قال أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية الدكتور سيف عبد الفتاح: إن الخطاب الاستبدادي الأخير لقائد الانقلاب العسكري ما هو إلا صورة جديدة من احتكاره للحديث باسم الشعب الذي يعتقله في السجون ويقوم بتعذيبه ونهب ثرواته وبيع أراضيه، بعد انقلابه الفاجر مكتمل الأركان، موحيًا بأنه الدولة والدولة هو، حتى وهو يتنازل عن تيران وصنافير للسعودية. وتساءل عبد الفتاح- خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم السبت- لماذا يتلقى السيسي أموالاً من جراء تنازله، إلا أن يكون بيعًا في مساومةٍ على العرض والأرض؟، مؤكدًا أن الانتحار القومي هو ما يفعله بسياساته، وما يقوم به من قتل لبعض شعبه، ومطاردة كل من قاومه أو عارضه واعتقال الآلاف، وقد تعدوا الخمسين ألفًا، وأن من هدم تماسك شعبه وجماعته الوطنية، بخطاب الكراهية الذي دشنه، فانقسم الشعب إلى شيع يسلمها بخطاب الكراهية إلى حواف الحرب الأهلية.
وتابع عبد الفتاح: "يتحدّث عن الثقة بين الناس، وهو يوصلها إلى حال الاقتتال، ويزرع الفرقة بتصنيفاته المخبولة وغير المسؤولة. يمارس الكذب مع شعبه ويتحرّاه من كل طريق، فكيف يمكن أن يصنع الثقة، يعدّد عيوب شعبه، وهو المسؤول، ويتوهم مؤامرةً، ويكرّر كلامًا حول حروب الجيلين الرابع والخامس".
وأضاف: "يقول المنقلب للمصريين في النهاية: "من فضلكم عاملوني بالمثل"، وله نقول لو عاملناك بما عاملت شعبك لانتهى أمرك، "ما ينفعش"، إنها الثورة ترد على خطابك، إنه الأمل مشفوعًا بالعمل".