أوصى مركز أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي فى تقديره السنوى، القيادة الإسرائيلية بضرورة استمرار وتعزيز العلاقات مع عبد الفتاح السيسي قائد الانقلاب في مِصْر؛ لدعم التوجهات الإقليمية الرامية لتحقيق مصالح الكيان الصهيوني. كما أوصى كذلك بتدعيم العلاقات الإستراتيجية مع الدول العربية التى تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، وهى مِصْر والأردن إلى جانب ما سماها الدول العربية البراجماتية كالسعودية، من أجل مواجهة التحالف الشيعى الذى تقوده إيران، ومواجهة تنظيم «داعش». ويشدد التقدير على ضرورة استغلال التعاون الأمنى بين إسرائيل وكل من مِصْر والأردن فى تعزيز التوجهات الإقليمية، وقال إن مِصْر والأردن يعارضان التيارين الرئيسيين المعاديين لإسرائيل فى الشرق الأوسط وهما المحور الإيرانى الشيعى، والسلفية الجهادية. ويفجر التقرير مفاجأة بالكشف عن ضرورة التوصل إلى مزيد من التفاهمات مع مِصْر تتعلق بإعادة إعمار غزة، ومحاولة التأثير على سياسة عبد الفتاح السيسى التى يؤكد التقرير أنها رافضة لإيجاد حل لأزمة قطاع غزة. وتوقع التقرير احتمال تفكك الأنظمة القائمة فى الشرق الأوسط، وتحول الدول إلى كيانات أصغر عرقية أو دينية، ولذلك يطالب بضرورة قيام «إسرائيل» بعلاقات سرية أو علنية مع المجموعات الإثنية والأقليات غير المعادية لإسرائيل، والتى يمكن أن تلعب دورًا مستقبليا فى استقرار الشرق الأوسط، حسب التقرير. وأصدر المركز التابع لجامعة تل أبيب أبيب تقديره السنوى لعام 2015-2016 على موقعه الإلكتروني أمس، وأعده نخبة من الباحثين الإستراتيجيين بإشراف الجنرال المتقاعد عاموس يادلين المدير السابق لجهاز الاستخبارات العسكرية» أمان» والرئيس الحالى للمركز. وقال التقدير إن إسرائيل تملك القدرة على المناورة واستغلال الفرص لتحسين وضعها السياسي والأمني والإستراتيجي بسبب التطورات المثيرة التى حدثت فى منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة. وأضاف التقدير بحسب صحيفة الشروق، أن أبرز هذه التطورات هى المهلة الممنوحة لإيران بشأن طموحها النووى، وتهديد تنظيم «داعش»، ما يفتح المجال أمام تحالفات محتملة مع العناصر البراجماتية فى العالم العربى، ويمكن إسرائيل من بلورة إستراتجية شاملة وفعالة. وأبرز ملامح الإستراتيجية الجديدة التى دعا إليها التقدير، إظهار مزيد من المرونة والاعتدال فى القضية الفلسطينية لصالح تقوية العلاقات مع الدول العربية السنية البراجماتية، وإقامة تعاون أمنى وتكنولوجى وزراعي وفى مجال الطاقة والبنية التحتية والمياه مع تلك الدول، وإصلاح وتعزيز العلاقات مع أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية مما يمكن إسرائيل من الاستعداد لمواجهة إيران التى قد تتمكن من الحصول على قدرات عسكرية نووية على المدى البعيد. التقارب مع روسيا بشأن سوريا وحث التقدير صانعي القرار في إسرائيل على تعزيز الحوار الإستراتيجي الذي تجريه مع روسيا فى الشأن السوري، وأن تطلب إسرائيل من روسيا ألا تسمح بفتح جبهة جديدة بقيادة إيران ضد إسرائيل، وخاصة على جبهة الجولان وفى جنوبسوريا. ولفت إلى أن إسرائيل يمكنها أن تستغل الفرصة الكامنة في التدخل الروسي فى الأراضي السورية فى كبح ميليشيات حزب الله اللبناني عن القيام بعمل ضد إسرائيل، كما أن إسرائيل يمكنها أن تبلور قواعد جديدة تقبلها روسيا من أجل التمهيد لتسوية مستقبلية فى سوريا. وبحسب التقدير، فإن إضعاف نظام الرئيس السورى بشار الأسد وإسقاطه هو السبيل الوحيد لإلحاق الضرر بإيران وحليفها حزب الله، وأن على إسرائيل أن تجد طريقا لدعم الحلول التى تؤدى فى النهاية إلى عدم سيطرة الأسد على سوريا، وفى الوقت نفسه عدم تقوية الفصائل السنية المتطرفة وعلى رأسها داعش. أسباب بلورة إستراتيجية إسرائيلية ورسم التقدير 12 تطورا أمنيا وسياسيا حدث فى عام 2015 تؤثر على الأمن القومي الإسرائيلي وتستوجب بلورة إستراتيجية إسرائيلية عن السياسة الخارجية والأمنية للسنوات الخمسة القادمة. وأبرز تلك التطورات، كما يقول التقدير ضعف الدول العربية التى وصلت إلى حد انهيار عدد من الدول الرئيسة كسوريا والعراق وليبيا واليمن، وظهور تنظيم داعش كأحد اللاعبين الرئيسيين فى تشكيل الأحداث فى المنطقة، وعودة الدول الكبرى للعمل العسكرى فى الشرق الأوسط. هبوط أسعار النفط ورأى التقدير أن التغييرات التى حدثت فى سوق النفط تعد تطورا إيجابيا لصالح إسرائيل، حيث إن انخفاض أسعار النفط يضعف من قوة أعداء إسرائيل، وعلى رأسهم إيران وقدرتها على تمويل الإرهاب، كما أن سلاح النفط العربي لا يمكن أن يُفَعَّلَ ضد إسرائيل وحلفائها الغربيين. وفى المقابل، فإن استخراج الغاز الإسرائيلي من البحر المتوسط سيساهم فى تقوية وضع إسرائيل الإستراتيجي واستقلالها فى مجال الطاقة. شبكات التواصل الاجتماعي واعتبر التقدير أن شبكات التواصل الاجتماعي أصبحت أكبر قوة اجتماعية فى منطقة الشرق الأوسط، وصارت النخب الحاكمة والأمنية عاجزة عن مراقبتها والتحكم فى مضامينها، ولذلك حث التقدير على متابعة هذه الشبكات لأنها تعبر عن رغبات وآمال غالبية السكان فى المنطقة، وقادرة على تحريك الناس. أبرز ملامح الإستراتيجية وخلص التقدير الإستراتيجي إلى أنه على القيادة السياسية والعسكرية في إسرائيل صياغة إستراتيجية للسنوات الخمس القادمة تقوم أولا على الاستعداد لمواجهة التحدى النووي الإيراني، وأن تجهز برنامجا لمواجهة احتمالات خرق إيران للاتفاق النووى، وأن تسعى إلى عقد اتفاقيات مع الولاياتالمتحدة والتنسيق معها على رد الفعل المشترك لمواجهة إيران، وفى الوقت نفسه مراقبة الإصلاحات الداخلية فى إيران، ومدى وجود إشارات على تغييرات إيجابية فى القيادة من عدمه.