ثمّن الكاتب والمفكر نادر فرجاني -الأستاذ بجامعة القاهرة- صمودَ محمد سلطان وهنّأه على نجاته من براثن جلاديه الذين سيلحق بهم الخزي والعار. وشدد عبر "فيس بوك" أنه لا تثريب على تخلّي محمد سلطان عن جنسيته المصرية، مضيفًا أنه ما كان سيجني منها في ظل الحكم العسكري الباطش إلا المزيد من العذاب والموت في سجن حقير خلو من الرعاية الطبية الواجبة كما كان مصير كثير من مساجين الحكم التسلطي الفاسد.
وهنّأ فرجاني سلطان قائلًا "هنيئا له العيش في وطنه الثاني، الذي سيضمن له ليس فقط حقه في الحياة والحرية، ولكن باقي حقوق الإنسان جميعا".
وقال: "وطنه الثاني لأنه يقيني أن تخليه الشكلي عن الجنسية لا ينفي عنه الوطنية المصرية وأظن أن صموده الأسطوري سيلهم مقاومي الحكم التسلطي في وطنه الأول مصر".
وأكد فرجاني أن "من يهاجمون الرجل باعتباره مدانا بحكم قضائي يتغافلون عن أن الأحكام يصدرها الآن قضاء ذلول يحكم بالأوامر وبقوانين جائرة تنتهك الدستور وأصول القانون وبدون مراعاة متطلبات العدل والإنصاف في المحاكمات".
وذكر أن "المفجع حقا هو أن أكثر من تشرفوا بحكم مصر تشدقا بإعلاء قدرها من خلال ترداد الهتاف الفارغ من أي مضمون حقيقي: "نحيا مصر"، هو في الواقع أكثر من ألحقوا المهانة بالجنسية المصرية حينما وضعها موضع الدونية لأي جنسية أخرى في العالم في مجال تطبيق الأحكام القضائية المصرية". وأردف قائلًا أنه "قد فعل ذلك بقرار جمهوري مُغتصِب لسلطة التشريع، ومفسد لأصول القانون، ومخصص لتملق الدول الأجنبية، وربما لإنقاذ الجنرالات من حكم الشعب في يوم قادم إن تصدقت عليهم السعودية أو الإمارات بجنسيتها". واختتم فرجاني قائلًا "لاحظوا توقيت القرار، وقت زيارة عبد الفتاح لألمانيا، وتوقعوا إسقاط الأحكام عن أجانب آخرين بينما يظل مصير المصريين الروح تحت نير الظلم والاستعباد، إلى حين".
يشار إلى أنه كان قد تم القبض على "سلطان" يوم 25 أغسطس 2013، عقب محرقة رابعة العدوية، عندما داهمت قوات أمن الانقلاب منزل الداعية الإسلامي صلاح سلطان، الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية لاعتقاله وعندما لم تجده قامت باعتقاله نجله محمد وعدد من زملائه، ليجد نفسه ضمن 51 آخرين متهمين في قضية عرفت إعلاميا على مدى أشهر باسم "غرفة عمليات رابعة". ودفع تصاعد الانتهاكات داخل سجون العسكر محمد سلطان إلى الدخول في إضراب عن الطعام 490 يوما وفي 11 إبريل 2015 أصدرت محكمة جنايات القاهرة حكما بالسجن بالمؤبد على محمد سلطان ضمن 36 آخرين بينما قضت على والده بالإعدام ضمن 13 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين والإعلاميين.