"موت .. تعذيب .. تصفية جسدية".. مصطلحات دارجة في قاموس العسكر في مرحلة ما بعد الانقلاب، خاصة خلال الأشهر الماضية بعد تولي مجدي عبد الغفار حقيبة وزارة داخلية الانقلاب، وسط تخاذل وتواطؤ المنظمات الحقوقية الدولية والمحلية. فقد بلغ عدد حالات المتوفين تحت التعذيب في سجون العسكر خلال الأشهر الأربعة الماضية 130 معتقلا، 36 في يوليو، و14 في يونيو، و10 حالات في أبريل، و23 حالة في مايو، و42 حالة في مارس الماضي.
انتهاكات "يوليو"
ورصد مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف والتعذيب 36 حالة وفاة خلال شهر يوليو، من بينهم 14 طلقا ناريا فى مطاردات مع الأمن، و12 حالة تصفية، و5 نتيجة الإهمال الطبى، و3 نتيجة التعذيب، و2 بسبب طلق نارى فى مشاجرة مع ضباط شرطة، وحالة دهس بدراجة بخارية لضابط مرور.
وقال المركز، فى تقرير له، إن الشهر شهد 64 حالة تعذيب، بينها 16 حالة فى الأقسام، و6 داخل مقرات الأمن، و3 داخل مقرات المحاكمات، و28 حالة داخل السجون، مشيرا إلى وقوع 25 حالة إهمال طبى فى أماكن الاحتجاز، بينها 17 حالة داخل سجون طرة والعقرب، إضافة إلى وقوع 39 حالة إخفاء قسرى.
انتهاكات "يونيو"
وفي يونيو الماضي، رصد المركز 14 حالة وفاة فى السجون والأقسام بأمراض السرطان والفشل الكبدى والإهمال الطبى والتعذيب والاختناق، والهبوط الحاد فى الدورة الدموية، مشيرا إلى أن الشهر شهد 36 حالة تعذيب، بينهم فتاتان، فضلا عن 5 حالات تعذيب جماعى فى معسكر الأمن المركزى ببنها، وسجن طلخا، وقسم شرطة طلخا، وقسم شرطة فاقوس، وسجن ميت سلسيل.
وأضاف أن هناك 3 حالات تكدير جماعى فى مركز شرطة فارسكور وقسم شرطة السيدة زينب، وسجن العقرب، فضلا عن 20 حالة إهمال طبى شملت أمراض الأنيميا الحادة، وأمراض الكبد والقلب والصدر والحروق والغيبوبة والسرطان والصفراء، مشيرا إلى أن هناك 3 حالات مهددة بالإصابة بالغرغرينا.
وأشار المركز إلى أن هذا الشهر شهد 36 حالة اختفاء قسرى، ظهر منهم بعد 16 يوما إسراء الطويل وعمر محمد وصهيب سعد، ومحمود غزلان، وعبد الرحمن البر، مؤكدا خطف قوات الأمن أحمد نصر عيد من البحيرة، من داخل مستشفى الأميرى الجامعى بالإسكندرية من على أجهزة التنفس الصناعى قبل اكتمال علاجه من البتر الذى أصاب قدمه نتيجة التعذيب، بعد اختفائه قسريا فى يوم 7 مايو 2015.
وداخل معسكر الأمن المركزى ببنها، دخل المعتقلون هناك ومن بينهم عدد من الأطفال، فى إضراب عن الطعام، احتجاجا على الانتهاكات التى يتعرضون لها واعتقال بعضهم قسرا دون أى سند قانونى، ولم يٌعرضوا على النيابة.
انتهاكات "مايو"
فيما رصد المركز، خلال شهر مايو، 49 حالة تعذيب، و23 وفاة، و20 إهمال طبى، و19 حوادث اختفاء قسرى، و6 تكدير وتشريد جماعي، و6 حالات نٌفذ فيهم حكم الإعدام، و3 اتٌخذوا رهائن للضغط على أقاربهم لتسليم أنفسهم. وشملت حالات الوفاة 4 بسبب الإهمال الطبى، و4 قتل بالرصاص أثناء فض المسيرات، و3 نتيجة التعذيب، و3 جراء هبوط حاد فى الدورة الدموية، و2 قتلا بالرصاص فى مشاجرة مع رجال شرطة فى الشارع، و2 قتل خطأ بالرصاص، و2 حالة قتل بعد فترة اختفاء، وحالة صعق بالكهرباء، وحالة ذبح بواسطة المحتجزين، وحالة قتل فى ظروف غامضة فى مكان الاحتجاز.
وأشار المركز إلى أن حالات التعذيب ال49 كان من بينها 3 حالات تعذيب وتكدير جماعى فى سجون الوداى الجديد، وطرة ومعسكر الشلال بأسوان، بالإضافة إلى حالتي تعذيب جنسى، مشيرا إلى أن حالات الإهمال الطبى شملت أمراض الغدة النكفية، والجرب، والأزمات القلبية، والفشل الكلوى، والكبد والنزيف، وحالة جلطة فى الدماغ.
