أكدت مصادر سياسية مطلعة على كواليس المفاوضات بين مِصْر وإثيوبيا والسودان بشأن سد النهضة الإثيوبي، أنّ المفاوضات وصلت إلى طريق مسدود في ظل رفض أديس أبابا الحلول المطروحة كافة من القاهرة لمعالجة أزمة السد. ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن المصادر قولها، اليوم الثلاثاء، أنّ المفاوض المصري يضغط، في الوقت الراهن، من أجل تحقيق هدف وحيد بعد استنفاد كافة فرص تصحيح مسار بناء السد، وهو إلزام أديس أبابا بنص يضمن مشاركة القاهرة في إدارة السد عقب تشغيله، وهو ما يسعى المفاوض المصري للوصول إليه من خلال تقديم مقترح زيادة فتحات مرور المياه من السد إلى أربع بدلاً من اثنتين. ووفقًا للمصادر، فإنّ أحد الدبلوماسيين المصريين الذين شاركوا في المفاوضات أكد هذا التوجه، لافتًا إلى أن "اتفاق المبادئ الذي وقّع عليه قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، إلى جانب الرئيس السوداني عمر البشير، ورئيس الوزراء الإثيوبي هايلي ديسالين، في 23 مارس من العام الماضي، أضاع حقوق مِصْر التاريخية، وأعطى إثيوبيا امتيازات لم تكن تحلم بها"، حسب تعبير المصادر. وتلفت المصادر إلى أنّ "ما يصعب موقف المفاوض المصري أن الموقف السوداني ليس على ما يرام"، موضحة أنّ "مكاسب السودان الاقتصادية من الأزمة الراهنة أكبر مع إثيوبيا وليست مع مصر"، موضحةً أن الخرطوم تتوقع أن "تستفيد بشكل كبير من الكهرباء المولدة من السد". ويضاف إلى ذلك التوتر الملحوظ في العلاقات السياسية بين مصر والسودان. وهو ما عبّر عنه وزير الخارجية السوداني إبراهيم غندور، في لقاء مغلق بمنزل السفير السوداني في القاهرة، عبد المحمود عبدالحليم، مع عدد من السياسيين المصريين، بالتزامن مع تواجده في القاهرة لإجراء مباحثات مع المسئولين المصريين في القاهرة. وأكد مصدر أنه "بدا واضحًا حجم التوتر في العلاقات مع السودان عندما قال غندور: إن مِصْر تصرّ على التعامل مع السودان من منظور أمني فقط". وينقل المصدر نفسه عن وزير الخارجية السوداني قوله "حتى المسئولون الأمنيون لا يجيدون التعامل معنا، فمنذ فترة ليست بالكبيرة تحدث إليّ مسئول أمني مصري رفيع المستوى في جهاز الاستخبارات، وطلب منا تسليم شخص ادعوا أنه يقوم بنقل أسلحة من السودان إلى داخل الأراضي المِصْرية، وأن هذه معلومات موثقة لدى جهاز الأمن المِصْري". ووفقًا للمصدر، فإن غندور -الذي تجنب تحديد اسم القيادي الأمني المِصْري الذي تحدث إليه- أشار إلى أنه "بعد قيامنا بالتحريات الدقيقة عن الشخصية التي طالبونا بمساعدتهم على تسليمه، اتضح لنا أنه داعية سعودي أتى إلى السودان بدعوة من جامعة الخرطوم لإلقاء محاضرة رسمية، ولم يثبت عليه أي من الاتهامات التي أبلغتنا بها الجهات المصرية". وتشير المصادر إلى أن غندور -أكد خلال اللقاء- أنّ "بلاده هي صاحبة الحق في منطقة حلايب وشلاتين المتنازع عليها بين البلدين"، قائلاً: إنّ "مصر استولت عليها منذ 58 عاماً".