أرسل الصحفي أحمد جمال زيادة رسالة من خلف القضبان بمحبسه بسجن أبو زعبل تحت عنوان "الضحك سلاح المظلومين"، عبر فيها عن معاناته هو وزملائه عندما تمر عليهم الأعياد داخل معتقلات الانقلاب. يقول زيادة: "في ليلة رأس السنة 2014 كان مؤلما جدا أن أقضي هذه الليلة خلف القضبان بلا سبب وفي شهر رمضان الماضي كان محزنا أن أفكر في أمي وهي على مائدة الإفطار تبكي غيابي وهي تنظر إلى مكاني على مكاني الخالي على المائدة".
وأضاف: الأعياد والإجازات في السجن أشد سوءا وحزنا من الأيام الأخرى، فلا نرى الشمس ولا نخرج من الزنزانة إلى أن تنتهي الإجازة أو العيد.. تمر الأيام وتمضي ويتحول الألم والحزن ضحك وفرح.. صار الآن كل شيء حولي يبعث على الضحك والسخرية.. في هذا العيد (عيد الأضحى) تغير الحال.. لم أرفض أن أصلي صلاة العيد كالعيد الماضي، وشاركت في صناعة الزينة لاستقبال العيد، ولم أبالِ بإضرابي منذ أكثر من 40 يوما صرت أضحك معهم كالأطفال.. أضحك على كل شيء ضحكت على القيود والقضبان والبرش والجدران، والمخبر والسجان ضحكت على مرور شتاء وصيف وقدوم شتاء جديد.. ضحكت على أناس ظنوا أن الأفكار تموت خلف الحديد"!.
وتابع: "ضحكت على فراق حبيب كنت أظنه وفيا، وعلى ظالم يدّعي أمام الناس أنه تقيا!! ضحكت على استقبالي في قسم ثاني مدينة نصر عندما ضربوني لظنهم أني أعمل في قناة الجزيرة.. ضحكت على جهلهم فالقيود والجدران والقضبان لم تحبس روحي، ولن تقيدها فالروح أقوى من الطغاة والظالمين والمتكبرين.. لم يخلق بعد من يقدر على حبس روح حرة.
واستطرد: كانت مهنة التصوير في بادئ الأمر بالنسبة إليّ ليست إلا مهنة مجرد مهنة من السهل أن أتركها إن وجدت أفضل منها.. أما الآن صرت متمسكا بتلك المهنة، ومصرا على إكمال ما بدأت في نقل الحقيقة وتسجيل التاريخ الذي يزعج الطغاة والظالمين.
وأكد زيادة في رسالته أن مواجهة الكاذبين والظالمين لذة لن يشعر بها إلا من وقف بجوار الحق وساند المظلومين، مضيفا: لا يهمني الآن أن أخاطر بحياتي، وأن أحمل كاميرا والرصاص حولي.. الروح لا تلتفت حولها ولا وراءها سأستفيد من كل الكوارث والأزمات التي مرت بي وانا خلف القضبان وهي كثيرة لا تعد ولا تحصى.. سأجعل هذه الكوارث طاقة أعمل بها. وختم رسالته: لم أندم على عام مضى من العمر خلف القضبان ولن أندم على عام أو أعوام ستمضي، ما دمت على الحق فلن أندم.. لن أحاسب أصدقاء ورفقاء تخلوا عني وأختلق لهم مئات الأعذار.. سأنظر إلى الجانب المشرق.. سأنظر إلى الكثيرين ممن تضامنوا معي دون حتى أن يعرفوني.. سأقاوم الظلم بالضحك.. سأضحك داخل زانزانتي أو خارجها فالضحك مقاومة.. والضحك سلاح المظلومين".