ما زالت آثار الحروق والخروق بجسد شقيقي تؤلمه، لم يتعافَ منها، كلماته عن إجرام التعذيب البدني الذي لقاه في غرف الاحتجاز الأمني من تعذيب بالكهرباء وتعليق من ساق لفترات طويلة عاري الجسد تحاصر يقظتنا قبل أحلامنا. معاناة تعذيب "نظامي" جديدة تروي تفاصيلها لبوابة "الحرية والعدالة"، شقيقة المعتقل أحمد محمد أحمد، موظف بمصنع توزيع ملابس جاهزة بالزقازيق، الذي تعرض للتعذيب الممنهج وإحراق أجزاء متفرقة بالظهر واليد والقدمين للاعتراف بجرائم لم يرتكبها مقابل الكف عن إيذائه بدنيًّا. تتحدث "أم أنس" عن أبرز الانتهاكات وقت اعتقال شقيقها قائلة: يوم ال6 من يونيو 2015م، الساعة التاسعة مساءً فوجئت أختي بهرولة على السلالم، وعدد من قوات الأمن يقتحمون المنزل، التف أطفال العائلة حولهم، لم تستطع أختي أن ترتدي الحجاب فور اقتحام الداخلية للبيت؛ حيث سارعوا بالسب والشتم والألفاظ الخارجة لكل من يقابلونهم. صاحت اختي الصغيرة "إزاي تدخلوا علينا البيت كده!! فأخرجوا أسلاحتهم وأصابوا به ابني، الذي لم يتعدَّ الخمس سنوات، بضربه بظهر السلاح، هو وعدد من الأطفال الذين ظلوا يصرخون ويبكون، ولم تمر ثوان إلا ووجدنا الشارع مليء برجال الأمن الملثمين، وعربات بوكس، ومدرعات، ورجال بزي مدني شاهرين الأسلحة، والجيران ونحن معهم في حالة من الدهشة! وتابعت: "قبضوا على أخي في مشهد مهين، وسط تساؤلات الجيران عن إجرام رجل حافظًا لكتاب الله! أخي مشهود له بحسن الأخلاق والشهامة والرجولة، نافع لغيره رغم صغر سنه. وتواصل: لم يسلم مسجد الله منهم، دخلوا بالأحذية بدعوى البحث عن أسلحة، وقفت أمام القوات مستنكرة ما يفعلونه، وتدنسيهم المسجد بالأحذية في عدم احترام لقدسية المكان، فرد أحدهم: "ايوة.. ولو كنيسة كنت خلعتها!!". وأضافت: ظل أخي مختفيًا لمدة 11 يومًا، أرسلنا تلغرافات للداخلية بالكشف عن مكان احتجازه لكن دون جدوى، لا أستطيع أن أصف ماذا أصاب والدتي وزوجته وأخوتي والأهل والجيران والأصدقاء من الآلام، لم نعرف طعم نوم أو راحة، إلى أن علمنا أنه محتجز بحبس انفرادي في معسكر قوات الأمن. وتعود مجددًا لتتحدث عن طرق التعذيب بمقار أمن الدولة: "أخي تعرض للصعق الكهربائي بمناطق حساسة بجسده، كان يقف أحدهم على وجهه بحذائه، منع تماما من الطعام سوى الفتات، شربه ماء كل 24 ساعة، وهكذا دخول دورة المياه كانت مرة واحدة كل 24 ساعة، فمن يحتمل هذا!!! وتضيف: فترة الإخفاء القسري كان مغمى العين، لا يعرف الليل من النهار، يحضرونه لوكيل النيابة ليأخذ الاعترافات تحت وطأه التعذيب، لفقوا له التهم وأجبروه على الاعتراف بها، ومن وقتها وهو قيد التحقيق منذ 14 شهرًا، ولم تصدر المحكمة حكمًا. وقالت: أخي يعرض على المحكمة العسكرية في الزقازيق والإسماعلية؛ حيث أعطت الأوامر بترحيله من قوات الأمن المركزي إلى حجز فقسم ثاني الزقازيق ثم سجن الزقازيق