بدأت عصر أمس اجتماعات وزراء مياه دول حوض النيل الشرقي مصر والسودان واثيوبيا بالعاصمة السودانية الخرطوم,بمشاركة الوفود الرسمية والخبراء الوطنيين من الدول الثلاث. وذلك وسط أجواء اتسمت بالتشدد وتباين الآراء, وتمسك كل طرف بموقفه, ظهرت بوضوح خلال اجتماعات الخبراء الفنيين بكل من مصر والسودان وأثيوبيابالخرطوم والمعنيين بمباحثات الخروج من أزمة سد النهضة الاثيوبي انتهت في ساعة مبكرة من صباح أمس دون الوصول الي اتفاق شامل ونهائي حول النقاط الخلافية القائمة, والتي تم إجراء مناقشتها خلال الاجتماع السابق بالخرطوم و سط انتظار إعلامي لإعلان الوزراء للتوصيات والنتائج النهائية لاجتماعات الخرطوم التي لم تعلن حتي مثول الجريدة للطبع. وقال مصدر سوداني مطلع إن هناك مساعي سودانية حثيثة لدفع مصر واثيوبيا علي اعتماد عدد من البنود حول النقاط العالقة في محاولة منها للتقريب بين الطرفين, وخاصة في ظل وجود لعدد من البنود التي تحظي بتوافق نسبي, ومن المحتمل أن يتم تأجيل مناقشة بعض النقاط الخلافية الأخري في موعد أو اجتماع لاحق. وكان الدكتور محمد عبد المطلب وزير الري المصري قد عقد علي هامش اجتماع وزراء مياه دول الحوض الشرقياجتماعا مع نظيره السوداني ظهر امس عقب أداء وزير الموارد المائية والكهرباءالسوداني معتز موسي, اليمين الدستورية أمام الرئيس السوداني عمر البشير أمس بالقصر الجمهوري.. كما عقد صباح أمس اجتماعا مغلقا مع وفد الخبراء الفنيين المصري المشارك في الاجتماعات, لمناقشة ما تم التوصل إليه في اجتماعات أمس والتعرف علي نتائج اجتماعاتهم والتأكيد علي المطالب المصرية الخاصة بتنفيذ توصيات اللجنة الثلاثية لسد النهضة الإثيوبي. ومن ناحية أخري, أكدت مصادر رسمية مشاركة في اجتماعات دول النيل الشرقي التي انتهت صباح أمس أن وفد الخبراء الفنيين لم يتوصل حتي الآن إلي اتفاق نهائي حول النقاط الخلافية مع إثيوبيا, بشأن تشكيل لجنة من الاستشاريين لبحث تنفيذ توصيات اللجنة الثلاثية لسد النهضة, ودراسة بعض الجوانب الفنية, وهو المطلب الذي تصر عليه مصر. وتوقعت المصادر أنه في حالة استمرار الخلافات بين الخبراء حول تشكيل اللجنة ودورها في التعامل مع الموضوعات, فسيتم رفع البنود الخلافية من وزراء المياه بالدول الثلاث الي رؤساء الدول. فيما أكدت مصادر سودانية مشاركة في الاجتماعات رفضت ذكر اسمها وجود هوة كبيرة وتباين في الرؤي والاجراءات واليات الخاصة بتنفيذ توصيات لجنة تقييم سد النهضة الاثيوبي بين الخبراء الفنيين المصريين والاثيوبيين المشاركين بالاجتماع التحضيري لاجتماع وزراء مياه الدول الثلاث: مصر والسودان واثيوبيا. وكشفت المصادر ان السودان تلعب دورا كبيرا ومهما من خلال وزيرها الجديد للموارد المائيةوالكهرباء معتز موسي الذي استمر في رئاسة الوفد السوداني خلال الاجتماع الفني المغلق بالرغم من عدم عقد هذه الاجتماعات علي مستوي الوزراء في محاولة منها لتقريب الآراء ووجهات النظر, سعيا للتوصل لحلول الا ان اجواء المفاوضات بين الجانبين المصري والاثيوبي استمرت حتي الساعات الأولي من صباح أمس دون التوصل لأي جديد أو اتفاق علي معظم النقاط العالقة من اجتماع الخرطوم الماضي واستمر التشدد وتمسك كل طرف بمواقفه.. وكشف المصدر السوداني ان معظم البنود التي تم طرحها من الجانب المصري اعترض عليها الجانب الاثيوبي, وكذلك الحال اعترض الجانب الاثيوبي علي معظم مقترحات الجانب المصري.. قائلا: كله معلق ولم يتم الاتفاق علي أي شيء بين الجانبين المصري والاثيوبي بالرغم من محاولات السودان للتقريب. وأضاف أن الجانب المصري مازال لديه مخاوف لتعرض المفاوضات لعدم الوصول لأي اتفاق في الوقت ذاته تري اثيوبيا انه لا تراجع عن قرار الاستمرار في بناء السد باعتباره مشروعا قوميا, وأن توقفه يتعارض مع السيادة الوطنية. وأكد المصدر أن المطالب المصرية تتلخص في ضرورة وجود تطمينات من الجانب الاثيوبي بعدم الإضرار و الوصول الي اقل ضرر ممكن علي مصر.