وكشف التقرير عن عدد من حالات القبض والتعذيب للأطفال، من بينهم الطفلة هدى مصطفى، 16 سنة، قٌبض عليها عشوائيا فى 10 أبريل، ولكنها نقلت إلى المستشفى نتيجة إصابتها بالتهاب حاد فى المعدة، كما تعرض الطفل عبد الله محمود عبد الرحمن، 15 عاما، للاختطاف لمدة 20 يوما فى الإسكندرية، وتعرض للتعذيب داخل الدور الرابع بمديرية أمن الإسكندرية، ثم نٌقل لأمن الدولة بالقاهرة، ورُحِّل بعدها إلى دار رعاية أحداث كوم الدكة، ومنعت عنه الزيارة، ثم نقل لمكان غير معلوم، ولا تعلم أسرته مكانه حتى الآن، بحسب التقرير.
وفى قسم أول المنصورة، تعرض الطفل إبراهيم أحمد إبراهيم حمزة 15 عاما، للإهمال الطبى المتعمد من إدارة القسم، بعد إصابته بالتهاب حاد فى الغدة النكفية، نتيجة للتكدس وسوء التهوية، وهو ما نقل العدوى للموجودين فى الحجز، ولم يسمح لهم بتلقي العلاج، فضلا عن تعرض الطالب مازن حمزة، المحتجز بقسم أول المنصورة، للإصابة بالتهاب حاد فى الغدة النكفية، ورفض الضابط نقله للمستشفى، بدعوى عرضه على النيابة، وهو ما أدى لتعرضه لإغماء متكرر، وبعد نقله للطؤارى أكد الأطباء ضرورة حجزه، إلا أن ضابط القسم رفض.
ورصد المركز تعرض صبرى عامر، 17 عاما - محكوم عليه بثلاث سنوات سجن بتهمة التظاهر- لتشنج وصرع وضيق فى الشرايين وصعوبة فى التنفس لأكثر من مرة، ونقل فى عربة "بوكس" لمستشفى دمنهور، لكنه أعيد لمحبسه مرة أخرى.
انتهاكات "أبريل"
وكشف المركز عن وجود 10 حالات وفاة خلال شهر أبريل الماضي داخل مناطق الاحتجاز، و68 حالة تعذيب، و14 حالة إهمال طبى، والقبض على 6 أشخاص كرهائن لحين تسليم ذويهم أنفسهم، من بينهم نساء.
انتهاكات "مارس"
بينما رصد المركز في شهر مارس، وقوع أكثر من 147 حالة تعذيب، و42 حالة وفاة داخل الأقسام والسجون، ومحاولة انتحار واحدة لطالب بلغ من العمر 17 عاما داخل قسم سيدي جابر، هربا من الاعتداء الجنسي والانتهاكات المتكررة معه داخل الزنزانة.
وأشار التقرير إلى أكثر من 10 حالات اختفاء قسري خلال مارس، كان أولها الطالب عمر عصام الفيومي، 20 عاما، من داخل محل والده، موضحا أنه عثر عليه بمركز القلب في حالة متدهورة، لكن قوات الأمن احتجزته مرة أخرى، وسط إنكار كافة الأقسام وجوده فيها.
وكشف المركز عن اختفاء سيد علي، كابو أولتراس نادى الزمالك، والمتهم فى قضية أحداث إستاد الدفاع الجوي، واستمر اختفاؤه فترة تعدت الأسبوع، حتى ظهر داخل سجن طرة، وفي 19 مارس، اختطف عبد الله عصام 19 عاما، من منزله بالإسكندرية، واقتيد لجهة غير معلومة، دون عرضه على النيابة، أو معرفة مكانه والتهم الموجهة له.
ورصد العديد من الاعتداءات داخل السجون ومناطق الاحتجاز، كان بدايتها في 8 مارس بالاعتداء على عدد من المحبوسين سياسيا وجنائيا داخل مركز الفتح التابع لمحافظة أسيوط، أثناء تفتيش العنابر والزنازين وسرقة الممتلكات والأموال، وإطلاق الغاز المسيل للدموع على المحتجزين لاعتراضهم علي طريقة التفتيش، وفي اليوم التالي استقبل أمن طرة المساجين السياسيين بتجريدهم من ملابسهم، والاعتداء عليهم بالضرب، مما نتج عنه حدوث إصابات بالغة، ووضع أكثر من 25 فرد في زنازين لا تستوعب أكثر من 9 أفراد.
وكشف المركز عن استغاثات من سجناء برج العرب، خرجت في 11 مارس، إثر تعرضهم لانتهاكات داخل السجن، عقب إعدام محمود رمضان، المتهم في أحداث سيدى جابر، موضحين تعرضهم للضرب وإصابة عدد منهم بحروق، فضلا عن قطع المياه والكهرباء عن الزنازين، وسحب 60 معتقلا للتأديب.
ورصد ما حدث داخل سجن أبو زعبل، في 19 مارس، من اقتحام الزنازين، والاعتداء بالضرب على الصحفي أحمد جمال زيادة، ومعتقلي الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير، وإدخالهم لزنازين التأديب، وفي نفس اليوم، كان معتقلو سجن الأبعادية يدخلون يومهم ال12 للإضراب عن الطعام؛ اعتراضا على معاناتهم من ظروف الحبس الغير آدمية، من بينها التكدس الشديد في الزنازين، وانقطاع المياه وقلة وقت الزيارة، والتأديب والحرمان من دخول الأدوية، وضعف التهوية داخل الزنازين.