قال الكاتب الصحفي وائل قنديل: إن كلمة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الأخيرة، لا تعني سوى رسالة بأن "املأوا زنازيني بأولادكم وبناتكم، وجوعوا، وقاطعوا الأكل حتى أبني لكم وطنا"، موضحًا أنه ليست هذه المرة الأولى التي يطالب فيها السيسي المصريين بالجوع، كي يستمر هو في السلطة، منتحلاً شخصية الحكام، ومتقمصًا دور بناة الأوطان. ونوه إلى أن السيسي -خلال مقاله بصحيفة "العربي الجديد"، اليوم الجمعة- أن قائد الانقلاب لا يترك مناسبةً إلا ويقايض فيها المصريين على حياتهم، موضحا أنه في البداية، كان يسرق منهم الحرية والديمقراطية، مقابل أن يأكلوا ويشربوا، ثم تطور الأمر، حتى وصلنا إلى مرحلة بات معها يساومهم على التخلي عن مطلب الغذاء مقابل أن يبقوا على قيد الحياة، مطلقًا شعار "نجوع كي لا نهدم الدولة"، وهي بالطبع النظام الذي حكم به. وأضاف قنديل أن السيسي تفوق -أمس الخميس، في مطار شرم الشيخ- على نفسه، محطما أرقامه السابقة في الفكاهة السياسية، وهو يرد على سؤال مراسلة تلفزيونية، حين جدد مطلبه من المصريين بالامتناع عن الطعام، كي يبني لهم مصر، في الوقت الذي نجد أن عملية البناء الوحيدة المنتظمة هي بناء السجون الجديدة، وتوسعة الزنازين القديمة، فيما كل شيء ينهار. وقال إنه كان من الممكن اعتبار طلب السيسي من المصريين أن يجوعوا، تعبيرًا عن نزعة وطنية حقيقية، لو أنه امتلك الشجاعة، وصارحهم بمصير 47 مليارًا من الدولارات، حصل عليها من ممولي انقلابه، متسائلا: "لماذا لم يظهر أثرها على حياة شعبه الموعود "بوطن قد الدنيا"؟ وماذا فعل بالمساعدات والمنح سوى أنه صنع وطناً محترقاً، ودمّر وشائج مجتمع، وأدخل الجميع في أتون حروب إبادة وإقصاء، وزرع مساحات هائلة من الكراهية، وجرّ جيش مصر إلى حروب شريرة على مصريين وعرب؟ ماذا فعل منذ استولى على الحكم سوى تربية الإرهاب وتسمينه، وتحويل البلاد إلى ساحة للانفجارات، بفعل سياسات خرقاء، تهين العسكرية المصرية، بالقدر نفسه الذي تحتقر به حق الشعب في الحياة. كان من الممكن أن يقبل المصريون بالجوع والفقر". واختتم قنديل مقاله بأن السيسي يلجأ إلى سلاحه الأثير، وربما الوحيد، وهو حقن الجماهير بمخدر الوهم، متصورًا أنه مع تكثيف الجرعات، تحدث حالة من الإدمان، غير أنه بمضي الوقت، اكتشف أن مفعول الجرعات الاعتيادية لا يصمد أمام الانهيارات المدوية، فقرر استدعاء مخدر "الوهم النووي"، معلنا بدء معركة امتلاك المحطات النووية، بعد سويعات من دعوة "الجوع من أجل البناء"، منتحلا شخصية قائد باكستان، ذو الفقار علي بوتو، صاحب الصيحة الشهيرة "نجوع أو نأكل العشب حتى نمتلك السلاح النووي".. لكن، شتان بين قائد أمة حقيقي وجنرالكم السعيد الذي يطالبكم بالجوع، حتى يبني لكم سجونًا ومعتقلات ويعادي أشقاءكم، ويتحالف مع عدوكم الصهيوني.