قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن الجنون في مصر تحت الانقلاب وصل إلى درجة أن قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي يجلس في صف واحد مع أمير قطر، يشهدان مناورات تعاون عسكري مشترك، ودولا أخرى، في اللحظة التي كان فيها قضاء عبد الفتاح السيسي يحاكم الرئيس محمد مرسي الذي انقلب عليه، بتهمة "التخابر مع قطر". وأضاف قنديل خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد" اليوم الجمعة، أن اللامبدئية والتناقض هي القاعدة الأساسية في علاقات نظام عبد الفتاح السيسي، لافتا إلى احتفال إعلام السيسي بالإنجاز التاريخي المتمثل في جلوس السيسي بجوار العاهل السعودي، وهي التي كانت، قبل أسابيع، تشن حملة على السعودية، لإظهار الولاء لروسيا، وإبداء الود لإيران وحزب الله. وأوضح أن أدق وصف لعبدالفتاح ونظامه ورد على ألسنة أعضاء البرلمان الأوروبي، أمس، وهم يناقشون ملف انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، بقولهم "مثير للاشمئزاز"، حين وجهوا رسالةً شديدة الوضوح والصرامة إلى حكومات الدول التابعة للاتحاد الأوروبي، مفادها بأن الحرب على الإرهاب التي يختبئ خلفها نظام السيسي، لا تنهض سبباً ومبرراً لغض النظر عن ما يجري في مصر من انتهاكاتٍ وتعذيب، أو تبيح التخلي عن القيم الأوروبية، مهما كانت قوة المصالح السياسية والتجارية. وقال قنديل إن ما جرى في جلسة البرلمانيين الأوروبيين، أمس، يقطع بأنهم باتوا يرون نظام السيسي نظاماً خارجاً على القانون، حين يطالبون بحماية كل الأوروبيين عند سفرهم إلى مصر، كي لا يتعرضوا لمصير ريجيني، ويشيرون إلى أن أكثر من 22 ألف شخص اعتقلوا في مصر باعتراف السلطات، فضلاً عن عشرات الآلاف الذين فُقدوا على يد السلطات الأمنية والمخابرات المصرية. وأكد أنه لم يحدث في تاريخ مصر، أن وُصِفٓ نظام حكم، أو رئيس، بمثل هذه العبارات التي تنطق بأن النظام الحاكم في مصر بات عارياً أمام ضمير العالم من أي قيمة أخلاقية، أو جدارة سياسية، ولا يبقى له إلا أن اعتبارات المصلحة الوقتية تدفع أنظمة أخرى، أوروبية ودولية، إلى التغاضي عن جرائمه وانتهاكاته، موضحا أن هذه الانتفاضة البرلمانية الأوروبية لم تكن لتحدث لولا أن إيطالياً مرموقاً سقط ضحية إجرام نظام السيسي. وطالب أوروبا أن تتوقف عن تصدير وسائل قمع الديمقراطية إلى القاهرة، كما أن على الرئيس الإيطالي ألا يقبل بمبررات السلطات المصرية بشأن مقتل ريجيني.