"مرسي ضعيف..مرسي مش قادر يواجه مشكلة سد النهضة" .. هكذا كان يردد إعلام العسكر والسياسيون الدائرون في فلكه .... وبعد 3 يوليو 2013 والإنقلاب علي الرئيس مرسي واستيلاء السيسي علي كرسي الحكم تسارعت وتيرة بناء السد الأثيوبي بشكل غير مسبوق وانجزت اثيوبيا خلال تلك الفترة حوالي 50% من السد ، في ظل اتسام الموقف المصري بالضعف الشديد إلي درجة إعلان قائد الإنقلاب مؤخرا تفهم مصر موقف اثيوبيا ودول حوض النيل وتوسل تلك الدول لتفهم إحتياجات مصر من المياه. ضعف الموقف المصري الحالي دفع اثيوبيا الى ان تعلن مؤخرا تخزين المياه في شهر يوليو القادم ضاربة بالمفاوضات مع حكومة الإنقلاب عرض الحائط ، خاصة وان اثيوبيا لعبت طوال الفترة الماضية علي وتر عدم شرعية نظام مابعد الإنقلاب وحاجتة للعودة إلي الإتحاد الأفريقي واستعداده لتقديم مايلزم من تنازلات مقابل الحصول علي شرعية افريقية. هذا الموقف الضعيف دفع اثيوبيا ايضا خلال الأشهر الماضية إلي بناء سدين أُخرين بخلاف سد النهضة ضمن خطة بناء أربعة سدود جديدة للتحكم في مياه النيل، ويرى د. نادر نور الدين، أستاذ الري واستصلاح الأراضي بجامعة القاهرة، أن ذلك نتيجة قبول السيسي إجراء المفاوضات بين الجانبين المصري والإثيوبي على أرض محايدة، انصياعًا لرغبة اثيوبيا، مشيرا إلي أنّ الوفود التي أرسلتها مصر إلى إثيوبيا، والهرولة وراءها أضفت ضعفًا على مصر، وأشعرت إثيوبيا بأنها تمكنت من ترويد المارد المصري، الذي كان يخشاه الجميع، فبدت مصر خاضعة لها، وقال أنه بفرمان من إثيوبيا تتجمد المفاوضات وتُستكمل، دون احتجاج رسمي من مصر. واشار نور الدين إلي ان إثيوبيا اشترطت الأسبوع الماضي أن توافق مصر على تمديد عمل المكتب الاستشاري إلى 12 شهرا، رغم أنّه من المفترض ألا تزيد فترة عمله عن 5 أشهر بحسب الاتفاق الذي تم بينهما بعد استئناف المفاوضات، ومع ذلك لم يتحرك وزير الري. الانقلابى ويري مراقبون ان ضعف موقف سلطة الإنقلاب يعد إمتدادا لضعف موقف العسكر سواء في اواخر حكم المخلوع مبارك او حكم المجلس العسكري بعد ثورة 25 يناير ، ويؤكد د. مغاوري شحاتة، خبير المياه العالمي، أن الفترة بين 1999 وحتي 2010 شهدت أخطاء جسيمة بسبب المفاوضات الفاشلة محملًا وزراء الري الذين تعاقبوا في تلك الفترة المسئولية ، وطالب بمحاسبة المسؤولين وعلى رأسهم المخلوع حسني مبارك، لارتكابهم جريمة في حق الشعب المصري وفشلهم في إدارة المفاوضات مع الجانب الإثيوبي. واضاف شحاتة انه بعد أن كانت أقصى ما تطمح إليه إثيوبيا هو بناء سد بسعة تخزين 14 مليار متر مكعب من الماء وارتفاع 90 مترا، زاد سقف أمانيها إلى أن تقيم أكبر سد في القارة الإفريقية بسعة 74 مليار متر مكعب، وارتفاع 150 مترًا، وذلك بعد ثورة يناير، وإشتغال "المجلس العسكري" بالشأن الداخلي، أعلنت إثيوبيا تدشين السد.