قالت تمارا ويتس، الزميل البارز ومدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز: إنه لأكثر من 30 عاما، كانت مصر عامل استقرار وشريكا موثوقا للولايات المتحدة في الأمن الإقليمي، لكن الثورة التي أطاحت بمبارك عجلت "الوداع الطويل" بين هذين الشريكين. وأضافت ويتس، في مقال نشره موقع معهد بروكينجز تحت عنوان "أمريكا لا تستطيع إنقاذ مصر من نفسها" أنه منذ فبراير 2012، شهدت مصر 3 حكومات مختلفة، وخسرت مكانتها كقائد سياسي وأمني في المنطقة، في حين انسحبت الولاياتالمتحدة من العراق، وبدأت في فعل الشيء نفسه في أفغانستان، وأدت هذه التحولات إلى علاقة أكثر بعدا بين الولاياتالمتحدة ومصر. وتابعت: منذ توليه الحكم في انقلاب عسكري في يوليو 2013، اتخذ السيسي قرارات تقوض الاستقرار الداخلي في مصر وأهداف السياسة الأمريكية الرئيسية في المنطقة. ورأت الكاتبة أن فشل السيسي في المضي قدما في الإصلاحات الاقتصادية أسقط البلاد في دوامة من تقلص الاحتياطيات النقدية، وهروب رأس المال وانخفاض قيمة العملة التي تهدد قدرة الحكومة على استيراد الغذاء والعلاج وتنفيذ مهام الحكومة الأساسية. وأوضحت أن حملة السيسي لمكافحة الإرهاب في سيناء فشلت في إطفاء نار التطرف العنيف الذي يهدد مصر وإسرائيل، ودفعت الانتهاكات العسكرية مجلس الشيوخ لطلب التحقيق. وأضافت أن الحكومة المصرية تواصل إلقاء العقبات في طريق التعاون بين الولاياتالمتحدة ومصر، إذ يرفض جيشها التعلم من التجربة الأمريكية في مكافحة التمرد، وقد رفضت قيادتها السماح ببرامج المساعدات الثنائية الأساسية، مثل تلك التي تدعم التعليم العالي. في الوقت نفسه، تواصل الحكومة المصرية تعزيز نظريات المؤامرة تجاه الولاياتالمتحدة من خلال وسائل الإعلام والمحاكمات الصورية، والآن للبرلمانيين المنتخبين حديثا. وذهبت الكاتبة للقول: حان الوقت لكي تراجع الولاياتالمتحدة استراتيجية نهجها في منطقة الشرق الأوسط الذي يركز على الاستقرار والحفاظ على الشركاء الموثوقين لتحقيق الأولويات الأمريكية. وختمت الكاتبة مقالها بالقول: مصر لم تعد مؤهلة لهذا النهج، والفوضى التي تلوح في أفقها تتطلب أن تتخذ الولاياتالمتحدة خطوات لحماية نفسها من الاعتماد على بلد لا يمكننا إنقاذه.