أزمة جديدة تتجدد بين حكومة الانقلا ب ومعهد "تيودوربلهارس" والذى طالب محلب بإقالة رئيسته عقب زيارته للمعهد الأخيرة، على خلفية ما وجده من إهمال، حيث أعلنت وزارة البحث العلمي فى حكومة الانقلاب استمرار الدكتورة حنان الباز فى منصبها كرئيس لمعهد تيودوربلهارس، وتمسكها بالمنصب على الرغم من توجيه رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بإقالتها. وقالت الوزارة -فى بيان لها- إنه حتى تاريخه لم تقدم الباز طلبا رسميا للإعفاء من المنصب، مضيفا أن الدكتور شريف حماد وزير البحث العلمى دعا المجلس للانعقاد فى 8 يونيو، لنظر طلب إقالتها من منصبها لما وصفه بإخلالها بمقتضيات مسئولياتها الرئاسية. وأكد البيان أن المجلس انتهى إلى الموافقة بالإجماع على تقديم طلبا للسلطة المختصة لإقالتها من منصبها إعمالا لأحكام القانون التى توجب لإقالة رئيس المعهد من منصبه أن يكون ذلك بقرار من مجلس المراكز والمعاهد والهيئات البحثية. يشار إلى أن الهجمة الشرسة التي شنتها حكومة الانقلاب ممثلة في رئيس الوزراء ووزير الصحة بعد زيارتهما لمعهد القلب القومي ونقل عدد من الأطباء، أثارت حالة من الغضب الشديد بين الأطباء معتبرين أنه محاولة من الحكومة للتنصل من مسئولتها الرئيسية عن ما تعانية المنظومة الصحية من إهمال صارخ وأوضاع مزرية. من جانبه، اعتبر الدكتور إيهاب الطاهر -أمين عام نقابة أطباء القاهرة- أن الحملة الإعلامية التي تظهر أن إهمال الأطباء هو السبب الرئيسى والوحيد لانهيار المنظومة الصحية، محاولة من الحكومة دفن الرءوس في الرمال، لافتا إلى أن المسئولين لا يقومون بالتفتيش على الأدوية غير الموجودة أو الأجهزة المعطلة أو المستلزمات غير المتوفرة، وإنما فقط يفتشون على تواجد الأطباء وكأن الطبيب ساحر سوف يشفى الأمراض بمجرد تواجده. وتساءل -فى تصرحات صحفية -هل قامت الحكومة بدورها الكامل تجاه المنظومة الصحية حتى يكون التقصير من قبل الأطباء فقط، وهل قامت الحكومة بوضع خطة معلنة "ذات جدول زمني" لإصلاح المنظومة الصحية المتهالكة، وهل رفعت موازنة الصحة، وهل وفرت المستلزمات والأدوية والمعدات الطبية، وهل قامت بإصلاح البنية التحتية لمعظم المستشفيات، وهل وفرت فرص الدراسات العليا للفريق الطبى حتى يقدم خدمة طبية لائقة، وهل وفرت أسرة الرعاية المركزة والحضانات وتوفير الأطقم الطبية المدربة لها حتى لا يتسبب نقصها في مقتل العشرات يوميا؟. وأشار إلى أن محاولة إيهام الشعب بأن مجرد القضاء على إهمال بعض الأطباء هو الذي سيصلح من جميع سوءات المنظومة الصحية، أشبه بدفن الرءوس في الرمال، ومحاولة التنصل من واجبات الحكومة في إصلاح المنظومة الصحية، وتمثل استعداء للشعب ضد الأطباء. وأبدى الطاهر موافقته على توقيع أقصى عقوبة قانونية على الأطباء المهملين، ولكن يجب توقيع أقصى عقوبة قانونية وسياسية على الحكومة أيضا لخلق منظومة صحية تليق بالشعب المصرى العظيم. وفى السياق نفسه، دشن الأطباء حملة بعنوان "عشان لو جه ميتفاجئش" لنشر جميع مظاهر الإهمال وسوء الأحوال بالمستشفيات، والتي تفضح واقع المستشفيات الحكومية منعًا لمفاجأة رئيس حكومة الانقلاب، ونشر الأطباء خلالها صورا متعددة تكشف الإهمال الصارخ الذى بضرب كل المستشفيات والوحدات الصحية الحكومية فيما أصدرت نقابة الأطباء بيانا تستنكر فيه ما وصفته باندهاش وغضب المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، من مستوى الخدمة الصحية في أكبر مستشفيات الجيزة "معهد القلب" و"تيدور بلهارس". وقللت النقابة من أهمية رد فعل محلب بإقالة أحد مديري المستشفيين ونقل عدد كبير من الأطباء، ومن رد فعل وزير الصحة الذي نقل مكتبه لمعهد القلب. وأشارت النقابة إلى أن كل المظاهر التي رصدها محلب من تجول القطط في المستشفيات والازدحام الشديد وضعف الإمكانات وشكاوى المرضى، ليست جديدة، ورصدتها النقابة كثيًرا، ولم تتخذ الحكومة أي خطوات لحلها، موضحة أن إقالة المدير ونقل الأطباء لن يغير من الأمر شيئًا.