ذكرت صحيفة" نيويورك تايمز" الأمريكية فىافتتاحيتها اليوم الثلاثاء أن العراق لا تزال تعانى من حالة العنف المسلحوالسياسات الطائفية بعد ما يقرب من تسعة أشهر من انسحاب القوات الأمريكية منهاإلا أن قرار المحكمة الجنائية العراقية بإصدار حكم الإعدام غيابيا ضد نائب الرئيسالعراقي طارق الهاشمي اشعل فتيل هذه التوترات فيها والمنطقة بأكملها. وقالت الصحيفة - فى افتتاحيتها التى أوردتها على موقعها الالكترونى على شبكةالإنترنت - إن الهاشمى يمثل الطائفة السنية فهو سياسى سنى بارز فى العراق حيثتمثل الطائفة الشيعية اغلبها .وهرب طارق الهاشمي من إقليم كردستان العراق الذيلجأ إليه بعد صدور مذكرة اعتقال بحقه فى ديسمبر الماضى ويقيم حاليا فى تركيا. وأشارت الصحيفة إلى أن الهاشمى متهم بأكثر من 150 جريمة ومنها إدارة شبكة قتلوإشعال نيران الفتنة الطائفية فى فترة ما بعد رحيل الرئيس العراقى صدام حسين وتمإدانته غيابيا أمس الاول الأحد بالاعدام ومساعده أحمد قحطان بقتل المحامية سهادالعبيدي وضابط الأمن الوطني طالب بلاسم إلا أنه وصف الحكم بأنه ظالم وغير نزيه. وقال الهاشمي - في مؤتمر صحفي عقده في العاصمة التركية أنقرة امس الاثنين -"إنه يجب على المنظمات الدولية أن تحقق في انتهاكات حقوق الإنسان في العراق بيدأن إجراءات هذه المنظمات بطيئة لا تتناسب مع ما يجري في العراق"، مشيرا بأن رئيسالوزراء نوري المالكي يملك في يده كل أسباب السلطة وأن العراق يتحول من البناءالديمقراطي إلى دولة استبداد وهناك ما يمكن وصفه "الاستقطاب في السلطة"، حسبوصفه. وقالت الصحيفة إن اللجنة القضائية المعنية ببحث هذه القضية تتشكل من قضاةينتمون للطائفة السنية والشيعية ومن الصعب أن تنظر فى ملابساتها من مسافة بعيدة،ولكن نظرا للوضع العراقى الهش، فالحكم على الهاشمى -الناقد اللاذع لسياسات نورىالمالكى- بالسجن كان عقابا كافيا له. أوضحت صحيفة نيويورك تايمز فى افتتاحيتها أن قضية الهاشمى يغلب عليها إيحاءاتسياسية قوية، ويبدى نورى المالكى اهتماما متزايدا بمسألة الانتقام أو بالأحرىالأخذ بالثأر ضد الطائفة السنية بدلا من الشمولية والتكاتف ويتدخل أحيانا فى أعمال المحاكم. وأشارت الصحيفة إلى أن محاولاته الصارخة أو الوقحة للهيمنة على السلطة، دفعتالساسة من الطائفة السنية والأكراد إلى محاولة عزله من خلال تصويت سحب الثقة إلاأن جماعات المعارضة استحقت اللوم أيضا نظرا لجمودها السياسى فكان يتعين عليهاالعمل مع حكومة المالكى لابرام اتفاق مشاركة السلطة فى عام 2010 لتعزيز المؤسساتالديمقراطية وضمان انتخابات نزيهه فى عام 2014. ونوهت الصحيفة بأن حالة التوتر والعنف فى العراق امتدت الى خارج حدودها ومنهاتركيا حيث - وهى دولة ذات أغلبية سنية وتدعم الهاشمى الذى يقيم بها حاليا إلى جانبتدعيمها للثوار السنيين السوريين المطالبين برحيل الرئيس الشيعى بشار الأسد -أثارت اجواء سيئة مع المالكى والتى تراها صديق مقرب من دولة إيران الحليف الرئيسىللأسد. وتابعت الصحيفة إن السعودية وقطر يدعمان أيضا المعارضة السورية إلى جانبالمعارضة العراقية مما يثير مخاوف وقلق المالكى من أن يصبح الهدف القادم بعدالأسد وأيضا من أن يقوم جناح تنظيم القاعدة المتواجد فى العراق بعمليات عنفإضافية. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن الإدارة الأمريكية برئاسة باراك أوباماتحاول تهدئة الوضع المتأزم وذلك من خلال إقناع تركيا والعراق بأن لديهما مصالحمشتركة ومن بينها ضمان التماسك واستقرار سوريا ومحاربة الصراع الطائفى ويمكن أنيساهم المالكى فى إجراء سلام سياسى مع الطائفة السنية فى بلاده.