تتدهور حالة نزلاء سجن الزقازيق العمومي سريعا وبشكل متلاحق، لا سيما قيادات وأعضاء مجلس شورى جماعة الإخوان المسلمين، الذين تم حبسهم على ذمة "الحبس الاحتياطي"، أو الذين يقضون منهم أحكاما طويلة، ورغم تكرار الشكوى، لم يحرك الانقلاب ولا داخليته العرجاء- ممثلة في وزيرها النيجاتيف- ساكنا، بل فوضت إدارة السجن لتحويله إلى سلخانة للقتل البطيء. حرمان من الحق في العلاج وقبل ساعات، كشفت مصادر داخل السجن عن أن د. محمد عبد الغني، طبيب الرمد وعضو شورى جماعة الإخوان المسلمين عن محافظة الشرقية، مصاب بسرطان فى العمود الفقرى؛ نتيجة الإهمال الطبى وعدم توافر الرعاية الصحية الملائمة لوضعه الصحى الذى يزداد سوءا يوما بعد الآخر، بسجن الزقازيق العمومى. وفي 6 مايو الماضي، كشف د. محمد إبراهيم، أحد تلامذته، عن أن الحالة الصحية ل"عبد الغني" شديدة التدهور، في ظل التعنت الشديد من إدارة سجن الزقازيق العمومي، لتكرار مأساة د. فريد إسماعيل، ود. طارق الغندور. وكشف إبراهيم عن أن د. محمد يعاني من مجموعة قاتلة من الأمراض، أولها "ضعف عضلة القلب"، وبلغت كفاءة القلب 20٪ فقط، إضافة إلى انزلاق غضروفي مضاعف، وخروج فقرة عن مكانها، فضلا عن نقصان في الوزن، حيث بلغ وزنه أقل من 50 كجم، مع إصابته بأنيميا حادة، وضعف القلب أدى إلى ارتشاح في الرئة، وتأثُّر وظائف الكلى وارتفاع البولينا، وهي تمثل تهديدا للكليتين. كما تعنتت إدارة السجن العمومي بالزقازيق في عدم دخول العلاج للمعتقل الدكتور أبو زيد عبد الشافي، ابن قرية تل حوين وبنى شبل بالزقازيق. وأكدت أسرة المعتقل تعمد إدارة سجن الزقازيق العمومي عدم دخول العلاج إليه، بالرغم من مرض المعتقل وكبر سنه. فريد إسماعيل مرَّ من هنا وكان الشهيد د. فريد إسماعيل قد رآه نجله محمد فريد قبل وفاته بمستشفى سجن الزقازيق العمومى، وهو مصاب بجلطة في المخ، مع غياب عن الوعى وعدم إدراك كامل، وتعنت إدارة سجن الزقازيق العمومي في نقله إلى مستشفى مجهز، للوضع تحت الملاحظة والعناية الدائمة. وكان- رحمه الله- قد نقل وهو في غيبوبة من سجن العقرب إلى السجن العمومي بالزقازيق؛ لحضور جلسة محكمة الجنايات ببلبيس، ولم يتمكن من الحضور لتدهور حالته الصحية، وتم نقله لمستشفى السجن العمومي بالزقازيق، ثم سجن ليمان طره، وهناك كانت شهادته. صراخ أهالي المعتقلين من جانبها قالت التنسيقية المصرية للحقوق والحريات، إن أهالى معتقلي سجن الزقازيق العمومي يصرخون من سوء الأوضاع داخل السجن. وخاطب ذوو المعتقلين عددا من المؤسسات الحقوقية، يشكون فيها من تزايد الأوضاع سوءا يوما بعد الآخر؛ حيث يتم منع دخول أي طعام في الزيارات التى تم تقليص وقتها من 30 دقيقة، لما لا يزيد عن 7 دقائق، فضلا عن أنها من خلف الأسلاك، فى مشهد لا يخلو من الانتهاكات. وحذر الأهالي من "عملية قتل بالبطيء لأصحاب الأمراض المزمنة"، من خلال منع دخول الدواء، والإهمال الطبى، وعدم توافر أى رعاية صحية، وانعدام عوامل السلامة، وهو ما يزيد من معاناتهم وآلامهم داخل مقر احتجازهم ب"الزقازيق العمومى". واشتكى أهالي بعض المعتقلين من أن إدارة سجن الزقازيق تتعمد تأخير الطلاب عن موعد بدء لجان امتحاناتهم، فضلا عن تعنتها فى دخول الكتب والمذكرات الدراسية لهم، إضافة إلى شكواهم من تقليص وقت الزيارات لأقل من 10 دقائق، كما لم يسمح بدخول الأطعمة والملابس للمعتقلين، مع انتهاكات متواصلة من قبل أفراد الأمن والمسؤولين بالسجن. وكشف أهالي المعتقلين عن أن رفض السجناء السياسيين للانتهاكات والجرائم التى تتم بشكل ممنهج زادت في تعنت الإدارة و"السجانة"، وعلى إثرها حولوا طالبين للحبس الانفرادى؛ بعد إظهار استنكارهما لتعمد تأخيرهما عن حضور لجان الامتحانات. وكشفت شروق عادل عن أن عدد الطلاب يصل لأكثر من 200 طالب، لا يتمكنون من المذاكرة، فلا تهوية أو تريض أو إضاءة، فضلا عن المياه الملوثة وغياب عناصر السلامة. سجن المختفين قسريا وفي 18 يناير، كشف الصحفي أحمد عبد ربه، بجريدة "الشروق"، عن أن سجن الزقازيق العمومي هو مكان المختفين قسريا، وقال "عبد ربه": "أشرف شحاتة، المختفي قسريا منذ عامين، تم أخيرا التوصل إلى مكانه في سجن الزقازيق العمومي، بعد تحرك المجلس القومي لحقوق الإنسان"، وأضاف "الاختفاء القسري كان- ولا يزال- حقيقة"!.