•أخي "محمود" تعرض لمشاكل في الدورة الدموية إثر إضرابه عن الطعام •تم فصله من عمله بعد اعتقاله •"محمود" صامد في سجون الانقلاب لأنه مؤمن بقضيته ويدافع عنها •يتم التجديد لمعتقلي أحداث مسجد الفتح بشكل مستمر وأول جلسة لهم الثلاثاء الماضي •قوات الانقلاب استولت على حقيبته بها لاب توب وكاميرا و2200 جنيه أثناء اعتقاله! •ظللنا نبحث عنه لمدة 15 يوما بعد اعتقاله حتى وجدناه في سجن وادني النطرون •تدنيس مسجد الفتح وتعطيل الصلاة به وإثارة الشغب وحيازة أسلحة أبرز الاتهامات الملفقة لهم جريمته الوحيدة هي نزوله ومشاركته في التظاهرات المنددة للانقلاب العسكري وجرائمه ومجازره التي ارتكبها قادة هذا الانقلاب الفاشي في 16 من أغسطس الماضي واحتمائه بمسجد الفتح من وابل النيران الذي أمطرته به قوات الجيش والشرطة آنذاك. تسبب إيمانه بقضيته ودفاعه عن ثورة 25 من يناير وعن رئيسه المنتخب الذي طالما اختاره في المرحلتين إلى مكوثه في غياهب سجون الانقلاب لما يقرب من عام كامل مع غيره من معتقلي أحداث مسجد الفتح، إنه المهندس محمود مصطفي ابن 25 عاما. أكد شقيقه الدكتور أحمد مصطفى في حواره ل"الحرية والعدالة" أنه تم اعتقاله بعد اقتحام قوات الأمن المسجد ضمن مايزيد عن 500 معتقل لم يحدد له جلسات طوال هذا العام سوى جلسة الثلاثاء الماضي، موضحا تعرضه وباقي المعتقلين إلى انتهاكات داخل السجون، مؤكدا صموده وصبره خلف القضبان، وإلى مزيد من التفاصيل في ثنايا هذا الحوار.. في البداية نريد أن تحدثنا عن شقيقك؟ أخي محمود يبلغ من العمر 25 عاما، تخرج من كلية الهندسة جامعة القاهرة، شاب دؤوب، طيب ومحترم، يعمل في إحدى الشركات الإنجليزية لكنه تم فصله إثر اعتقاله. وضح لنا ملابسات اعتقاله؟
يوم 16 من أغسطس الماضي نزلنا معا في التظاهرات الحاشدة التي كانت بمنطقة رمسيس تنديدا بالمجازر التي ارتكبتها قوات الجيش والشرطة في حق المتظاهرين السلميين الذين يطالبون بعودة الرئيس الشرعي للبلاد في اعتصامي رابعة العدوية والنهضة. أعداد المتظاهرين كانت ضخمة وفوجئنا بقوات الجيش والشرطة تطلق علينا الرصاص الحي والخرطوش والقنابل المسيلة للدموع، وذلك بالتعاون مع البلطجية، واشتد البطش لدرجة أن طائرات الجيش كانت تمطرنا بوابل من الرصاص الحى. أنا كطبيب بشري كنت موجودا في التظاهرات ومَنْ يصاب بطلق ناري في الرأس أو الصدر كنا نقوم بإدخاله مسجد الفتح، حوّلنا المسجد إلى مستشفى ميداني لإسعاف الحالات الخطرة، دخلت المسجد للقيام بواجبي كطبيب، فيما كان شقيقي محمود مع المتظاهرين في الخارج، وعندما ساء الوضع واشتد بطش الداخلية وقوات الأمن عصر هذا اليوم دخل إلى المسجد واحتمى به معنا، لكن قوات الجيش حاصراتنا داخل المسجد حتى اليوم التالي. وما الذي حدث بعد ذلك؟ عندما اقتحمت قوات الأمن المسجد لاعتقال مَنْ فيه، وأثناء ذلك استولوا على الحقيبة التي كانت معنا والتي كانت تحوي لاب توب وكاميرا ومبلغ 2200 جنيه باعتبارها غنيمة بالنسبة لهم، وتم اقتيادنا إلى سيارات الترحيلات مثنى مثنى، لكن أحد الضباط أمسكني من كتفي لاصطحابي إلى السيارة، وفي هذه الأثناء روّجت الداخلية لفيلمها الكذاب بقيام مؤيدي الشرعية الموجودين داخل المسجد بإتلاف المئذنة وإضرام النيران داخل المسجد، حينئذ سلمني ذاك الضابط للبلطجية ليتولوا مهمة ضربي، لكنهم تركوني وتاهوا عني وأفلت منهم بمعجزة، أما محمود للأسف تم اعتقاله. كيف توصلتم إلى أخيك؟ ظللنا نبحث عنه لمدة 15 يوما وفي النهاية وجدناه في سجن "النطرون 1"، كنت مرعوبا عندما حدثت مجزرة سيارة ترحيلات أبو زعبل والتي راح ضحيتها نحو 37 من مؤيدي الشرعية، ظننت أنه ضمن هؤلاء الضحايا، وهو كذلك عندما لم يجدني معه في سيارة الترحيلات ظن أنني قتلت أو أصابني سوء. الداخلية كانت تتعمد آنذاك أن تكفرنا بقضيتنا وأن تتعبنا، إذ تجعل كل أسرة لديها معتقل تتولى مسئولية البحث عن معتقلها حتى تشغلها بحيث لا تسنح أمامها الفرصة للمشاركة في التظاهرات أو أن يكون لديها طاقة تمكنها من استكمال المسير. هل تمكنتم من زيارته؟ نعم تمكنا من زيارته، وحاليا نزوره أسبوعيا، وكنا نُعامل معاملة في منتهي السوء كباقي الزيارات في كافة السجون المصرية من يوم الاعتقال حتى الآن، أول فترات الانقلاب كان مسموحا لنا بزيارته 5 دقائق فقط زادت الآن ربع ساعة أو نصف ساعة. طيلة هذه الفترة التي قضاها في السجن أنفقنا مصاريف كثيرة، فبعد أن كان يعمل ويشارك معي في إعالة الأسرة، أصبح يحتاج من ينفق عليه، خاصة بعد فصله من عمله. ما التهم التي وجهت إليهم؟ وجهت إليه تهم كثيرة فارغة لا أساس لها من الصحة منها تدنيس مسجد الفتح وتخريبه وتعطيل الصلاة به، والقتل العمد، وتنفيذ عمليات إرهابية، وتخريب المنشآت العامة، وإضرام النيران في الممتلكات الخاصة وسيارات المواطنين، وحيازة أسلحة نارية، وقطع الطريق وتعطيل المواصلات، والتعدي على قوات الشرطة، إثارة الشغب، وقلب نظام الحكم. هل مازال موجودا في سجن النطرون؟ بعد احتجازه ما يقرب من عام في سجن وادي النطرون، للأسف تم ترحيله إلى مجمع سجون طره، لأنه عقدت أول جلسة لمحاكمة معتقلي أحداث مسجد الفتح يوم الثلاثاء، علما بأن النيابة كانت تجدد لهم الحبس بصفة مستمرة، تم إحالتهم لمحكمة الجنايات في فبراير الماضي ومنذ ذلك الوقت لم تحدد لهم جلسات، وعندما تحددت جلسة في 17 من يوليو الماضي تم تأجيلها إلى 12 أغسطس دون حتى أن يذهبوا إلى المحكمة. هل تعرض لانتهاكات طيلة فترة حبسه؟ بالطبع.. يتعرض أحيانا لمعاملة سيئة وربما لتعذيب لكنه حتى الآن لم يحبس في سجن انفرادي، من الممكن أن يتعرض لانتهاكات لكنه لم يبح لنا بذلك صراحة حتى لا يقلقنا عليه، لكن حالته النفسية تكون واضحة، عندما نتحدث إليه نعرف إذا كان تم مضايقته أو تعرضه لانتهاكات أم لا. ماذا عن حالته الصحية؟ دخل محمود في إضراب عن الطعام فترة من الوقت، تعرض على إثرها وأصيب بمشاكل في الدورة الدموية، هذا بخلاف ما عاني منه من تساقط شعره نتيجة ملوحة المياه هناك. ماذا عن حالته النفسية؟ أخي صابر وصامد الموضوع بالنسبة له قضية، لم ينزل صدفة في التظاهرات وتم اعتقاله، لكنه صاحب قضية، نزلنا وشاركنا في ثورة 25 من يناير، شارك في التظاهرات دفاعا عن ثورة 25 من يناير وعن الرئيس المنتخب والمطالبة بعودته، إذ انتخب الرئيس محمد مرسي في المرحلتين وبعد حدوث الانقلاب شارك في اعتصام رابعة العدوية أكثر من مرة. لمن تحمل مسئولية اعتقال أخيك؟ ألقي المسئولية على قادة الانقلاب العسكري الدموي الفاشي الذي لا يعدو عن كونهم عصابة تغتصب مصر، السيسي قاتل مأجور عن طريق الدول الداعمة له، أحمّل محمد إبراهيم وزير الداخلية مسئولية قتل المتظاهرين في كافة الأحداث والمجازر التي حدثت منذ حدوث الانقلاب العسكرى. أحمّل المسئولية لى لأنه أقسم على أن أوقظه صباحا واصطحبه معي في التظاهرات، ووالدتي في الصباح رفضت أن يذهب وأصرت ألا آخذه معي بعدما حلمت بأن إحدى عينيها قد فقأت، ولكننا أصررنا على الذهاب. هل من كلمة أخيرة؟ مكملين مع الإخوان ومؤيدي الشرعية والشرفاء، وهذا حق لهم علينا، هم شركاء لنا في الثورة وشرفاء يريدون الخير لمصر.