أكدت دار الافتاء المصرية أن تصريحات د. على جمعة مفتي الجمهورية لم تكن المحرك للأحداث التي جرت أمام السفارة الأمريكية في مصر وعدد من الدول العربية. وقالت الدار في بيان لها :"إنه في إطار قلب الحقائق وعدم وضوح الرؤية في الإعلام الغربي، حول الاحتجاجات التي قامت بها بعض الشعوب العربية، بعد عرض الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وآله وسلم، كتبت الدانماركية "جيت كلاوس" مقالا في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية استنكرت فيه الاحتجاجات التي اجتاحت العالم الإسلامي، معتبرة أن الدكتور علي جمعة- مفتي الجمهورية- هو المحرك لأعمال العنف التي وقعت؛ لكونه أول من أصدر بيانًا استنكر فيه الفيلم المسيء، في محاولة أخرى لتشويه صورة الإسلام والمسلمين بتصوير مرجعياتهم الدينية، أنها تدعو إلى العنف والتخريب" أضاف البيان أن "كلاوسن" ادعت في مقالها أن: "الفوضى التي اندلعت يوم الثلاثاء في بنغازي ونتج عنها مقتل كريستوفر ستيفينس، سفير الولاياتالمتحدة لدى ليبيا، قد تم نزع فتيلها يوم الأحد الماضي بعد إدانة علي جمعة- مفتي مصر- للفيلم الذي يعتبر أول من أدان الفيلم ووصفه بأنه "مسيء لجميع المسلمين"، مضيفة أنه "بناء على ما قاله جمعة، قامت الحكومة المصرية التي تقودها جماعة الإخوان المسلمين بالتوجه إلى صناع الفيلم وطلبوا اعتذارًا عامًّا وفرضوا عليهم الملاحقة الجنائية". وردًّا على مقال الكاتبة الدانماركية، قام الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، بإرسال رد على المقال الذي يتهم المرجعيات الدينية والمسلمين بأعمال العنف، إلى مجلة "فورين أفيرز" قال فيه: "إن السيدة "جيت كلاوسن" تلمِّح في كلامها إلى أن فضيلة الدكتور علي جمعة- مفتي جمهورية مصر العربية- هو المُحرِّك لأعمال العنف والشغب التي سادت منطقة الشرق الأوسط بما في ذلك مصر على مدار الأيام القليلة الماضية". وأشار نجم إلى أن مثل هذه الإهانات الوقِحة الموجهة لشخص النبي الكريم لا يمكن لأي مسلم أن يستهين بها، "ونحن لنا الحق في رفضها والاعتراض عليها بشكل سلميّ، حيث إن ذلك يمثل محاولة لاستفزاز المشاعر الراسخة لأكثر من بليون ونصف شخص في العالم كافة، ونحمد الله أننا كنا أول من أدان الفيلم ولفت انتباه ملايين المسلمين له". وأضاف أنه مما لا شك فيه أن مصر تواجه تحديات كبيرة في الفترة الانتقالية الحالية، لكن وصف كلوسن للمشهد الديني في مصر يعكس سوء فهم واضح لكل من السياسة المصرية والوضع العالمي، كما أن د. علي جمعة قد وقف رافضًا كافة أشكال العنف وقد عبر مرارا وتكرارا عن إدانته للمجهودات المبذولة لتعكير صفو وسلامة طبيعة المجتمع المصري، ليس ذلك فحسب، بل إن فضيلته له سِجل مشهود من العمل مع شخصيات من مختلف الأديان لأجل تعزيز الاحترام والتفاهم. ورداً على اتهام الكاتبة لفضيلة المفتي بحث المتظاهرين على العنف، قال نجم: "إن الدكتور علي جمعة كان في طليعة من نادى بخلق الحوار بين الإسلام والغرب سعيا منه إلى تهدئة الأوضاع والدعوة إلى ندوات للمشاركة في عرض وتبادل الآراء والاهتمامات التي تتسم بالاحترام المتبادل. وجدير بالذكر أن فضيلة المفتي في الفترة الأخيرة قد أدان أعمال العنف في ليبيا ضد السفارات الأجنبية". وأكد مستشار المفتي في مقاله ردا على جيت كلاوسن، على أن مثل هذه النوعية من الأفلام المشينة تحديدا هي التي تساهم في تصعيد التوترات وتأجج نيران الحماسة الدينية والطائفية، "ومما يزيد الطين بِلة، الانغماس في كلام لا أساس له محاولين توجيه الأصابع إلى شخصيات قد أفنوا أعمارهم في العمل على تحقيق حوار بين الأديان والحضارات، فبدلاً من كل ذلك، من الأفضل أن نوجه الطاقات إلى تعزيز تلك الشخصيات والمؤسسات التي شغلها الشاغل هو خلق عالم أفضل يسع الجميع. هذا هو التعاون الذي ننشده، كما أننا في أمس الحاجة إليه لنواجه الأزمات التي تزداد تفاقما في الأيام الراهنة". واختتمت د. نجم بيانه بأن مثل هذه المقالات التي كتبتها الكاتبة الدانماركية تؤجج نار الفتنة بين الشعوب، والتي نسعى جميعا لإخمادها، ومد جسور التواصل مع أجل التعرف على الآخر، وإزالة الشبهات، والعيش بسلام دون ضغائن على الأرض.