حسرة غير مسبوقة يعيشها ملايين المصريين ، غير مصدقين ما يحدث لهم، فبعد وعود من قائد الانقلاب وحكومته، ما زالت حقول القمح تستنجد بحكومة لا هم لها سوى البزنس والعمولات، ضاربة عرض الحائط بمصالح ملايين الفلاحين، والأمن الغذائي لوطن ابتلي بأن اعتلوا مناصب المسؤولية فيه تحت حماية الدبابات . حيث اشتكى اليوم، مزارعو القمح في أسوان من تراكم أطنان القمح بالمخازن نتيجة رفض المطاحن استلام المحصول، رغم امتلاكهم الحيازة الزراعية، فضلاً عن انخفاض سعر إردب القمح؛ ما يجعلهم يقومون بتخزينه للاستخدام الشخصي.
وأوضح عدد من مزارعي القمح أن عدم حصول بعضهم على حيازة زراعية في زراعة القمح أدى إلى تراكم القمح بالمخازن.
وأمام مطالب الحكومة بتوفير أوراق وكشوفات الحيازة، انهار سعر توريد القمح من 420 جنيهًا، ليبيعه الفلاحون بنحو 300، في أكبر خسارة تلحق مزارعي المحصول الاستراتيجي الذي غنت له الاجيال وجعله الرئيس المنتخب محمد مرسي مشروعًا قوميًّا سعى من خلاله إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي.
وكشف نقيب الفلاحين في أسوان أن زراعة فدان القمح تكلفت مبالغ كبيرة جدًا تتجاوز 4 آلاف جنيه ما بين إيجار الأرض وتكلفة الأسمدة الزراعية، والحصاد ودريس القمح .
وأوضح المهندس طنطاوي محمد نصر، رئيس قطاع مطاحن أسوان بشركة مطاحن مصر العليا، أن إجمالي كميات القمح التي تم توريدها في الصوامع والشون بمحافظة أسوان منذ 15 أبريل الماضي بلغلت تقريبا 16 ألفًا و733 طنًّا.
وأشار إلى أنه تم توريد 5870 طنًّا و640 كيلوجرامًا من قمح مشروع وادي النقرة إلى صوامع مدينة أسوان التي تضم صومعتين معدنيتين وتبلغ قدرتها الاستيعابية 6 آلاف طن من القمح، بينما تم توريد 253 طنًّا و55 كيلوجرامًا من القمح إلى شونة كوم أمبو التي تصل قدرتها الاستيعابية إلى 4 آلاف طن، وجارٍ استقبال باقي محصول القمح من المواطنين.
وكانت الحكومة سمحت باستيراد القمح الأجنبي خلال موسم حصاد القمح، بالمخالفة لقواعد العمل التجاري، والزراعي؛ ما سمح لبعض التجار بتوريد أقماح مستوردة مع القمح المحلي ليستفيدوا من فارق الأسعار، وهو الأمر الذي تسبب في خسارة الفلاحين بشكل غير مسبوق. يذكر أن مسؤولي مطحن دسوق أغلقوا أبوابه بالأقفال والجنازير اليوم الثلاثاء، رغم طوابير الانتظار من التريلات والمزارعين لتوريد حمولات القمح، التي تنتظر دورها لتسليم المحصول من أكثر من أسبوعين. وبحسب تقارير صحفية ، فقد رفض مسؤولو المطحن تسلم القمح من المزارعين دون إعلان أسباب واضحة؛ ما أثار غضبهم واعتصموا أمام المطحن وداخله، ورددوا العديد من الهتافات منها: "الصحافة فين.. القمح معانا أهه"، و"الحكومة فين.. القمح مرمي أهه".