لاقت مبادرة "الحرية والعدالة" لتجميع ودائع المصريين بالخارج فى شكل وديعة أطلقت عليها اسم "وديعة الكرامة" ترحيبا واسعا من خبراء المال والأعمال، مع دعوتهم لضرورة توضيح آليات عمل المبادرة لضمان نجاحها، حيث أكد خبراء مصرفيون أن مشروع المبادرة بحاجة إلى فتح قنوات اتصال خارجى مع المصريين الموجودين بالدول الخارجية، وتنظيم وفود وزيارات للمراكز والتجمعات التى يوجد بها هؤلاء المصريون بكثافة لإقناعهم بالإيداع ضمن المبادرة وتقديم شرح واف عن الوضع الاقتصادى للبلاد والفوائد الكثيرة التى ستعود على البلاد جراء مشاركتهم فى هذه المبادرات. وأوضح الخبراء أن من ضمانات النجاح للمبادرة وضع وعاء ادخارى أو وديعة ذات عائد يرتبط بأعلى سعر للفائدة ويتسم بالمرونة، بحيث يحصل العميل على أعلى سعر فائدة على ودائعه أو شهاداته التى تتغير فائدتها وفقا للسوق مع مرور الوقت. وأبدى مصرفيون تفاؤلهم بنجاح المبادرة خاصة مع تغير الظروف السياسية والاقتصادية للبلاد بعكس المبادرات السابقة التى أطلقت فى فترة سابقة وفى ظروف مضطربة، مع الأخذ فى الاعتبار ضرورة التركيز على طرق تسويقية جديدة لضمان نجاح المبادرة ووضع حساب خاص فى البنك المركزى للبدء فى تلقى الإيداعات من المصريين بالخارج ضمن المبادرة، مشيرين إلى أن المبادرة تعد أيسر طريق للخروج من المأزق الاقتصادى الحالى الذى دفعنا إلى البحث عن بدائل الاقتراض الخارجى نتيجة أزمة عجز الموازنة. وأكدوا أن البنوك العامة من خلال شبكة فروعها المنتشرة خارجيا ومكاتبها بمقدورها جذب ودائع المصريين بالخارج عبر حملات توعية فى هذه الفروع مع تقديم إعفاءات تتناسب مع طبيعة المبادرة لتيسير جذب هذه الودائع وتحقيق الهدف المنشود منها وهو الابتعاد قدر الإمكان عن اللجوء للاقتراض الخارجى. فى هذا السياق طالب سعيد زكى -الخبير المصرفى- بضرورة فتح قنوات اتصال مع المصريين بالخارج للترويج والتسويق للمبادرة بشكل أوسع وتقديم شرح واف عن الوضع الاقتصادى للبلاد وظروف الوضع الذى تم إطلاق المبادرة من أجله، مضيفا أنه ينبغى ربط الوديعة بأعلى سعر للفائدة بحيث يحصل العميل على أعلى سعر فائدة على ودائعه أو شهاداته التى تتغير فائدتها وفقا للسوق مع مرور الوقت. وأبدى زكى تفاؤله بنجاح المبادرة، خاصة أن ظروف الإعلان عن إطلاقها تأتى فى ظل استقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية للبلاد بعكس التجارب السابقة التى تم إطلاقها فى ظروف أكثر صعوبة. من جانبه دعا أحمد الشامى -الخبير المصرفى- إلى الإعلان عن حساب خاص بالبنك المركزى لتلقى إيداعات العاملين بالخارج ضمن مبادرة "وديعة الكرامة" لتجميع 1000 دولار من كل مواطن بالخارج دون اللجوء إلى الاقتراض الخارجى؛ لأنها خطوة مهمة للاستفادة من تحويلات المصريين بالخارج فى دعم الاحتياطى النقدى من العملات الأجنبية الذى يعانى من الاضطراب بسبب عجز الميزان التجارى، وتراجع إيرادات العديد من النشاطات الأساسية مثل السياحة. وقال الشامى: إن المصريين بالخارج بدءوا بالفعل استشعار أهمية التواصل مع بلدهم، ولمسنا ارتفاع الحس الوطنى لديهم من خلال زيادة تحويلاتهم للبلاد، خاصة أن آخر تقرير للبنك المركزى رصد ارتفاع تحويلات المصريين العاملين بالخارج لتبلغ نحو 17.8 مليار دولار، مقابل 12.4 مليار دولار خلال العام المالى السابق. وأضاف أن تحويلات المصريين العاملين بالخارج تعد من أهم الموارد الأكثر إفادة للمصريين من بين موارد النقد الأجنبى؛ حيث إن موارد النقد الأجنبى تحتاج إلى تكلفة للحصول عليها، بينما تحويلات المصريين العاملين بالخارج لا تكلف الاقتصاد المحلى شيئا. واعتبر الخبير المصرفى أن زيادة هذه التحويلات سيكون لها تأثير إيجابى على قيمة الجنيه المصرى خلال الفترة المقبلة بعد توفر سيولة أجنبية بسعر مناسب للجنيه المصرى، مشيرا إلى أن تحويلات المصريين فى الخارج تعتبر من أهم مصادر تدفق العملات الأجنبية ومثل هذه المبادرات ستصب فى الاحتياطى النقدى والاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة. وأضاف أن زيادة حجم الإيرادات من العملات الأجنبية من خلال العاملين بالخارج سيساهم فى خفض عجز الموازنة العامة للدولة وجذب الاستثمارات لإنشاء مشروعات جديدة، وتوفير فرص عمل للقضاء على البطالة، مشيرا إلى ضرورة إطلاق منتجات تجزئة مصرفية وأوعية ادخارية بمختلف العملات الأجنبية لا الدولار فقط، والابتعاد قدر الإمكان عن عملات منطقة اليورو التى تعانى اضطرابات اقتصادية مع منحها مميزات لجذب الودائع والإعفاء الضريبى مع تفادى المنتجات التى تم إطلاقها مؤخرا.