منذ فتحت عيني على هذه الدنيا فى طفولتي كان أول صوت اسمعه في التلفزيون هو صوتك أيها القائد بطل الحرب والسلام ومازلت حتى الآن مبهورا بانتصارات مصر التي قدتها أنت بكل اقتدار ورغم كل ما قيل عنك من سلبيات وما وقعت فيه من أخطاء إلا انك تظل رمزا شامخا لتلك الأمة يجدر بنا ان نعلم أبناؤنا كما قلت قصة الكفاح ومشاقه . أعيد الاستماع مرات ومرات لكلماتك بعد النصر:
"ربما جاء يوم نجلس فيه معاً لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكر وندرس ، ونعلم أولادنا وأحفادنا جيلاً بعد جيل، قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله. نعم سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروى ماذا فعل كل منا في موقعه ... وكيف حمل كل منا أمانته وأدى دوره، كيف خرج ...الأبطال من هذا الشعب وهذه الأمة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أمتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء " .
لقد تعلم أجيال منك انك صبرت ووفيت وحارت وانتصرت لم تكن من الغيورين على تحقيق ذاتهم فقط بل كنت من الغيورين على انتصار الذات وانتصار الوطن واسترداد الأرض والكرامة .
ونعيش الآن مع أيامك الخالدة وما لازلت لا انسي يوم ان كان يحكى لى أبي وقع يوم إعلان العبور وإلقاء البيان رقم واحد للقوات المسلحة المصرية والفرحة التى انطلقت تعم أرجاء الوطن بالعبور وملحمته التى رسمت فى جنبات وفى جبين الوطن آثار النصر الخالدة المحفورة فى طيات سجل التاريخ .
أتذكر لك ايها الزعيم الراحل نصوصا فريدة من خطابك فى الكنيست يوم أن ذهبت إلى أعدائك في عقر دارهم غير خائف بل بثقة القائد المنتصر لكي تبلغ رسالة السلام إلى كل العالم.
"الحق أقول لكم, إن السلام لن يكون اسمًا على مسمّى, ما لم يكن قائمًا على العدالة, وليس على احتلال أرض الغير. ولا يَسُوغ أن تطلبوا لأنفسكم ما تنكرونه على غيركم ، وبكل صراحة, وبالروح التي حدت بي على القُدوم إليكم اليوم, فإني أقول لكم, إنَّ عليكم أن تتخلّوا, نهائيًا, عن أحلام الغزو, وأن تتخلّوا, أيضًا, عن الاعتقاد بأن القوة هي خير وسيلة للتعامل مع العرب."
وكلماته التى لازالت محفورة فى وجدان كل انسان
"يا أيتها الأم الثكلى, ويا أيتها الزوجة المترملة, ويا أيها الابن الذي فقد الأخ والأب, يا كل ضحايا الحروب, إملأوا الأرض والفضاء بتراتيل السلام ،، - إملأوا الصدور والقلوب بآمال السلام. - إجعلوا الأنشودة حقيقة تعيش وتثمر. - إجعلوا الأمل دستور عمل ونضال. وإرادة الشعوب هو من إرادة الله."
رحمك الله ايها القائد البطل انت وكل ابطال اكتوبر العظماء الذين لم يخونوا وطنهم وشعبهم وحاربوا من اجل النصر , ورفعة راية الامة خفاقة .. رحمك الله وغفر لك .