تحدي المواطنون المقدسيون شروط الاحتلال التي وضعها جهاز 'الشاباك' الصهيوني كشرطٍ لتشييع جثماني الشهيدين غسان وعدي أبو جمل، من حي جبل المكبر جنوب شرق القدسالمحتلة، بعد احتجازهما لمدة 37 يوماً، وشيّعوا نحو الساعة الثالثة من قبل فجر اليوم الخميس الجثمانين بموكب مهيب، وبمشاركة واسعة، الي مثواهما الأخير في مقبرة السواحرة الشرقية بعد تسليم الاحتلال الجثمانين لذويهما بعد منتصف الليل. يذكر أن الاحتلال اشترط دفنهما خارج حدود بلدية القدس العبرية وأن لا يزيد عدد المشيعين عن أربعين مواطناً. وتجدر الإشارة الي أن الشهيدين أبو الجمل نفذا هجوما علي معبدٍ يهودي غربي القدس، وقتلا عددا من المستوطنين بداخله قبل ان تقوم شرطة الاحتلال بقتلهما واحتجاز الجثمانين لأكثر من شهر. وكان محامي مؤسسة الضمير محمد محمود 'محامي عائلة أبو جمل' ذكر في بيان له الليلة الماضية أنه تم الاتفاق مع مخابرات الاحتلال علي شروطٍ لتسليم جثماني الشهيدين عدي وغسان أبو الجمل، ليتم دفنهما في مقبرة السواحرة الشرقية بحضور ومشاركة 40 شخصا فقط من أفراد العائلة، خلال مدة لا تتجاوز ساعة ونصف. من جانبها، وافقت سلطات الاحتلال ممثلة برئيس الوزراء والمستشار القضائي للشرطة علي طلب المحامي محمود، بتسليم الجثمانين، بعد مماطلة وتأجيل استمرت 36 يوماً. وكان المحامي محمود لفت الي اجتماع عُقد أمس بينه وبين مخابرات الاحتلال ووالد الشهيد غسان وشقيقه معاوية لبحث تسليم جثامين الشهداء أبو الجمل، وتقرر، خلال الاجتماع، تسليم الجثامين ضمن شروط منها أن يتم دفن جثمان الشهيدين غسان وعدي أبو الجمل في مقبرة السواحرة الشرقية، ويتم تبليغ العائلة عن موعد التسليم قبل ساعة واحدة فقط، وأن يتم التشييع بحضور 40 شخصا فقط من عائلة أبو الجمل، وعلي العائلة إيداع مبلغ مالي قيمته '20 ألف شيكل' لدي الشرطة لضمان الالتزام بالشروط المذكورة اعلاه.