وصف مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في أحدث تقرير له الأزمة السورية ب "أسوأ كارثة إنسانية في العالم" والتي خلفت نحو 2.9 مليون لاجئ حيث تضمن التقرير الصادر أمس الأربعاء قائمة مطولة من أحداث العنف والفظائع التي لا يمكن تصورها في الحرب الأهلية بسوريا والتي أودت بحياة أكثر من 190 ألف سوري بحسب وصف التقرير. وأضاف التقرير الذي نشرت صحيفة "الاندبندنت" مقتطفات منه: "تواصل الحكومة ارتكاب انتهاكات بما في ذلك جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مع الإفلات من العقاب" مشيرا إلى ارتكاب القوات الموالية لبشار الأسد 29 مجزرة خلال هذا العام فقط. وأوضح التقرير أن قوات الأسد استخدمت الأسلحة الكيميائية ثمان مرات في محافظات إدلب وحماة، وقصفت المناطق السكنية ذات الكثافة العالية بالبراميل المتفجرة والقذائف المحرمة دوليا بما في ذلك المستشفيات والمدارس حيث قتل وجرح عدد مروع من المدنيين. وأكد التقرير أن قوات الأسد تستهدف المدنيين بصورة منهجية، كذلك البنية التحتية مما يدل على تعمد القتل والجرح والتشويه مضيفا "هدف العمليات العسكرية واضح بجعل الحياة مستحيلة في المناطق التي خرجت عن سيطرتها". وتابع التقرير : "اجتاح القتال المناطق السكنية، وتم تدمير أدنى احتمال لوجود حياة طبيعية، وكان لذلك أثر خطير على النساء والأطفال الذين تنتهك حقوقهم بشكل يومي". وقال رئيس اللجنة باولو بينيرو: "مئات المدنيين يموتون كل يوم مع استمرار القتال دون اي اعتبار للقانون أو الضمير". ولفت التقرير إلى الجرائم التي ارتكبها تنظيم "داعش" ضد سوريين وصحفيين الأمر الذي أتبعه قلق دولي كبير من خطورة تقدم "داعش" بسوريا. وكانت صحيفة "تليجراف" البريطانية قد نشرت تحليلا في مطلع هذا الأسبوع ذهبت فيه إلى أن تنظيم "داعش" صنيعة الأسد لكسب تعاطف ودعم الغرب بتأجيج صراع طائفي في سوريا لافتة إلى أن استحضار ما وصفته ب"التطرف الإسلامي" هو أقدم خدعة للدكتاتورية العربية للاستئثار بالحكم في مواجهة المطالبين بالتغيير السياسي والديمقراطية.