عبر الجنرال الأمريكي ديفيد بتريوس أن تنظيم الدولة ليس التهديد الأخطر الذي يتعرض له العراق، معبرًا عن قلقه من تزايد النشاط الإيراني في العراق، خاصة مع تكثف هذا النشاط بقيادة قاسم سليماني قائد فرقة القدس التابعة للحرس الثوري الإيراني الذي يؤمن المشورة والسلاح والذخيرة للمليشيات الشيعية. وأكد بتريوس -في مقابلة أجرتها صحيفة لوفيغارو الفرنسية- أن إيران استفادت من الفراغ المؤقت خلال صيف 2014 لتتمدد وتفرض نفوذها، والآن بات على رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن يواجه مهمة إرجاع هذا المارد إلى القمقم. وعبّر الجنرال للصحيفة عن تخوفه من عدم اكتفاء هذه المليشيات بدحر مقاتلي تنظيم الدولة من المناطق التي سيطر عليها التنظيم، بل الوصول لعملية تطهير طائفي وتهجير للسنة من أجل خلق واقع ديمغرافي جديد في عدة مناطق، مثل محافظة ديالا وشمال بغداد والأحياء المختلطة في العاصمة. ورأى بتريوس أن السنة لا يملكون خيارات كثيرة، خاصة أن المناطق التي يعيشون فيها لا تنتج البترول، وتعاني من صعوبات اقتصادية، وهذا لا يترك لهم خيارًا آخر غير التمسك بالدولة المركزية لأجل ضمان نصيبهم من العائدات النفطية. واتهم بتريوس نوري المالكي بتخريب الوضع وتسريح قيادات عسكرية تتمتع بالكفاءة وغير متعصبة، واستبدالها بقيادات فاسدة ومتورطة في عمليات النهب، كما اتهمه بالتدخل في سلسلة القيادة في الجيش، ما أدى لإضعافه في الوقت الذي كان فيه الشعب في أمسّ الحاجة إليه، وهو ما أدى في النهاية إلى تعرض الجيش لهزيمة سريعة أمام هجمات تنظيم الدولة، ويمثل السقوط السهل لمدينة الموصل خير دليل على ذلك، كما يرى الجنرال الأمريكي. وبتريوس هو القائد السابق لقوات حلف شمال الأطلسي، وقاد عمليات التحالف الدولي في أفغانستان في 2010، وشغل منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) حتى سنة 2012، وكان قبل ذلك مهندس إستراتيجية القضاء على الحركات المناهضة للاحتلال الأمريكي في العراق، بين عامي 2007 و2008، عندما كان قائدًا للقيادة المركزية الأمريكية.