حذر الشيخ د. تيسير التميمي -خطيب المسجد الأقصى المبارك- من أن سياسات دولة الاحتلال الإسرائيلية تدفع المنطقة كلها لحرب دينية "ستكون أبشع وأشد من الحروب العالمية السابقة. وشدد على أن الأمة العربية والإسلامية لن تستمر في صمتها تجاه هذه السياسيات والممارسات الإجرامية، مشيرا إلى أن الأمة تمتحن في شرفها ودينها وعزتها وكرامتها والاحتلال ماضٍ في تنفيذ مخططه ونتنياهو يلعب بالنار وبأخطر ملف في القضية الفلسطينية؛ وهو الأقصى المبارك، وهو ملك لكل المسلمين. وأضاف -في حوار مع "مصر العربية" اليوم الأربعاء- أن حكومة "الاحتلال الإسرائيلي" تواصل مخططها الممنهج بهدف تحويل المسجد الأقصى لكنيس يهودي والسيطرة عليه بالكامل، مؤكدا أن التقسيم الزماني والمكاني ليسا إلا مرحلة للانقضاض على الأقصى بالكامل. وأوضح التميمي أن الأقصى يتم اقتحامه يوميا من جانب جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين وهذه القوات التي تدخل الأقصى هي لتوفير الحماية لمن ينتهك حرمة الأقصى من المستوطنين الذين يقومون بالصلوات التلمودية، وحصار المرابطين داخل باحات الأقصى وإطلاق القنابل الحارقة والصوتية على المعتكفين والمرابطين داخل باحات الأقصى خير دليل على المخططات الخبيثة التي تحاك ضد الأقصى. وبشأن التحرك العربي تجاه ما يحدث في المسجد الأقصى، قال الشيخ التميمي: التحرك العربي معدوم، وبيانات الشجب والاستنكار والإدانة والقلق لا تجدي نفعًا وهذه البضاعة مريحة لدولة الاحتلال، مشددا على ضرورة أن تكون هناك ردة فعل من الأمة مساوية لحجم المخاطر التي يتعرض لها المسجد الأقصى، ومشيرا في الوقت ذاته إلى أن غياب التفاعل الشعبي العربي يعود لعمليات القمع من قبل الحكومات العربية لكل من يفكر ويخرج لنجدة الأقصى. وأكد التميمي أن الهدف من الاعتداءات على الأقصى هو تصفية القضية الفلسطينية؛ لأن القدس والأقصى هي الهوية الفلسطينية، وتحويل الأقصى لكنيس، لافتا إلى أن الكيان الصهيوني حال نجح في ذلك تكون قد نجح لحد كبير في مخططاته وفي معركته مع الأمة الإسلامية؛ كون المسجد الأقصى هو بؤرة الصراع المركزية بين المشروع الفلسطيني والمشروع العربي والإسلامي.
وتابع قائلا: "للأسف هناك صمت عربي وإسلامي مخجل ومخزٍ من خلال الصمت على عبث الاحتلال بأقدس المقدسات في فلسطين وهو الأقصى، حتى الآن للأسف لم نسمع أي تحرك شعبي ورسمي عربي وإسلامي، الذي وصل لمرحلة التواطؤ، ويبدو أن الأمة العربية أصابها الوهن". وحول احتمالية أن تندلع "انتفاضة فلسطينية" ثالثة، ردا على الاعتداءات على الأقصى قال التميمي: "أعتقد أنها ستكون انتفاضة ليست فقط في فلسطينالمحتلة وإنما الانتفاضة ستمتد لكل العواصم والمدن العربية والإسلامية؛ لأن هناك احتقانا شديدا في أوساط الشعوب العربية والإسلامية، وإذا تطور تصعيد الاحتلال في الأقصى ستنفجر انتفاضة ليست بفلسطين وستكون انتفاضة إسلامية من أجل الأقصى لنجدته من براثن الاحتلال الذي انقض على الأقصى".