"عندما يكون الوزير مشغولا بالتركيز في ملاحقة النشطاء في المقاهي وخطط محاصرة نقابة الصحفيين طبيعي أن يتفسح الإرهابيون المسلحون بأمان في حلوان"، يعلق الكاتب الصحفي "جمال سلطان" على شائعة ظهور "داعش" في حلوان، وتصفية مكروباص كان يقلّ ضابطاً و7 من أمناء الشرطة! ورغم احتوائها على مشاهد فاضحة، كانت أفلام "السبكي" موضع ترحيب بوسائل إعلام الانقلاب، لأنها تشبه أفلام المجلس العسكري في 25 يناير، وأفلام الجنرال الفاشل قائد الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب، الدكتور محمد مرسي.
بينما ينظر مراقبون بعين الريبة إلى الجريمة الجديدة، التي تأتي وسط صخب وغضب شعبي عارم، من بيع جزيرتي تيران وصنافير، والهجوم على نقابة الصحفيين واعتقال اثنين لاذا بها من بطش وقمع داخلية الانقلاب.
تقول رواية داخلية الانقلاب أن سيارة ربع نقل دفع رباعي تحمل مدفع جرينوف وأسلحة ثقيلة ، يرفرف فوقها عاليا خفاقا علم داعش الأسود المميز ، ومع سرعة السيارة ،يطير العلم ويمسك به المارة في الطريق ، ثم يترجل منها أربعة ملثمين ، في الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل ، ليسيروا بهدوء وثقة في النفس ، نحو سيارة ميكروباص مدنية، بعد أن حددوها بدقة متناهية، وتيقنوا من كونها المقصودة، ليقطعوا طريق سيرها ويوقفوها ، ويمطروا راكبيها بوابل من رصاص ، وقد تم العثور على فوارغ أكثر من مائة طلقة!
يتلقف إعلام الانقلاب الرواية الهابطة مثل أفلام السبكي، ويكمل الإبراشي من وحي خياله :" نصيب كل فرد من القتلى الثمانية ما لا يقل عن عشر رصاصات ، بعضهم تفجرت دماغه ، وآخرون تحولوا لما يشبه المصفاة ، لكن الثابت بينهم جميعا أنهم استسلموا تماما للمسلحين، فلم يتبادلوا معهم طلقات الرصاص ، على الرغم من أن القتلى جميعهم مسلحون ، ومع ذلك فقد قتلوا مكانهم ، فلم يحاولوا حتى القتال أو الاشتباك ، بينما القتلة صعد أحدهم فوق السيارة الربع نقل ليصور الحادث ، وآخر تولى منع المارة من الاقتراب ، واثنين فقط تولوا قتل الضباط ، والذين بالمناسبة كانوا يلبسون ملابس مدنية ، ويستقلون سيارة ركاب لا تثير أي شك أو تلفت الانتباه ، قبل أن يحدد سيرها بدقة المسلحون، و في هذا الوقت المتأخر من الليل"!
يقول مراقبون أن الداخلية أرادت باتهام داعش جلب مزيد من الاستعطاف، وصرف النظر عن جرائمها المستمرة ومسلسل الانتهاكات، مع التلميح لمسئولية جماعة الإخوان ، من أجل التغطية على أحكام الإعدام الصادرة بحق قياداتهم ، وعدد من الصحفيين في قضية التخابر صباح يوم السبت الماضي ، وهي الأحكام التي سلطت الضوء في العالم كله على جرائم النظام الانقلابي، وانهيار منظومة العدالة فيه، وقمعه للصحافة والصحفيين.
حلوان مع الشرعية
مدينة حلوان، منطقة صناعية مكتظة بالسكان، تشهد مظاهرات مؤيدة للشرعية ورافضة للانقلاب، غير أنها لم تشهد مثل هذه الهجمات من قبل، وبينما تتهم حكومة الانقلاب، جماعة الإخوان المسلمين بتدبير بعض هذه الهجمات، تنشط في سيناء تنظيمات مسلحة "غامضة" من بينها تنظيم "ولاية سيناء"، الذي يوصف بأنه فرع تنظيم داعش في مصر وتبنى تلك العملية، كما تبناها تنظيم مجهول يطلق على نفسه اسم "المقاومة الشعبية"!
يقول أحد المراقبين :"عربية مدنية جواها تسع ضباط وجنود ..تم رصدها وتتبعها على كورنيش النيل ..وضربها بأسلحة ثقيلة من عربية رافعة علم داعش في قلب حلوان مش سيناء على كلامهم ".
ويتابع ساخراً من رواية وائل الإبراشي :"تم تصفية كل من فيها ..تستنج من كده أن مرسي شاور بايده في المحكمة بيسلم على أهله واداهم الإشارة ..وبكده نرجع تاني للإرهاب ونقفل ملف الجزيرتين وفيلم نقابة الصحفيين"!
أفلام السيسي!
من جانبها قالت الصحفية "جانيت عبد العليم"، نقلا عن شهود عيان إن :"خلافات بين البدو والشرطة تقف وراء مذبحة حلوان التي راح ضحيتها 8 من رجال الشرطة ".
وأضافت "جانيت عبد العليم" عبر حسابها على "فيسبوك" :" العربية المستخدمة في الهجوم كان عليها جرينوف والخناقة بين عرب أبو ساعد بحلوان وضباط وأمناء قسم حلوان".
وتابعت: "ولا إرهاب ولا داعش، الداخلية قررت تستغل الحادث وتلم بيه تعاطف وتلم اللي كسرته ال 9000 حالة فردية الفترة اللي فاتت (في إشارة لتعدي الشرطة على مدنيين مؤخرًا)".
وأكملت "كل اللي حصل إن ضباط من القسم من يومين حطوا (أهانوهم) على ناس من عرب أبو ساعد، والنهاردة عرب أبو ساعد، حطوا (استهدفوا) ضباط القسم".
وبعد نجاح تسويق الجزء الأول من فيلم إشارات "مرسي" من داخل القفص ، والتي أدت كما قيل من قبل لاغتيال "هشام بركات" النائب العام ، ها هو الجزء الثاني من أفلام السيسي الرديئة ، يعود ثانية ؛ باتهام الرئيس محمد مرسي وقيادات الإخوان في حادث حلوان، من أجل التمهيد لأحكام أكثر قسوة بحقهم، ومزيد من القمع والتنكيل ومحاولة تأخير سقوط الانقلاب.