تأتي وفاة الدكتور طارق الغندور، أستاذ الأمراض الجلدية بطب عين شمس داخل معتقلات الانقلاب لتكشف مجددًا عن مدى وحشية وبشاعة ما يمارس ضد معارضي الانقلاب داخل السجون من ممارسات انتقامية بلغت حد القتل الممنهج؛ حيث اتخذت إدارات سجون الانقلاب من الأمراض التي يعانيها السجناء وسيلة لتنكيل بهم، فمنعت الدواء ورفضت نقلهم للمستشقيات. تجاوز عدد حالات الوفاة داخل سجون الانقلاب 80 حالة، بحسب ما وثقته مراكز حقوقية، كان منها "موقع ويكلى ثورة"، ومرصد الحقوق والحريات. أول ضحايا الإهمال الطبي داخل المعتقلات هو القيادي الدكتور صفوت خليل (57 عاما)، والذي توفي بسجن المنصورة العمومي، 27 في سبتمبر فى عام 2013 نتيجة عدم تلقيه العلاج الكافي، حيث كان يعاني من مرض السرطان ويحتاج نقله للمستشفى. فيما كانت حالة الوفاة الثانية للمعتقل عبد الوهاب محمد عبد الوهاب (46 عاما)، من كوادر جماعة الإخوان بالمنيا، والذي توفب بعد ثلاثة أيام فقط من وفاة الدكتور صفوت خليل بسجن المنيا العسكري، وكان مصابا بمرض السكر والسرطان. الغزلاني شهد شهر أكتوبر لعام 2013 وفاة حالتين لنفس السبب هو الإهمال الطبي المتعمد؛ حيث توفي في 14 أكتوبر عبد الرحمن مصطفى داخل مستشفى قصر العيني، التي نقل إليها من سجن طره، متأثرًا بهبوط حاد في الدورة الدموية، كما توفي صلاح يوسف أبو الليل (30 عاما)، بسجن المنيا العسكري في 30 أكتوبر 2013. وفي الإسكندرية توفي سامي محمود أبو ركبة (60 عاما) بسجن طره، في 6 يناير 2014، واتهمت أسرته ومحاميه الشرطة بمنع الأدوية عنه حيث كان مصابا بالسكري والضغط. وفي 5 فبراير لعام 2014 توفي الدكتور محمد الغزلاني (60 عاما) والذي تم القبض عليه في أحداث كرداسة، على الرغم من سوء حالته الصحية التي تدهورت بشكل كبير في السجن، وأصيب بشلل في الجزء السفلي، وعلى الرغم من توصية الأطباء بضرورة نقله إلى المستشفى لوضعه تحت الرعاية والمتابعة إلا أن إدارة السجن تعنتت وقابلت الطلب المتكرر بالرفض، إلى أن دخل في غيبوبة توفي على إثرها. في 4 مارس توفي المعتقل محمود عبد الهادي (59 عاما) نتيجة ارتفاع في ضغط الدم بسجن طره، وفي نفس الشهر وبتاريخ 18 مارس 2014، توفي رضا عبد الفتاح عمارة (52 عاما)، بسجن دمنهور العمومي، نتيجة هبوط حاد بالدورة الدموية جراء الإصابة بمرض الفشل الكبدي. حميدة شهد شهر ابريل الماضى وفاة كل من المعتقل فتحي رمضان (45 عاما)، بسجن المنيا العمومي وذلك بتاريخ 5 إبريل ، والمعتقل سيد علي جنيدي (63 عاما)، بسجن دمو بالفيوم والذى توفى نتيجة تجاهل ادارة السجن السجن نداءات واستغاثات زملائه في الزنزانة وتأخرها في تقديم المساعدة الطبية له بعد تعرضه لأزمة قلبية حادة . وفى مايو الماضى 2014 توفى المعتقل جمعة علي حميدة (64 عاما) والمعتقل بسجن برج العرب نتيجة الإهمال الطبي وعدم تلقيه العلاج اللازم وبحسب تصريحات محاميه فإنه كان يعاني من تدهور حالته الصحية نتيجة ارتفاع ضغط الدم ومرض السكري والالتهاب الكبد الوبائي، وعلى الرغم من ذلك رفضت نقله إلى المستشفى، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل زنزانته وفي أغسطس 2014 انضم 5 شهداء جدد في أقل من أسبوع إلى قائمة ضحايا الإهمال الطبي والتعذيب داخل السجون، وهم: المعتقل محمود محمد الصغير 39 عاما بداخل سجن برج العرب بتاريخ 24 أغسطس، وخالد خالد محمود محسن 44 عاما والذي توفي بداخل سجن الخانكة بتاريخ 27 أغسطس، ورضا محمد أحمد 45 عاما والتي توفيت بداخل سجن القناطر للنساء بتاريخ 27 أغسطس، وأمير عبد الرحيم عبد العزيز 26 عاما بداخل قسم ثان شبرا الخيمة بتاريخ 28 أغسطس، وحسنية محمد إبراهيم 51 عاما بداخل قسم شرطة مركز الزقازيق بتاريخ 27 أغسطس. الطلخاوي وفي سبتمبر الماضي توفي صابر عبد السيد الطلخاوي، نتيجة الإهمال الطبي داخل سجن برج العرب بالإسكندرية، ومنعه من تلقي العلاج. كما توفي المعتقل أحمد سالم سيد (49 عاما) إثر تعرضه لأزمة قلبية ونقله إلى المستشفى العسكري بالعريش، والمهندس محمود عبد الهادي أحد أبناء محافظة الدقهلية بسجن الإسماعلية. وهناك العشرات من ضحايا معتقلات الانقلاب توفوا نتيجة الإهمال الطبي والتعذيب، وهو العدد الذي يؤكد مرصد الحقوق والحريات أنه مرشح للتزايد؛ حيث أكد في آخر تقاريره أن هناك ما يزيد عن 5000 معتقل داخل سجون الانقلاب يعانون من أمراض مزمنة وظروف صحية صعبة للغاية كأمراض القلب والكبد والسكري والسرطان والفشل الكلوي، إضافة إلى المئات من المرضى الذين يعانون آلاما ومضاعفات خطيرة جراء تعذيبهم داخل معتقلات الانقلاب.