قالت تمارا ويتس، مدير مركز سياسة الشرق الأوسط في معهد بروكينجز، إنه لأكثر من 30 عاما، كانت مصر عامل استقرار وشريك موثوق للولايات المتحدة في الأمن الإقليمي، لكن الثورة التي أطاحت بمبارك عجلت "الوداع الطويل" بين هذين الشريكين. وأضافت ويتس، في مقال نشره موقع معهد بروكينجز، وترجمه "بوابة القاهرة"، إنه منذ فبراير 2012، شهدت مصر 3 حكومات مختلفة، وخسرت مكانتها كقائد سياسي وأمني في المنطقة، في حين انسحبت الولاياتالمتحدة من العراق، وبدأت في فعل الشيء نفسه في أفغانستان، وأدت هذه التحولات إلى علاقة أكثر بعدا بين الولاياتالمتحدة ومصر . وتابعت: اتخذ عبد الفتاح السيسي قرارات تقوض الاستقرار الداخلي في مصر وكذلك أهداف السياسة الأمريكية الرئيسية في المنطقة. ورأت الكاتبة أن "فشل" النظام المصري في المضي في الإصلاحات الاقتصادية أسقط البلاد في دوامة من تقلص الاحتياطيات النقدية، وهروب رأس المال وانخفاض قيمة العملة التي تهدد قدرة الحكومة على استيراد الغذاء والعلاج وتنفيذ مهام الحكومة الأساسية. وأوضحت أن حملة السيسي لمكافحة الإرهاب في سيناء فشلت في إطفاء نار التطرف العنيف الذي يهدد مصر وإسرائيل، ودفعت الانتهاكات العسكرية مجلس الشيوخ لطلب التحقيق. وأضافت: إن الحكومة المصرية تواصل إلقاء العقبات في طريق التعاون بين الولاياتالمتحدة ومصر، إذ يرفض جيشها التعلم من التجربة الأمريكية في مكافحة التمرد، وقد رفضت قيادتها السماح ببرامج المساعدات الثنائية الأساسية، مثل تلك التي تدعم التعليم العالي.. على حد قول الكاتبة. في الوقت نفسه، تواصل الحكومة المصرية تعزيز نظريات المؤامرة تجاه الولاياتالمتحدة من خلال وسائل الإعلام والمحاكمات الصورية، والآن للبرلمانيين المنتخبين حديثا. وذهبت الكاتبة للقول: حان الوقت لكي تراجع الولاياتالمتحدة إستراتيجية نهجها في منطقة الشرق الأوسط الذي يركز على الاستقرار والحفاظ على الشركاء الموثوقين لتحقيق الأولويات الأميركية. وختمت مقالها بالقول: مصر لم تعد مؤهلة لهذا النهج، والفوضى التي تلوح في أفقها تتطلب أن تتخذ الولاياتالمتحدة خطوات لحماية نفسها من الاعتماد على بلد لا يمكننا إنقاذه.