غادر القاهرة أمس الأحد على طائرة (إيرسينا) المتجهة إلى تل أبيب، السفير عاطف سالم سيدالأهل، سفير مصر الجديد لدى إسرائيل – الخامس منذ توقيع اتفاقية السلام عام 1979- لتسلم مهام منصبه خلفا للسفير السابق ياسر رضا الذى انتهت مدة عمله فى إسرائيل، ضمن الحركة الأخيرة للسفراءالجدد. وتوقعت مصادر دبلوماسية أن تكون فترة عمل السفير الخامس –الذى كان يشغل منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الثقافية الدولية- هى الأصعب فى ظل التوتر والجمود المتوقع فى العلاقات المصرية الإسرائيلية فى عهد الرئيس محمد مرسى، وأن تشهد حالة من الفتور بين البلدين. ومقابل خمسة سفراء مصريين تعاقبوا على السفارة المصرية فى تل أبيب منذ بدء العلاقات الدبلوماسية قبل 33 عاما، تولى 11 سفيرا إسرائيليا مناصبهم فى السفارة الإسرائيلية بالقاهرة، آخرهم السفير الحالى (يعقوب أميتاى) الذى يضطر للسفر لتل أبيب أسبوعيا منذ اقتحام متظاهرين مصريين للسفارة فى الجيزة وغلق السفارة ورفض مصريين تأجير مقر جديد للسفارة حتى الآن. وبدأ التمثيل الدبلوماسى بين مصر و(إسرائيل) فى (مارس) 1979، وشغل منصب السفير المصرى فى تل أبيب خمسة سفراء هم: اللواء سعد مرتضى الذى افتتح أول سفارة مصرية وعربية فى إسرائيل عام 1979، وتمت إعادته للقاهرة عام 1982 احتجاجا على الغزو الإسرائيلى للبنان، ثم السفير الراحل محمد بسيونى الذى تمت ترقيته من مبعوث فى السفارة المصرية بتل أبيب إلى درجة سفير عام 1986، وسحبته مصر فى نوفمبر 2000 احتجاجا على العدوان الإسرائيلى ضد الانتفاضة الأقصى. ثم السفير الثالث محمد عاصم (2003 -2005) الذى شغل فى السابق منصب مساعد وسكرتير نائب رئيس الوزراء المصرى الأسبق، كمال حسن على، ثم السفير ياسر رضا الذى تولى منصبه عام 2008 وانتهت مدته هذا العام، ليتولى بعده السفير الحالى الجديد عاطف سالم سيدالأهل. ويشير سجل العلاقات الدبلوماسية بين القاهرة وتل أبيب وتاريخ السفراء بين مصر وإسرائيل إلى تذبذب وعدم استقرار واضح فى هذه العلاقة؛ استنادا إلى توتر العلاقات السياسية المستمر نتيجة احتلال إسرائيل للأراضى العربية، إضافة لحالة الكراهية الشعبية المصرية لسفراء تل أبيب وعزلتهم داخل أسوار السفارة، وهو ما أدى لتعاقب 11 سفيرا إسرائيليا على السفارة فى القاهرة، ولم يكمل أى سفير منهم مدته القانونية (4 أعوام) بسبب كراهية المصريين لهم، واضطر اثنان منهم لقطع عملهما والعودة لتل أبيب، وترك السفارة عدة أشهر لحين البحث عن سفير جديد، ولا يزال السفير الأخير الحالى بلا سفارة.