزارة الزراعة؛ لكشف الفساد في استيراد مليوني طن من القمح المصاب بفطر الإرجوت. وأوضح "المونيتور" أنه في 22 سبتمبر الماضي، أقيل عيد هواش، المتحدث باسم وزير الزراعة، من منصبه بعد أن أدلى بتصريحات حول الضغوط التي تتعرض لها وزارة الزراعة لكي تسمح باستيراد القمح الذي يحتوي على كميات الإرجوت. وكشف أحد الخبراء ل"المونيتور" عن أن سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، أقيل من منصبه في مارس الماضي، لنفس السبب. حجة الإنقلابيين ولفت الموقع إلى أن الحكومة تستند إلى اللوائح المصرية المعتمدة منذ عام 2010، التي تسمح باستيراد القمح وفق مستويات تحتوي على 0.05٪ من الإرجوت أو أقل. رغم اتخاذ قرار مناف من نفس الحكومة في أواخر أغسطس، عندما أعلنت وزارة الزراعة عن أنه تم فرض سياسة "حظر استيراد قمح يحتوي على أي كمية من الفطر". ثم عادت الحكومة مجددا وقالت إنها لن تسمح باستيراد قمح يحتوي على أي من مستويات الإرجوت تتجاوز تلك المسموح بها وفق لوائح عام 2010"، وأشارت إلى أن هذه المبادئ التوجيهية تتماشى مع المعايير التي تحددها الوكالات الدولية المتخصصة في المجال، مثل الدستور الدولي للأغذية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو). شهادة منصف ونقلت المونيتور عن "نادر نور الدين"، أستاذ كلية الزراعة بجامعة القاهرة ومستشار الوزير السابق للإمدادات في الهيئة العامة للسلع التموينية، انتقاده لقرار الحكومة بالسماح باستيراد قمح يحتوي حتى على كميات ضئيلة من الإرجوت. وقال نور الدين ل"المونيتور": إن مصر لم تستورد القمح الذي يحتوي على الإرجوت طوال تاريخها. مضيفا: "حتى إذا ما كان هذا صحيحا، لماذا يقرر وزير التموين الحالي تمرير قرار اتخذ في يوليو الماضي من وزير التموين السابق خالد حنفي، يسمح فيه باستيراد القمح بمستوى 0.05٪ من الإرجوت، رغم أنه تولى في نهاية أغسطس؟"، موضحا أنه كان عليه اتخاذ قرار بأن القمح المستورد يكون خاليا تماما من الإرجوت". وأرجع نور الدين سبب سماح الحكومة باستيراد كمية من القمح المصاب بالإرجوت إلى الضغوط من رجال الأعمال والمستوردين. الذين أوقفوا الاستيراد بضمان كسب مبلغ إضافي يقدر ب(875 ) مليون دولار في الأرباح، إذا لم تتم الموافقة على استيراد قمح يحتوي على نسبة الإرجوت. وقال نور الدين: إن الحكومة المصرية تعتمد على التقارير الدولية التي تسمح باستيراد القمح المصابة بالإرجوت، ولكن هذا برأيه "غير مناسب"، وأضاف: "إن الخطأ الذي ارتكبه وزير الزراعة عصام فايد هو في محاولة تنفيذ قرار حظر استيراد القمح المصاب بالإرجوت. خطورة الإرجوت واستنكر "نور الدين" تصريحات رئيس قسم الطب الوقائي في وزارة الصحة، عمرو قنديل، عندما قال: إن "دراسة عن مخاطر فطر الإرجوت"، قالت إن "الإرجوت من الفطريات التي لا يمكن أن تزدهر في مصر". وأضاف أن "آثارها المحتملة على الصحة العامة كانت مجرد شائعات تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار". واعتبر "نور الدين" أن "قنديل" تعمد تشويه للحقائق، وقال: "إذا كنا نتحدث عن خطر الإرجوت، فينبغي الرجوع للطب العلاجي والدوائي، وليس الطب الوقائي". منبها إلى أن "الإرجوت يشكل خطرا على الصحة العامة للمصريين والبيئة الزراعية، ويسبب الأمراض منها؛ الهلوسة، والشلل، وحتى الموت". وأضاف أنه "يضعف الدورة الدموية، وإفرازاته من السموم تسبب الإجهاض عند النساء الحوامل". وكشف "نور الدين" عن أن أزمة القمح المصاب بالإرجوت لم تطفُ على السطح خلال الأيام القليلة الماضية فقط، وأنه في مارس الماضي أقيل سعد موسى، رئيس الإدارة المركزية للحجر الزراعي، من منصبه بعد انتقاده الحكومة المصرية، قائلا: إن القمح المصاب بالإرجوت لا ينبغي أن يسمح به في مصر، وفقا للمادة الأولى من الحجر الأساسي. القمح مقابل الموالح وفي 23 سبتمبر، وقال وزير الروسية للتجارة والصناعة (دينيس مانتوروف): إن بلاده ستستأنف صادرات القمح إلى مصر مرة واحدة إذا ما أزيلت القيود المفروضة سابقا على واردات القمح. واعتبر "المونيتور" أن قرار روسيا بحظر استيراد الموالح المصرية في 13 سبتمبر الماضي، كان بمثابة تهديد، وأن وزير الزراعة الروسي ألكسندر تيكاشيف قال في 22 سبتمبر: إنه قرر استخدام الخطوة كوسيلة للضغط على مصر، وفقا لرويترز. وفي 26 سبتمبر، توقع وزير التجارة المصري والتصنيع طارق قابيل أن "أزمة حظر روسيا "مؤقتة" على استيراد المنتجات الزراعية المصرية، وأنها ستحل بعد مشاورات بين مصر وروسيا، وأضاف أن الجانب الروسي على قدر كبير من الفهم والقدرة على الاستجابة!. وبعد فترة وجيزة، قال سيرجي دانكفيرت، رئيس مجلس إدارة سلامة الأغذية الروسية: إن بلاده قررت رفع الحظر عن واردات الموالح المصرية!. ثم نفى المتحدث باسم وزارة التجارة المصرية والتصنيع ياسر جابر، أن يكون القرار الروسي له علاقة على الإطلاق برفض مصر أو قبول السماح باستيراد القمح الروسي، الذي يحتوي على كميات من الإرجوت!.