خيمت نذر انتفاضة فلسطينية ثالثة إثر استباحة قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين للحرم القدسي، وهب المقدسيون للدفاع عن المسجد الاقصى والمدينة المقدسة، وجرت مواجهات دامية رشق خلالها الفلسطينيون المعتكفون داخل المسجد وفي باحاته، جنود الاحتلال بالحجارة، فيما أطلق جنود الاحتلال الرصاص المطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أوقع 20 جريحاً بين الفلسطينيين، علاوة على اعتقال العشرات . وأدت مسيرات الجماعات اليهودية المتطرفة إلى انتقال المواجهات إلى شوارع البلدة القديمة، فيما أجبرت المواجهات الضارية جنود الاحتلال على الانسحاب من باحات الأقصى، إلى منطقة باب المغاربة، وتحويل أسطح المنازل القريبة إلى ثكنات عسكرية . ولجأت سلطات الاحتلال إلى فرض المزيد من القيود على المقدسيين، ومنعت من تقل أعمارهم عن خمسين عاماً من الصلاة في الأقصى.
العجز والصمت العربيين.. بيانات وشجب وعلاقات وطيدة مع الصهاينة
وقد تجسد العجز العربى وتشتت العالم الإسلامى فى إقتصار ردود أفعال الحكومات والدول العربية والإسلامية، إما عند حدود الصمت غير المباح، وهو موقف الغالبية العظمى من دول العالمين العربى والإسلامى، أو كحد أقصى عند حد إطلاق بيانات الشجب والتنديد مع إستمرار العلاقات مع العدو الصهيونى بل وتوطيدها وتعميقها كل يوم. فسلطة عباس، من جانبها، طلبت تدخلاً أمريكياً عاجلاً لوقف الاعتداءات “الاسرائيلية” في المسجد الأقصى والمقدسات الاسلامية والمسيحية، واعتبرت أن ما تقوم به “إسرائيل” جزء من حرب للهروب من استحقاقات التسوية. بينما دعت حركة “حماس” إلى هبة جماهيرية عربية للدفاع عن المسجد الأقصى والمقدسات الدينية، وطالبت القادة العرب بوقفة تاريخية لحماية القدس. دولة الإمارات العربية المتحدة أطلقت التأكيدات بدعمها لصمود أبناء الشعب الفلسطيني المرابطين داخل المسجد الأقصى، وفي باحاته، وفي المدينة القديمة،وإن لم تذكر ماهية هذا الدعم،، وأدانت الهجمات الوحشية والانتهاكات الخطيرة التي يقوم بها المستوطنون وقوات الاحتلال “الإسرائيلي” ضد المسجد الأقصى المبارك. وقال بيان لوزارة الخارجية الإماراتية، إن ربط المقدسات الإسلامية في الخليل والقدس بالثقافة “الإسرائيلية” والأعياد اليهودية يشكل تزويراً واضحاً، وسرقة مكشوفة للتاريخ العربي والإسلامي في فلسطينالمحتلة. وفى جملة غير مفيدة، دعا الملك الأردني عبدالله الثاني خلال استقباله الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى القيام بخطوات فورية وفاعلة لحماية الأماكن المقدسة في القدس من الإجراءات “الإسرائيلية” الأحادية التي تستهدف تغيير هوية المدينة وتشكل استفزازاً خطيراً يهدد جهود التسوية في المنطقة.