ما بين "شهيد ومعتقل ومطارد"، اختلف مصير ثوار 25 يناير الحقيقيون، بعد مرور 4 سنوات كاملة على الثورة، تعرضت خلالها لعدة ضربات قوية وموجعة، لكنها وفى الوقت نفسه صححت مسارها، وكثير من المفاهيم الثورية لدى حشود الشباب الذين انطلقوا يوم 25 يناير 2011 مطالبين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. وعلى مدى 4 سنوات على اندلاع الشرارة الأولى لثورة التحرير، نجحت بتحدياتها في الفرز بين الغث والثمين وبين من ضحوا بدمائهم من اجل تحقيق الحرية وكسر الظلم، وبين من تراجعوا وخفتت أصواتهم بعد الانقلاب العسكري، وبين نوع ثالث ممن باعوا دماء الشهداء واشتروا رضا العسكر ومناصبة وأمواله. الآلاف من الشباب الذين كانوا يستعدون في مثل تلك الأيام من 4 سنوات للخروج في وجه ظلم وطغيان نظام المخلوع مبارك، والآلاف الذين واصلوا المسير بعدهم قد حجزوا مقاعدهم في منازل الشهداء بعد قرر أن يضحوا بدمائهم رخيصة من أجل حرية أوطانهم بدءا من ثوار السويس وجمعة الغضب مرورا بأبطال موقعة الجمل، وما تلاها،حتى المجزرة الأكبر في التاريخ الحديث رابعة والنهضة ورمسيس 1 و2 والفتح وغيرها من المجازر المتوالية. أما داخل زنازين العسكر، فتجد نوعا آخر من الثوار الذين لم يحالفهم الحظ بنيل الشهادة، قرابة 40 ألف من ثوار يناير اسكنهم الانقلاب غياهب الزنازين، لرفضهم الانقلاب العسكرى، والظلم والقهر، والمطالبة بعودة مؤسسات الدولة المنتخبة، وتحقيق القصاص لشهداء ثورة 25 يناير، والمطالبة بتطهير الداخلية، والقضاء وسائر مؤسسات الدولة، وياتى في مقدمة هؤلاء والذين حملهم شباب الثورة في الميدان د. محمد البلتاجي ود. صفوت حجاز ى، ود. أسامة ياسين، وعصام سلطان، وغيرهم الآلاف من القيادات والشباب والأطفال والنساء والعجائز الذين رفضوا التنازل عن مبادئهم على الرغم مما ينتظرهم من قوائم طويلة من القضايا الملفقة، والأحكام الجائرة ما بين الإعدام والمؤبد وتضحياتهم بأبنائهم وأموالهم في سبيل حرية أوطانهم. وفى خارج مصر، تجد نوعا آخر من الثوار الذين فروا بثورتهم من تحت مخالب العسكر لينشروها في مختلف دول العالم، ويملئوا الدنيا ضجيا بقضيتهم، ويفضحوا انتهاكات العسكر، ويضيقوا الخناق عليه خارجيا، ويحركوا ضد الدعاوى القضائية ليصبح رموز الانقلاب مطاردين دوليا، وغير معترف بهم رغم ما يتمتعوا به من دعم خليجي وأمريكى وإسرائيلية، ويبقى الدور الأكبر على حشود الثائرين والمطاردين والمصابين في مختلف شوارع وميادين مصر الذين يواصلون الليل بالنهار كر وفر مع ميليشيات الانقلاب ملتزمين بسلميتهم من اجل تحرير أوطانهم وتحقيق القصاص العادل لآلاف الشهداء والإفراج عن المعتقلين، واستعادة المؤسسات المنتخبة، وتحقيق أهداف ثورة 25 يناير.