سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي جثامين شهداء عائلتي مناصرة وأبوجمل المقدسيتن، الليلة الماضية في وضع وصف ب"الصعب"، بسبب ما بدت عليه جثامين الشهداء بعد طول حفظ في الثلاجات، وسط إجراءات أمنية مشددة كادت تحول دون تسليمهم. وذكرت مراسلة "قدس برس" أن المقدسيين عاشوا أمس أجواء "عصيبة" في أثناء تسليم جثماني الشهيدين حسن مناصرة (15 عامًا)، وعلاء أبوجمل (33 عامًا)، عقب احتجاز في ثلاجات الاحتلال دام أكثر من سبعة شهور. وأضافت أن شرطة الاحتلال برفقة عناصر من القوات الخاصة وفرق الخيالة حاصرت مقبرة "باب الأسباط" في القدس، ومنعت دخول المواطنين الفلسطينيين لتشييع جثمان الشهيد مناصرة والصلاة عليه، واشترطت دخول 40 شخصًا فقط من عائلته. وعقب تفتيش أفراد عائلة الشهيد مناصرة، تم تسليم الجثمان ما قبل منتصف الليل، حيث وصفت العائلة وضع الجثمان ب"الصعب جدًّا"، دون تقديم مزيد من التفاصيل حوله. وفي بلدة "جبل المكبر" (جنوبي شرق القدس)، دفعت شرطة الاحتلال بتعزيزات عسكرية إلى مقبرة البلدة، بعد تعرّف ذوي الشهيد علاء أبو جمل على جثمانه في مركز شرطة الاحتلال (عوز)، وذلك لضمان شروط التشييع التي فرضتها مخابرات الاحتلال بتواجد أربعين شخصاً فقط. وحصلت مناوشات ومشادات كلامية مع عناصر شرطة الاحتلال بعدما ماطلت في عملية تسليم جثمان الشهيد أبو جمل، وذلك بسبب تواجد شبّان بأعداد كبيرة في محيط المقبرة، حيث أصرّت على إفراغ المكان باستثناء أربعين شخصاً من العائلة. وسلّمت قوات الاحتلال جثمان الشهيد أبو جمل ما بعد الساعة الثانية فجراً، وتمت صلاة الجنازة على الشهيد ووارى الثرى في مقبرة بلدة "جبل المكبر" (مسقط رأسه). وكانت مخابرات الاحتلال قد فرضت على العائلتين دفع مبلغ مالي بقيمة 40 ألف شيقل (نحو 10 ألف دولار) على عائلة أبو جمل، و20 ألف شيقل (نحو 5 آلاف دولار) على عائلة مناصرة، لضمان الالتزام بالشروط. يذكر أن الطفل حسن مناصرة استشهد بتاريخ 12 أكتوبر 2015، عقب إطلاق النار عليه من قبل جنود الاحتلال، بادّعاء محاولته تنفيذ عملية طعن أحد المستوطنين قرب مستوطنة "بيسغات زئيف" المقامة على أراضي الفلسطينيين شماليالقدس. أما الشهيد علاء أبو جمل فقد نفّذ في ال13 من شهر أكتوبر 2015 عملية مزدوجة غربي القدس، حيث قام بدهس عدد من المستوطنين، ثم ترجّل وبدأ بعملية الطعن، ما أدى إلى مقتل مستوطنيْن وإصابة آخرين. ويواصل الاحتلال احتجاز جثامين عشرة شهداء فلسطينيين من الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين، حيث ارتقوا خلال انتفاضة القدس المستمرة، والتي بدأت مطلع أكتوبر الماضي.