قال الكاتب الصحفي الكبير فهمي هويدي إنه كلما قرأ في الصحف المصرية ذلك الصياح المستمر الذي لا يكف عن التنديد بما يسمونه "الأخونة"، تذكر الحكمة القائلة: "لا يهم ما إذا كان لون القط أسود أم أبيض، طالما أنه قادر على ملاحقة الفئران". أضاف هويدي في مقاله بصحيفة "الشروق" : السؤال الأهم الذى ينبغى طرحه هو ما إذا كان هؤلاء الذين يتم اختيارهم قادرين أم لا على تحمل مسئولياتهم وملاحقة "الفئران" التي تكاثرت فى حياتنا حتى حاصرتنا من كل صوب". وتابع: قبل أيام حدثنى أحد الخبراء المخضرمين المهتمين بالشأن الإستراتيجى عن مجموعة الضباط المصريين الذين تم اختيارهم مؤخرًا لشغل أعلى المناصب فى القوات المسلحة والأمن، وقال إنه تتبع سيرتهم من زملائهم ومن خلال سجلاتهم، فتبين أنهم من طراز رفيع ونادر من العسكريين، الذين توافرت لهم صفات الكفاءة والشجاعة والمعرفة العميقة والاستقامة الأخلاقية، وهو الوجه الذي لم يشر إليه أحد فى ساحتنا الإعلامية، وإنما ظل تركيز أكثر الصحف المصرية منصبا على شىء واحد هو: هل لهم صلة بالاخوان أم لا؟". وأكد هويدي أن الاهتمام بالأداء والإنجاز يتطلب بعض الصبر لاختبار قدرة "القط" على اصطياد الفئران، كما أنه يتطلب درجة من التجرد والنزاهة في الحكم؛ لأن الكيد السياسي الحاصل فى مصر دفع البعض ليس فقط إلى الانشغال بلون القط والانصراف عن دوره فى صيد الفئران، وإنما أيضا إلى محاولة التشكيك فى هوية القط ذاته.