حذر د. مغاوري شحاتة - الخبير الدولي في دراسات المياه- من تسارع الجانب الإثيوبي في بناء سد النهضة متجاهلة المفاوضات الجارية في الوقت الحالي، مشددا على أن تعنت أديس أبابا يكشف عن سوء نية واضح تجاه حقوق مصر التاريخية في مياه النيل. وأوضح شحاتة، أن سد النهضة سيكون له تأثيرات سلبية جسيمة على مصر خاصة إذا تم اكتمال بنائه بالمواصفات الإثيوبية المعلن عنها بسعة تخزين تبلغ 74 مليار متر مكعب سنويا، معربا عن قلقه من عدم استشعار المسؤولين بحجم التحديات التي تواجه مصر في قضية سد النهضة. وأضاف- في مداخلة هاتفية مع برنامج "كلام جرايد" على فضائية "العاصمة"- أن هناك تعنت واضح من الجانب الإثيوبي في المفاوضات المشتركة مع مصر والسودان، في ظل الإصرار على رفض أي مقترح مصري في المفاوضات، في حين إنها تسابق الزمن لإكمال إنشاء السد مستغلة الظروف والأحداث السياسية التي تمر بها مصر. وتابع: "المفاوضات الحالية تسعي للتوافق بين المكتب الفرنسي والهولندي من أجل الوصول إلى حجم الضرر الناجم عن بناء السد، إلا أنه وبعد مرور 5 أشهر لم يتم التقرير الفني، قبل أن تتفاقم الأزمة بتهديد الشركات بالانسحاب متذرعة بعدم توافر المعلومات اللازمة، وهو الموقف الذي قد يكون مدفوعًا من قبل قوى وضغوط خارجية". وأشار شحاتة إلى أن تلاعب الجانب الأثيوبي بنظيره المصري واضح؛ حيث إن المحصلة أن السد يرتفع بمعدل أكبر من معدل سير المفاوضات، ما يعني أن إثيوبيا تسعى لفرض أمر واقع على مصر، مستنكرا أن يتم التفاوض على السد في الوقت الذي يتواصل فيه البناء على نحو متسارع بما يعكس إصرار على إضرار مصر مائيًا وغذائيًا ووضعها في حالة فقر غذائي. وفى الوقت الذي شن إعلام العسكر حملات شعواء على الرئيس الشرعي محمد مرسي على خلفية بناء السد في عهده، كشف الخبير المائي أن إثيوبيا تسير بخطى واثقة في الانتهاء من بناء السد وفقا للجدول الزمني منذ بدأت أعمال التشييد في أبريل 2011، أي قبل وصول مرسي بنحو 13 شهرًا. وأعرب شحاتة عن استياءه من موقف الجانب السوداني الذي وصفه بأنه بين بين، في ظل إصرار الخرطوم على أن مصر تستحق أن توضع في هذا الموقف الحرج في ظل محاولات إيقاظ عداوات قديمة، فضلاً عن توجه المسئولين أن السد سيعود بالنفع على السودان فى ظل تقاربها مع إثيوبيا على حساب العلاقات مع مصر. وكان وفد السيسي قد فشل في التوصل لاتفاق محدد مع نظيريه السودان وإثيوبيا، لحل الخلافات والنقاط العالقة، حول تنفيذ دراسات تأثير سد النهضة على الأمن المائي المصري، خلال المباحثات التي امتدت حتى العاشرة من مساء أمس. وانسحب رئيس اللجنة الفنية السودانية سيف عبدالفتاح، قبل نهاية الاجتماعات ب3 ساعات لارتباطه بموعد للسفر، رافضا الإدلاء بأي تصريحات صحفية، في الوقت الذي أكد فيه مصدر دبلوماسي أن الاجتماع تعذر عن الوصول لأي نتائج عن كيفية الدراسات بعد رفض القاهرة استمرار العمل من خلال المكتب الفرنسي منفردًا. وأوضح أحد أعضاء الوفد المصري أنه من المرجح الاتفاق على موعد آخر للاجتماعات فى الخرطوم، مضيفا أنه لا تزال هناك مناقشات للاتفاق على الموعد. حسام مغازي وزير الري في حكومة العسكر، اعتبر –رغم فشل المفاوضات- أن نتائج محادثات سد النهضة التي بدأت في القاهرة صباح أمس الأول، "مرضية"، فيما قالت مصادر مصرية مطلعة على الاجتماعات، إنه لا يوجد اتفاق واضح، وكل ما تم خلال اجتماعات اليوم الأول كان مجرد عرض لمطالب ووجهات نظر كل دولة، ولكن لم تلق هذه العروض توافقا بين أي من ممثلي الدول الثلاث.