العمومي، إلى سجن بورسعيد، ثم سجن الزقازيق العمومي مرة أخرى. التسجيل للزيارة يتم في الساعة 4 فجرا، صيفا أو شتاء، قرب الظهر يتم الاحتشاد في طوابير للدخول، ممنوع الدخول سوى من ثلاث أفراد، من وراء سلك، بالكاد نرى بعضنا بشكل مشوش، الفاكهة والملابس والأكل من الممنوعات، إلا من بعض الأطعمة المطهية، التريض نصف ساعة فقط، والزنازين مغلقة طوال اليوم في هذا الجو الملتهب بالحرارة وأخي مريض بجيوب أنفية مزمنة، وأجرى جراحتين من قبل رأسه لأن الجيوب الأنفي متشعبة وتسببت في انتشار صديدي. واختتمت: انتفضوا من أجل فك أسر عشرات الآلاف من الشباب والبنات والمسنين والمسنات والأطفال والصالحين وحفظة القرأن والأحرار خلف القضبان الخرسانية والحديدية، دون أي ذنب إلا أنهم نادوا بالحرية وعوده الشرعيه فقط. "لا تحافوا.. سيأتي يوم يقال فيه ذهب الظلمة وانتصر الحق وخرج الأحرار في كل مكان، ويتذوق الظالمون من الكأس نفسه.. فكم كسرتم قلوب الأمهات والآباء والزوجات والأبناء والأشقاء". وفي سياق متصل، جدد والد الطالب "علي محمد أحمد البدري" الطالب بالفرقة الأولى بهندسة المطرية جامعة حلوان، مطالبته بالتدخل الحقوقي لوقف التعذيب الممنهج لنجله المحتجز حاليا بسجن الكيلو "10 ونص"، الذي أصيب بضعف في الإبصار وخلل في صمامات المثانة، وصعوبة في النطق، كما أنه لم يعد يقوى على الوقوف لبضع دقائق نتيجة التعذيب الذي تعرض له، وأن الإدارة منعته من العرض على الطبيب رغم الانتهاء من كافة الإجراءات القانونية اللازمة. وأضاف والد الطالب أن آثار التعذيب من جروح وكدمات بدت واضحة على جسده أثناء عرضه على النيابة التي لم تلتفت لما تعرض له الطالب، وقررت حبسه احتياطيا لمدة 15 يوما بعد ظهوره للمرة الأولى في يوم 4 يوليو الجاري، قبل أن تعود وتجدد حبسه في يوم 13 يوليو الجاري. وكانت عناصر من الشرطة وعدد من القوات قامت باعتقال الطالب في يوم السبت الموافق 2 إبريل 2016 بعد اقتحام منزله الكائن بحي الوراق بمحافظة الجيزة -كما أفاد والده-، وقامت بتكسير محتويات المنزل بالإضافة إلى الاستيلاء على أجهزة اللاب توب والهواتف المحمولة الخاصة بالأسرة ومتعلقات طبية خاصة بشقيق الطالب. كما طالبت أسرة الطالب "طارق فوزي المطاطي" الطالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة جامعة طنطا-قسم الهندسة الميكانيكية بالتدخل العاجل ومخاطبة الجهات الحقوقية لإتمام إجراء جراحة عاجلة في قدمه، على إثر تكون تجمع دموي فيها بشكل مفاجئ منذ ما يزيد على الأسبوعين وعدم استجابته للعلاج بالمضادات الحيوية، ما تسبب في زيادة الالتهاب وتكون الصديد. "المطاطي" محتجز منذ يناير 2014 على ذمة القضية رقم 1700 جنايات أمن دولة عليا لسنة 2014 بتهمة تعطيل الدستور، حيث يتم تأجيل الحكم في القضية منذ اعتقاله وحتى الآن ليستمر احتجازه في سجن استقبال طره.